خدعة أمريكية سمحت بالحصول على عينات الدم ومقارنتها لاتزال الحقائق والملابسات وراء مقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن تتكشف شيئاً فشيئاً، حيث ظهرت أوراق جديدة تضاف الى ملف قضية الكشف عن مكان بن لادن والوصول الى أحد الخيوط المهمة التي ساهمت في إلقاء القبض عليه من خلال قوات خاصة أمريكية في عملية قادت الى مقتله في أبوت أباد الباكستانية مطلع مايو/أيار الماضي. فقد كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن حملة تطعيم مفبركة كانت أحد الخيوط المهمة التي قادت الى مخبأ بن لادن في أبوت أباد نظمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بالتعاون مع طبيب باكستاني رفيع المستوى. وقالت الصحيفة إن الطبيب يُدعى شاكيل أفريدي، وهو معتقل حالياً من قبل الاستخبارات الباكستانية, وقد قام في مارس/آذار الماضي باختلاق حملة تلقيح وهمية للأطفال للحصول على عينة "دي إن إيه" من أحد أبناء بن لادن للتأكد من وجود الأخير في المجمع السكني والذي كان مشتبه بوجود زعيم القاعدة داخله. الطبيب الجاسوس وتضيف الصحيفة نقلاً عن مصادرها الخاصة، أن الطبيب الباكستاني بدأ حملته بالأماكن الفقيرة لإبعاد أي شبهة في أن الحملة لم يكن الغرض منها معرفة مكان بن لادن. وكانت الاستخبارات الأمريكية وبعد تعقبها للمكنّى بأبي أحمد الكويتي عدة سنوات, تريد دليلاً قاطعاً على وجود بن لادن وأسرته داخل المجمع السكني في أبوت أباد. ووفقاً للصحيفة البريطانية فقد وجدت الاستخبارات الأمريكية أن السبيل الوحيد لدخول المنزل كان عبر حملة تطعيم صحي للأطفال ضد التهاب الكبد الوبائي، توفر فرصة سحب عينات الدم عن طريق ممرضات بصحبة الطبيب، ومن ثم مقارنة الحامض النووي مع أخت أسامة بن لادن التي توفيت في بوسطن العام الماضي. ومن جهتها، اعتبرت الاستخبارات الباكستانية تعاون الطبيب مع ال"سي اي ايه" من دون علمها نوعاً من أنواع التجسس، فيما أبدت الولاياتالمتحدة قلقها على الطبيب, وقامت بمحاولات ومساعٍ حثيثة مع السلطات الباكستانية لإطلاق سراحه.