كشف مقطع فيديو على موقع "يو تيوب" اللحظات العصيبة التي عاشها ركاب رحلة طائرة الخطوط الجوية الكويتية، القادمة من الكويت إلى جدة يوم الأربعاء الماضي 4 يوليو 2012، وعلى متنها 186 راكباً؛ أغلبيتهم في طريقهم إلى أداء فريضة العمرة، لكنها اضطرت إلى الهبوط في مطار المدينة المنوّرة . ويكشف الفيديو الذي تم بثه أمس على موقع "يو تيوب" عن أصوات صيحات وهلع الأطفال والنساء وكان الجميع يردّد الشهادة والدعاء والبعض كان يطلب المغفرة والتوبة والبعض كان يطلب من الركاب الهدوء وذكر الله والتسبيح والتهليل؛ لأن الدعاء يرفع البلاء وبألا يصيبهم مكروه، ولكن الوضع كان مخيفاً حيث كانت الطائرة تترنح وكانت أصوات المحركات عالية جداً ومخيفة، وكانت النساء يطلقن الصيحات وكان أحد الركاب يطلب من الجميع الهدوء والتضرُّع إلى الله بالدعاء ليرفع البلاء وكان يطلب من الجميع بأن يعلنوا الشهادة لأن الوضع حتما يشير إلى كارثة جوية حقيقية ستحصل، وفي أثناء قيام الجميع بالدعاء لفت انتباههم طلب الكابتن من جميع الركاب الالتزام بالمقاعد وعدم تركها بعدما حصلت الفوضى والجميع أصابه الذهول والبعض الآخر ترك مقعده ليطمئن على مرافقيه وبعدها تم إطلاق جرس الإنذار الذي وقع على الركاب كالصاعقة وينذر بحدوث كارثة، وأنهم على مشارف السقوط.
ونقلت صحيفة "الوطن" الكويتية عن مصادر في الطيران المدني أن الرحلة رقم 785 من نوع "إيرباص 300 "، أقلعت من مطار الكويت في تمام الساعة الواحدة ظهراً، وعلى متنها 186 راكباً في طريقهم إلى جدة، ومعظمهم كانوا يستعدون لأداء العمرة. وحسب المصادر فقد تعرضت الرحلة بعد الإقلاع الى 3 أعطال فنية في وقتٍ واحدٍ ولولا العناية الإلهية وثم قدرة الكابتن فيصل الصراف ومهاراته العالية لحصلت كارثة جوية وسقطت الطائرة وفقد جميع مَن كان على متنها، فكان الخلل الأول هو تعطل المحرّك الأيمن للطائرة وانفجاره مما تسبّب في تسرُّب الزيت ودخوله عبر فتحات التكييف ما أدّى إلى فصل التكييف عن الركاب وعندها استشعر الركاب بخلل أصاب الطائرة ولكنهم لا يعلمون ما هو نوع الخلل وفي أثناء انشغال الكابتن بإصلاح الخلل واتخاذ الإجراءات الاحترازية في مثل تلك الحالات وإبلاغ أقرب برج مراقبة للهبوط الاضطراري تعرّضت الطائرة إلى خلل فني آخر بالمحرك الأيسر للطائرة وارتفاع درجة الحرارة في المحرك ومن ثم تعرض الطائرة لانخفاض جوي مما تسبّب في تساقط أقنعة الأكسجين أتوماتيكياً. وكان قدر الله لطيفاً، حيث تم إنقاذ الركاب بالهبوط الاضطراري في مطار المدينة المنوّرة وكان باستقبالهم بعض سلطات المملكة العربية السعودية الذين كانوا على أهبة الاستعداد لإسعاف الركاب وبذلوا كل ما في وسعهم بتقديم كل الدعم والخدمات للركاب وفي أثناء توقف الطائرة وعند نزول غالبية الركاب اتجهوا إلى ساحة المطار وقاموا بالسجود شكراً لله -سبحانه وتعالى - بأن كتب لهم النجاة. وعبر مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيس بوك" أطلق الكثير من الكويتيين على الرحلة لقب "رحلة الرعب."