لقي مواطن وزوجته مصرعهما في حادث مؤسف وقع أمس الاثنين على طريق عشيرة شمالي محافظة الطائف, حيث اصطدمت مركبة العائلة المكونة من الأب والأم و3 أطفال "ولد وبنتان" بسيارة أخرى جهة مدخل القثمة، وأسفر الحادث عن وفاة الزوجين وإصابة الأطفال الثلاثة وسائق السيارة الأخرى. واستطاع عابرو الطريق انتشال الأب والأم من السيارة التي تحولت إلى كومة حديد، حيث توفيت الزوجة على الفور بينما بقي زوجها يصارع الموت لأكثر من ساعة لشدة الإصابات التي تعرّض لها, وما لبث أن فارق الحياة لينتقل وزوجته إلى الرفيق الأعلى بينما تعالت صراخات الأطفال المكلومين الذين كانوا ينظرون لأبويهم نظرة المودع فمنهم من يستغيث ومنهم من يئن وجعاً وخوفاً.
وكان من بين الأطفال الثلاثة رضيعة لم تتجاوز عامها الأول تعرّضت لإصابة بالغة في رأسها ونزفت أمام المارة الذين لم يستطيعوا حبس دموعهم التي انهمرت حزناً على الأسرة، وكذلك من منظر الطفلة المصابة.
وفي هذا السياق عبّر أهالي شمال الطائف عن استيائهم من إهمال واستهتار المسؤولين بأرواح الناس وعدم التفاتهم إلى خطورة طريق عشيرة الذي حصد عشرات الأرواح في إطار مسلسل الحوادث الدموي الذي يتكرر يومياً، مشيرين إلى أن مناشداتهم المتواصلة لم تحرك وزارة النقل لوقف الدماء على ذلك الطريق.
وأوضح المواطن مرزوق القثامي في حديث ل "سبق" أن هذا الطريق الذي لم يعد صالحاً للاستخدام ويجب أن يغلق ويعود الناس للسير على الطرق الترابية التي يمكن أن تكون أكثر أمناً منه.
وحمّل القثامي المسؤولية الكاملة لوزارة النقل التي تقف مكتوفة الأيدي ولا تحرك ساكناً لإنقاذ أرواح الناس وإعادة تأهيل الطريق, وقال إن الأهالي سيرفعون دعوى قضائية ضد وزارة النقل يطالبون من خلالها بصرف تعويضات لذوي المتوفين.
من جهة أخرى أشار مشعل الشيباني إلى أن شوارع شمال الطائف وبخاصة طريق عشيرة تفتقر للتوسعة, وتعاني أخطاء هندسية غير مبررة منها ارتفاع الطريق عن مستوى الأرض دون وجود أي عائق يجعل الشركة المنفذة تلجأ إلى هذا التصميم .
وأضاف أن ما يزيد الطين بلة غياب مراكز الهلال الأحمر عن الطريق الذي ينزف فيه المصابون حتى الموت دون إيجاد من يسعفهم .
كما أبدى كلٌ من محمد القثامي وخالد المقاطي امتعاضهما الشديد من جراء ما يحصده الطريق من نفوس بريئة في ظل الصمت المطبق للجهات المعنية.
وناشد أهالي عشيرة ومنحة القثمة والقرى الواقعة على الطريق الجهات المعنية عبر "سبق" بسرعة التدخل لتوسعة طريق عشيرة الذي حصد أرواحاً غالية على قلوبهم، مشيرين إلى أن العزاء زار كل منازل منطقتهم خلال السنوات الماضية ولا يزال مسلسل الحوادث المميتة مستمراً حتى الآن.