يؤيد كاتب صحفي دعوة الكاتبة "سمر المقرن" الرجال إلى مشاركة زوجاتهم في أعمال البيت! مشيراً إلى موافقة الرجال، لكن ما يمنع هؤلاء "الشنبات" هو "الخجل" وردة فعل المقربين، فيما يرى كاتب آخر أن قضية نقص الخادمات هي مشكلة الساعة في أغلب منازل المملكة, بعد وقف الاستقدام وتجاوز راتب الخادمة ثلاثة آلاف ريال، خاصّة في شهر رمضان الكريم.
كاتب سعودي: "الشنبات" يرغبون في غسل الأطباق ويمنعهم الخجل
يؤيد الكاتب الصحفي محمد حدادي في صحيفة "الشرق" دعوة الكاتبة "سمر المقرن" الرجال إلى مشاركة زوجاتهم في أعمال البيت بعثاً للألفة وروح التعاون! مشيراً إلى موافقة الرجال، لكن ما يمنع هؤلاء "الشنبات" هو "الخجل" وردة الفعل التي سيجدها من أقرب المقربين إليه والناس! ففي مقاله "شنبات يغسلون الأطباق!" يشير الكاتب إلى دعوة المقرن ويقول "(إن سُبل وأشكال السعادة سهلة ومتوافرة ومتاحة للجميع) بهذا الكلام الزين ختمت الزميلة سمر المقرن مقالها المعنون ب (حصة الرجل اليومية من الأعمال المنزلية) الذي تطالب فيه بمشاركة الرجال زوجاتهم في أعمال البيت بعثاً للألفة وروح التعاون! وهي ترى أن مساهمة الرجل لن تنتقص من قدره، بل تجعله كبيراً في عين زوجته!".
ويعلق الكاتب على الدعوة قائلاً "لا أختلف مع الأخت (سمر) فيما ذهبت إليه، وهناك رجال لديهم الرغبة - بل تزيد حماستهم على حماسة الكاتبة - في الهجوم على أواني المطبخ هجمة واحدة فلا يتركونها إلاّ وقد غدت نظيفة لامعة بل مرتبة في دولاب المطبخ بعناية! والبعض الآخر يتمنى لو أمسك ب (المساحة) بعد رش المنزل بالماء والصابون، فيتزحلق ب (عباطة) ومرح وكأنه يتزحلق على الجليد! ثم يشرع في دعك البلاط بقدر ما أسعفته طاقته على الدعك! ثم يعيد ترتيب الأثاث ولا ينسى إشعال الجمر لا لوضعه على حجر الجراك وإنما لوضعه في المبخرة لتعطير الجو من روائح أدوات التنظيف! ولكن ما يمنع هؤلاء “الشنبات” هو “الخجل” وردة الفعل التي سيجدها من أقرب المقربين إليه والناس! بل قد يحجم بعضهم للخشية من نظرة “أم العيال” نفسها التي قد لا تتقبل هذا الفعل! وتعدّه معيباً في حقه؛ وقد تترك البيت و”تروح” لأهلها - بعد ترك أولادهما لديه لاستطاعته تغسيلهم وتنظيفهم وإعداد الطعام لهم- بحجة إصابة زوجها بالجنون أو "التشبه بالنساء!"، وينهي الكاتب قائلا "قبل فترة أسهمت “قُبْلةٌ علنية” من زوج لعروسه في إدخال أمه العناية المركزة! فكيف سيكون الحال لو أن أماً دخلت المنزل فوجدت “وليدها” منهمكاً في الغسل والمسح فيما “كنتها” تتمتع بارتشاف شاي أعده لها “الزوج” وتتابع مسلسلاً مدبلجاً! بالطبع ستقع كارثة!".
السلطان: نقص الخادمات مشكلة الساعة في أغلب منازل المملكة
يرى الكاتب الصحفي عبد الرحمن السلطان في صحيفة "الوطن"، أن قضية نقص الخادمات هي مشكلة الساعة في أغلب المنازل السعودية, بعد وقف الاستقدام من بعض الدول، وتجاوز راتب الخادمة ثلاثة آلاف ريال، خاصة في شهر رمضان الكريم، ففي مقاله "شغالتنا وشغالتهم" يقول الكاتب "لا يكاد مجلسٌ يخلو من الحديث والإبحار في مشكلة نقص الخادمات المنزليات, تلكم المشكلة التي تفاقمت حتى أوصلت راتب الخادمة المنزلية إلى راتب معلمة المدرسة الأهلية, حيث أشارت تقارير صحفية أخيراً إلى أن رواتب الخادمات خلال الشهر الفضيل تجاوزت ثلاثة آلاف ريال, بل إن من يعملن بعقود مؤقتة تجاوز أجرهن في الساعة ما يدفع في عقود معلمات محو الأمية! فضلاً عن تضخم ظاهرة هروب الخادمات, بعد انتهاء فترة أشهر التجربة الثلاثة, أو حتى قبلها, الأمر الذي قاد إلى الاعتماد على مخالفات نظام الإقامة للخدمة في المنازل!"، ويعلق الكاتب بقوله "مع الأسف أدت سياسة تأجيل الخلافات مع الدول المصدرة للخادمات, وفشل اللجنة الوطنية للاستقدام في تجاوز العوائق؛ إلى ارتفاع متسارع لتكاليف الاستقدام بشكل لا يصدق, خصوصاً مع إيقاف الاستقدام من دولتي الفلبين وإندونيسيا, وقصره على دول أخرى محددة, الأمر الذي حرم ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن من خدماتهن, رغم الحاجة الماسة".
ويضيف الكاتب محذراً "الأدهى من ذلك أن شركات الاستقدام المزمع تفعيل خدماتها قريباً برعاية وزارة العمل, بدأت أخيراً بإطلاق بالونات اختبار حول رسومهم الباهظة, والرواتب الشهرية التي تتجاوز 1500 ريال, وغير ذلك من رسوم أولية وإدارية, وضمان مسترد, قد تتجاوز خمسة عشر ألف ريال, رغم سيل التبريرات الواهية من توفير تأمين صحي للخادمة, والتدريب المسبق, وضمان عدم الهروب, وغير ذلك من الوعود, التي كنا نشاهدها في مكاتب الاستقدام, والتي ما إن تطأ الخادمة منزل كفيلها حتى تبدأ تلك المكاتب بالتفنن في سبل التملص من التزاماتها السابقة, وها هي المكاتب السابقة نفسها, تؤسّس شركات جديدة, ولكن برأسمال من فئة المئة مليون! ليكون هدف توفير خادمة منزلية مدربة, متعلمة, وملتزمة آخر اهتماماتها".
وينهي الكاتب قائلاً "لقد تحوّلت قضية نقص الخادمات إلى مشكلة الساعة في أغلب المنازل السعودية, فاتساع بعض المنازل وتعدد أفراد العائلة يجعلان من الصعب على ربّة المنزل وحدها القيام بالفروض المنزلية كافة.. ومع الأسف، فإن واقعنا الاجتماعي وروح الاتكالية لدى نسبة لا بأس بها من الجيل الجديد من الفتيات السعوديات - وبالتالي ربّات منازل المستقبل- يفصحان عن تفاقم أكبر للمشكلة, خصوصاً مع عدم وجود حلول دائمة ومناسبة, سواء من وزارة العمل أو اللجنة الوطنية للاستقدام.. ليضحي محور حديثنا اليومي: "شغالتنا وشغالتكم".