تتجه الأنظار اليوم الأربعاء إلى ثلاث مواجهات ودية من العيار الثقيل تجمع ألمانيا بالأرجنتين، وإيطاليا بإنجلترا وفرنسا بالأوروغواي، وذلك ضمن الاستعدادات للتصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014. فعلى ملعب "كومرتسبانك" في فرانكفورت، يتجدد الموعد بين الغريمين الألماني والأرجنتيني في أول مباراة بين المنتخبين منذ ربع نهائي مونديال جنوب إفريقيا عندما أذل ال"مانشافات" ليونيل ميسي ورفاقه باكتساحهم 4- صفر. ولطالما حملت المواجهة بين ألمانيا والأرجنتين نكهة مميزة نظراً إلى "العداوة" التاريخية بينهما والتي بدأت في نهائي مونديال المكسيك عام 1986 حين فاز "لا البيسيليستي" على ألمانياالغربية حينها 3-2، قبل أن تثأر الأخيرة بعد أربعة أعوام في نهائي مونديال إيطاليا 1990 حين فازت 1- صفر. وتعززت الخصومة بين المنتخبين في المونديال الأخير حين نجح رجال المدرب يواكيم لوف في الإطاحة بميسي ورفاقه بالفوز عليهم 4- صفر ما أطاح برأس المدرب دييغو مارادونا الذي كان قاد بلاده كلاعب إلى لقبها المونديالي الثاني عام 1986 على حساب الألمان. وفي المجمل، تواجه المنتخبان في 19 مناسبة وتتفوق الأرجنتين في 8 انتصارات، مقابل 6 للألمان، فيما انتهت المباريات الخمس الأخرى بالتعادل. وعلى الرغم من غياب عددٍ من اللاعبين الأساسيين في التشكيلة الألمانية، فإن ذلك لن ينقص من قيمة هذه المواجهة التي ستجمع بين منتخبين يميلان إلى الهجوم. وقد أراح يواكيم لوف كلا بير ميرتساكر ولوكاس بودولسكي وفيليب لام وباستيان شفاينشتايغر وماريو غوميز الذي خضع أخيراً لعملية جراحية، وسيعتمد ال"مانشافت" في موقعة اليوم على خمسة لاعبين من بوروسيا دورتموند بطل ثنائية الدوري والكأس وأربعة من وصيفه بايرن ميونيخ. يُذكر أن ألمانيا تخوض مباراتها الأولى منذ خروجها من نصف نهائي كأس أوروبا هذا الصيف على يد إيطاليا "1-2"، وهي تستعد لانطلاق مشواره في المجموعة الأوروبية الثالثة من التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 حيث تلتقي مع جزر فارو في السابع من سبتمبر المقبل قبل أن تواجه جارتها النمسا بعد أربعة أيام ثم إيرلندا والسويد في 12 و16 أكتوبر على التوالي. ومن جهة أخرى، يتحضر منتخب المدرب اليخاندرو سابيلا الذي تغلب على غريمه البرازيلي وديا 4-3 في 9 يونيو الماضي، لمباراته مع الباراغواي في السابع من الشهر المقبل، علماً بأنه يحتل المركز الثالث في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى البرازيل 2014 بثلاثة انتصارات وتعادل وهزيمة، وهو يتخلف حالياً بفارق نقطتين عن تشيلي المتصدرة. وفي العاصمة السويسرية بيرن، يتحضر المنتخب الإيطالي لبدء مرحلة جديدة بعد أن فاجأ الجميع في كأس أوروبا بوصوله إلى النهائي قبل أن يتلقى هزيمة ثقيلة أمام الإسبان "صفر-4"، وذلك عندما يجدد الموعد مع نظيره الإنجليزي في إعادة للدور ربع النهائي من البطولة القارية حين بلغ "الآزوري" نصف النهائي بركلات الترجيح بعد تعادل الطرفين صفر- صفر في الوقتين الأصلي والإضافي. وسيخوض الإنجليز المباراة قبل ثلاثة أيام على انطلاق الدوري المحلي ما دفع المدرب روي هودجسون إلى الاعتماد على عنصر الشباب بعد أن استبعد لاعبين مثل جون تيري وواين روني والقائد ستيفن جيرارد. واستبعد هودجسون مدرب إنجلترا عدداً من اللاعبين الآخرين الذين شاركوا في كأس أوروبا مثل أشلي كول وسكوت باركر وداني ويلبيك وجوليون ليسكوت قبل أن يقرر أمس الاستعانة بالأخير مجدداً. كما لم يسلم الإيطاليون من الغيابات بسبب التزامات اللاعبين مع أنديتهم، حيث لن تشهد مباراة اليوم مشاركة أي من لاعبي يوفنتوس ونابولي لانشغالهم بكأس السوبر الإيطالية التي فاز بها الأول 4-2 في بكين، وهذا الأمر سيشكّل مناسبة لكي يحصل بعض الشبان على فرصهم إذ من المتوقع أن يشرك برانديلي كلاً من مانولو جابياديني وماتيا ديسترو وستيفان الشعراوي وماركو فيراتي. كما سيغيب مهاجم مانشستر سيتي ماريو بالوتيلي بسبب التهاب في الجفن، واستدعى بدلاً منه مهاجم اودينيزي الشاب دييغو فابريني. ويستهل "الآزوري" مشواره في تصفيات مونديال 2014 في 7 سبتمبر المقبل على أرض بلغاريا في المجموعة الثانية، في حين تلعب إنجلترا في اليوم عينه مع مولدافيا في المجموعة الثامنة. وفي لوهافر، يتحضر المنتخب الفرنسي لبدء حقبة جديدة مع ديدييه ديشان الذي يخوض مباراته الأولى مع "الديوك" منذ أن خلف لوران بلان في مهام المدرب بعد الخروج من الدور الثاني لكأس أوروبا على يد إسبانيا. وسيكون الاختبار الأول لمدرب مرسيليا في مواجهة المنتخب الاوروغوياني في إعادة لمباراة الدور الأول من مونديال جنوب إفريقيا 2010 حين تعادل الطرفان صفر-صفر في طريقهما إلى مشوار متناقض بالكامل إذ ودع الفرنسيون العرس العالمي من الباب الصغير وبطريقة مخزية بعد الإشكالات التي حصلت نتيجة استبعاد نيكولا أنيلكا عن التشكيلة، فيما واصل فريق المدرب أوسكار تاباريز مشواره حتى بلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1970 قبل أن يخرج على يد الهولنديين. واستعان ديشان في خط الوسط بكلٍ من اتيان كابو "تولوز" ومكسيم غونالون "ليون" ومارفن مارتن ومافوبا "ليل" وبليز ماتيودي "باريس سان جرمان". أما في الجهة المقابلة، فسيكون نجما ليفربول الإنجليزي ونابولي الإيطالي لويس سواريز وادينسون كافاني أبرز الغائبين بعد أن قرر تاباريز إراحتهما. ولن يكون ديشان المدرب الوحيد الذي يسجل بدايته اليوم الأربعاء، إذ يبدأ الإيطالي فابيو كابيلو مغامرته مع المنتخب الروسي في مواجهة ساحل العاج، ولويس فان غال مهمته الجديدة- القديمة مع منتخب بلاده هولندا في مواجهة بلجيكا. وعيّن كابيلو بدلاً من الهولندي ديك أدفوكات الذي استقال من منصبه بعد خروج روسيا من الدور الأول لكأس أوروبا، أما فان غال الذي سبق أن أشرف على "البرتقالي" عام 2000 دون أن ينجح في قيادته إلى نهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان 2002، فحل بدلاً من بيرت فان مارفييك الذي استقال من منصبه بعد فشل المنتخب في اجتياز الدور الأول من البطولة القارية. وفي سولنا، يودع المنتخبان السويدي وضيفه البرازيلي ملعب "راسوندا ستاديوم" الذي شهد مواجهتهما في نهائي مونديال 1958 حين فاز "سيليساو" باللقب العالمي بعد أن حسم المواجهة لمصلحته 5-2. ودعا الاتحاد السويدي لكرة القدم الأسطورة بيليه وعدداً آخر من نجوم مونديال 1958 لكي يحضروا هذه المباراة التي يخوضها البرازيليون بالتشكيلة الأولمبية التي خسرت قبل أيام معدودة نهائي مسابقة كرة القدم في أولمبياد لندن أمام المكسيك، وسيهدم الملعب من أجل تشييد آخر جديد يحل بدلاً منه. وعبر البحار، يتواجه المنتخب الإسباني الذي أصبح أول من يتوج بثلاثية كأس أوروبا- كأس العالم- كأس أوروبا، مع مضيفه البورتوريكي الذي يتخلف عنه في صدارة تصنيف الاتحاد الدولي "فيفا" ب137 مركزاً والذي كانت مبارياته الأربع الأخيرة في مواجهة طرف واحد. وقرر مدرب "لا فوريا روخا" فيسنتي دل بوسكي إراحة بعض نجوم كأس أوروبا مثل تشافي هرنانديز وجوردي البا وخوان ماتا وكارليس بويول والفارو نيغريدو وخافي مارتينيز.