تبنت وزارة الشؤون الاجتماعية، اليوم، موقفاً واضحاً تجاه متسوِّلي الشوارع والأسواق والميادين العامة، حين أعلنت استعدادها للمساعدة على إيصال أموال الزكاة والصدقات والتبرعات للأسر المحتاجة التي ترعاها الجمعيات الخيرية، مهيبة بأهل الخير "عدم تشجيع التسوُّل بإعطاء المتسوِّلين بالشوارع والأسواق والميادين العامة، الصدقات والزكوات أو تقديمها لأسرٍ أو أشخاصٍ غير معروفة أحوالهم". ودعت الوزارة كلَّ مَن لديه الرغبة في تقديم الصدقة أو الزكاة للمحتاجين، إلى الاتصال بمكاتب الشؤون الاجتماعية ومكاتب الإشراف النسوي أو بالجمعيات الخيرية المنتشرة في جميع المناطق، و"سيجد المتصدق والمزكي بإذن الله تعالى منها كل التعاون للوصول إلى المحتاج". وأكدت الوزارة أن الجمعيات الخيرية المنتشرة في أنحاء المملكة، التي يبلغ عددها 623 جمعية خيرية، على استعدادٍ تامٍ للمساعدة على تقديم المعلومات اللازمة للراغبين في كفالة الأسر المحتاجة من الأرامل والأيتام وكبار السن والمعوقين والنساء المهجورات، وغيرهم من المحتاجين في المجتمع. وأضافت الوزارة أن الأسر التي تخدمها الجمعيات الخيرية، خضعت للبحث الاجتماعي الذي أظهر حاجتها إلى العون والمساعدة. وبيّنت الشؤون الاجتماعية أن جميع الجمعيات الخيرية في المملكة تستقبل الزكوات والصدقات، وفقاً لضوابط محددة، أهمها تقديم مبالغ الزكوات أو الصدقات لمقار الجمعيات والحصول على سند قبض رسمي من الجمعية، أو من خلال الإيداع المباشر في حسابات الجمعيات، التي يمكن طلب أرقام حساباتها من قبل فروع الوزارة المشار إليها أو من الجمعيات الخيرية، كما تمكّن تقديم هذه الأموال عن طريق مشروع الخير الشامل الذي يخدم الجمعيات الخيرية المسجلة في الوزارة عبر شبكة الإنترنت، مشيرة إلى أن الجمعيات الخيرية لديها حسابات مخصّصة لأموال الزكاة لا يصرف منها إلا وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية. من جهة ثانية, أودعت وزارة الشؤون الاجتماعية 176.471.166 ريالاً في حسابات الجمعيات الخيرية بجميع المناطق، عبر التحويل الآلي السريع. وقال المتحدث الرسمي لوزارة الشؤون الاجتماعية محمد العوض، إن إجمالي ما تم صرفه من بداية العام حتى تاريخه، إضافة إلى هذا المبلغ، هو 389.639.220 ريالاً. وبيَّن العوض أن الوزارة تولي الجمعيات الخيرية عناية خاصة، دعماً لبرامجها ومجهوداتها المميزة تجاه الفئات المحتاجة، التي تتجه إليها من مستفيدين ومستفيدات أفراداً وأسراً، خصوصاً مع دخول شهر رمضان المبارك، حيث لا تقتصر إسهامات الجمعيات الخيرية في تقديم الدعم المادي أو النقدي والعيني فقط، بل تشمل كذلك برامج الرعاية الإيوائية والخدمات الاجتماعية وبرامج التأهيل والتدريب للأفراد والأسر. ودعا الموسرين من رجال الأعمال والشركات والمؤسسات ومحبي الخير، إلى دعم برامج الجمعيات الخيرية عبر تقديم التبرعات والإعانات من خلال حساباتها المصرفية، خصوصاً مع دخول رمضان؛ كي تتمكن الجمعيات الخيرية من تقديم المساعدات للمحتاجين سعياً لتحقيق متطلباتهم ومتطلبات أسرهم. ونوّه المتحدث الرسمي لوزارة الشؤون الاجتماعية بما حققته الجمعيات الخيرية من إنجازاتٍ وإسهاماتٍ وطنية خيرية بارزة، مستشهداً بتحوُّل عددٍ من المستفيدين من الجمعيات الخيرية من متلقين للإعانات والمساعدات إلى مانحين، بعد أن أصبحوا عاملين ومنتجين، وذلك عبر البرامج والتأهيليات التي نفذتها الجمعيات الخيرية، وهو مؤشر إيجابي يكشف عمّا تحظى به هذه الجمعيات من مساندة وتفاعل من قِبل المجتمع ومؤسساته وأفراده. وأكّد العوض أن هذه الإنجازات التي حققتها الجمعيات الخيرية على مختلف المستويات، لم تكن لتتحقق لولا دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، إلى جانب متابعة وتوجيه وزير الشؤون الاجتماعية.