قالوا: "إنقاذ النظام يكلف خوض حرب" نقلت صحيفة "الخليج" الإماراتية، اليوم الثلاثاء، عن خبراء عسكريين يمنيين، أن الظروف الحالية في اليمن من انشقاق في الجيش وثورة متصاعدة، مع غياب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، يعزز الشكوك بإمكانية وقوع انقلاب عسكري وشيك، وهو ما يبرر التحركات الجديدة التي بادرت إلى اتخاذها القوات الموالية للرئيس صالح، وفي الغالب ستضطر إلى دخول مواجهات مسلحة وشيكة مع القوى المناوئة للرئيس كخيار اضطراري لإنقاذ النظام. وقالت الصحيفة: إن العاصمة اليمنية صنعاء وعدداً من المدن الرئيسية الأخرى تسودها مظاهر تأهب أمني وعسكري لافت في أوساط القوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبد الله صالح، بالترافق مع إعادة انتشار وتموضع لآلاف من قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي والقوات الخاصة، المعززة بمجاميع قبلية مسلحة ومئات الآليات والدبابات والمدرعات في مواقع حدودية ومرتفعة بأنحاء متفرقة من مدن، كصنعاء وتعز وعدن والحديدة، في إجراء يستهدف التصدي لأي محاولة انقلاب عسكري محتمل من قبل ائتلاف القوات المنشقة عن الجيش المدعومة بسند قبلي مسلح في ظل غياب الرئيس صالح عن البلاد. وتزامن توقيت إعادة الانتشار الواسعة للآليات والمعدات العسكرية والقوات الموالية للرئيس صالح في كبريات المدن اليمنية، مع توجيه قوات الحرس الجمهوري التي يقودها النجل الأكبر للرئيس علي عبد الله صالح، مساء الأحد الماضي، ضربات استباقية متفرقة ومتقطعة باستخدام الصواريخ وقذائف "الهاون" على مواقع تمركز القوى المناوئة للنظام السياسي القائم، كمعسكر فرقة اللواء الأول مدرع بشمال العاصمة، ومنازل أولاد الشيخ الأحمر الكائنة في منطقة حي حدة السكني بجنوب صنعاء، إلى جانب إطلاق قذيفتين من مدافع هاون على قصر الشيخ الأحمر بحي الحصبة. ونقلت الصحيفة عن الأكاديمي العسكري اليمني العميد طاهر عبد الرحمن السيفي، قوله: إن التصعيد في مظاهر التأهب الأمني والعسكري في صفوف القوات الموالية للرئيس صالح، إجراء متوقع، كونه يتزامن مع ظروف استثنائية وحرجة يمر بها النظام السياسي الحاكم نتيجة إقصاء شخص رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة عن مشهد الأزمة السياسية القائمة باضطراره إلى السفر خارج البلاد لتلقي العلاج من إصابات بالغة لحقت به من جراء تعرضه لمحاولة اغتيال. وأشار اللواء السيفي إلى أن مبادرة القوات الموالية للرئيس صالح بتوجيه ضربات صاروخية لمواقع تمركز أبرز مناوئي النظام السياسي الحاكم على الرغم من سريان هدنة متفق عليها أبرمت بموجب وساطة سعودية، إجراء استباقي لا يستهدف بالضرورة الاعتداء لمجرد الاعتداء ولكن لتوجيه رسائل تحذيرية لمناوئي الرئيس من مغبة الإقدام على أي محاولة لاستغلال الظرف الراهن والحرج الذي يمر به النظام للقيام بانقلاب عسكري للاستحواذ على الحكم. وحسب الصحيفة فقد توقع الخبير العسكري العميد زاهر عبد الله حسين الذهب، أن تشهد الأيام المقبلة بدء عملية انتشار عسكري واسعة النطاق في العديد من المدن الصغيرة إلى جانب المدن الكبرى الرئيسية من قبل ألوية الحرس الجمهوري والأمن المركزي، والاستعانة بمجاميع قبلية مسلحة للعمل كميلشيات مسلحة تابعة للنظام بهدف استعادة السيطرة، ولو نسبياً على الأوضاع الأمنية والمواقع العسكرية الإستراتيجية والمنشآت والمقار الحكومية التي ستعمد هذه القوات إلى تحويلها إلى ما يشبه الثكنات العسكرية لتطويق أي محاولة للانقلاب العسكري على النظام الحاكم واستغلال غياب الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة والبلاد. واعتبر أن "صنعاء عملياً واستراتيجياً تحت السيطرة العسكرية لقوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي تسيطر على أبرز التلال والمناطق المرتفعة" كمنطقتي عطان وصباحة بضاحية عصر، إحدى المنافذ الحدودية الرئيسية للعاصمة، وهو ما يعطي لهذه القوات عنصر الأفضلية في حال اضطرت لخوض مواجهات مسلحة مباشرة وواسعة مع مناوئي الرئيس، سواء القوات المنشقة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر أو المجاميع القبلية المسلحة التابعة لعائلة الشيخ الأحمر، وبإمكانها ببساطة توجيه ضربات صاروخية مؤثرة على معسكر اللواء الأول مدرع من مواقع تمركزها الأساسية والتصدي لضربات مضادة بأقل الخسائر. وأشار الخبير العسكري إلى أن التحركات الطارئة في صفوف القوات الموالية للرئيس صالح باتجاه التمركز في مناطق مرتفعة وحدودية في كبريات المحافظات اليمنية، وتوجيه ضربات صاروخية لمناوئي النظام بأنها تندرج في إطار ما يمكن وصفه ب "تدابير أمنية وعسكرية ملحة" عادة ما تلجأ إليها القوات العسكرية الموالية للنظام، سواء في اليمن أو غيرها عند الاستشعار بوجود تهديد حقيقي ووشيك للنظام الحاكم، وتحسباً لأي محاولات متوقعة للقيام بانقلاب عسكري، منوهاً إلى أن "وجود انشقاق عسكري في صفوف الجيش تحول مؤخراً إلى ائتلاف وثورة متصاعدة في البلاد بالتزامن مع تعرض المسؤول الأول في النظام الحاكم لمحاولة اغتيال وتواريه عن السلطة بمغادرته البلاد للعلاج، يعزز من الشكوك بإمكانية وقوع انقلاب عسكري وشيك، وهو ما يبرر التحركات الجديدة التي بادرت إلى اتخاذها القوات الموالية للرئيس صالح التي في الغالب ستضطر لدخول مواجهات مسلحة ووشيكة مع القوى المناوئة للرئيس كخيار اضطراري لإنقاذ النظام".