الحديث النابع من القلب وصدق المشاعر، وعميق الإحساس، يتوافق لفظه مع فعله، ويتغلغل في العقول حتى يترسّخ فيها وتلازم المستهدف حيث هو في السراء والضراء ويبقى خيال المتحدث ماثلاً في مخيلة المتلقي، مهما تلبّدت الغيوم، أو تباينت المواقف، فكيف إذا كان الحديث صادرا من رجل إصلاح وقائد ملأ العين والبصر على المستوىين الإقليمي والعالمي، أحب شعبه وأحبوه، حباه الله بشخصية تمّيزت بالصدق والصراحة والبساطة وبُعد النظر بمختلف المواقف، إنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله الذي تحدّث للأمراء والمسؤولين والمواطنين الذين تشرفوا بالسلام عليه وتهنئته بسلامة الوصول إلى جدة ظهر الأحد الماضي الموافق 26/6/1432ه في قصره العامر ووجّه لهم بل للشعب السعودي الذي أشاد خادم الحرمين الشريفين بوفائه وأخلاقه، نصائح أبوية ترسم للصغير والكبير السبيل القويم في حياته الخاصة والعامة وفقاً للمنهج النبوي الشريف، جديرة بأن يتكرر نشرها بمختلف وسائل الإعلام، وأحسب أن هذه الزاوية من تلك الوسائل التي تضطلع بمسؤولية وطنية كغيرها. فأنقل هذه النصائح العفوية والمشاعر الفياضة الصادرة من قلب قائد هذه البلاد الصادق بقوله وعمله كما سمعها العالم بأسره حيث قال رعاه الله: (أرجوكم أن تتمسكوا بالصدق لأن الصدق حبيب الله وهو أوفى للإنسان وأوفى ما للإنسان الصدق، لأنك إذا صدقت صدّقوك العالم كلهم، وإذا زليت بزلة لو كلمة واحدة ما عاد احترموك، الإنسان صدق لازول، وأنا ما أنا إلا خادم لكم، صدقوني إنني لا أنام إلا ولله الحمد سائلاً عن كل المناطق ما هي الحوادث فيها، وش اللي ما صار وش اللي صار. ولله الحمد هذا ما هو كرم مني. هذا وفاء وإخلاص لكم، وحبكم لي لن أنساه، ولن أنساه مادمت حيا، أشكركم وأتمنى لكم التوفيق وأتمنى أن تعينوني على نفسي). وصاحبَ هذه النصائح الأبوية الصادرة من القلب، قرارات خير أدخلت السرور على موظفي الدولة، وهي تكملة لمنظومة القرارات التي كانت بمثابة سحابة غيث سقت كل بيت وعمت كل بقعة بالبلاد. رعاك الله يا أبا متعب محفوفاً بعنايته ونصره، ومحظوظاً بولاء ووفاء الشعب السعودي الوفي، أدام الله على بلادنا الأمن والأمان وحماها الله من كل شوائب الدهر إنه سميع مجيب.. والله المستعان.