عمت فرحة طاغية آلاف المحتشدين في ميدان التحرير بوسط القاهرة وفي مدن مصرية أخرى اليوم الأحد إثر إعلان فوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي برئاسة مصر، في حين قدم سياسيون التهنئة له. وتعالت هتافات ألوف المحتشدين في ميدان التحرير "مرسي.. مرسي" وانهمرت دموع الفرح من أعين بعضهم وتعانقوا. وسجد البعض شكراً لله على أرض الميدان. وأطلق متظاهرون ألعاباً نارية في الهواء ابتهاجاً بالنتيجة بعد نحو 16 شهراً من الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. ومنذ يوم الثلاثاء الماضي تجمع ألوف المتظاهرين في الميدان الذي كان بؤرة الانتفاضة الشعبية للاحتجاج على قرارات للمجلس العسكري الذي يدير أمور البلاد حالياً قلصت سلطات رئيس البلاد. وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة نفذ قرار حل مجلس الشعب الذي هيمن عليه الإسلاميون بعد حكم صدر من المحكمة الدستورية العليا أبطل انتخاب المجلس لعدم دستورية مواد في قانون انتخابه. وتوجّه عشرات المتظاهرين إلى مبنى مجلس الشعب ومبنى مجلس الوزراء القريبين من ميدان التحرير ورقصوا أمامهما ورفعوا علامة النصر في وجوه قوات من الجيش والشرطة تحرس مبنى مجلس الشعب وتظهر عبر حاجز حديدي مرتفع. وهتف متظاهرون آخرون في الميدان "افرح افرح يا شهيد النهارده يوم العيد" في إشارة إلى وعد مرسي بتقديم أدلة اتهام جديدة في قضايا صدرت فيها أحكام بالبراءة لضباط قدموا للمحاكمة في قتل متظاهرين خلال الانتفاضة التي أسقطت مبارك. وقتل نحو 850 متظاهراً وأُصيب أكثر من ستة آلاف خلال الانتفاضة التي استمرت 18 يوماً.
وفي مدينة الإسكندرية الساحلية تابع ألوف المتظاهرين إعلان النتيجة على شاشات عرض أمام مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بالمدينة وما إن أُعلن فوز مرسي حتى انخرط بعضهم في البكاء وسجد البعض الآخر على الأرض ثم ردد المتظاهرون هتافات تقول "كل الصلاحية لرئيس الجمهورية" و"ثوار أحرار حنكمل المشوار". وفي مدينة السويسالشرقية التي شهدت مواجهات دامية في بداية الانتفاضة الشعبية تدفق مواطنون على ميدان الأربعين أكبر ميادين السويس ابتهاجاً بفوز مرسي رافعين علم مصر وهم يهتفون "أخيراً حنجيب حق الشهيد". وأطلق المحتفلون الألعاب النارية وسط دوي أبواق السيارات. ونظمت مسيرة من ميدان الأربعين ضمت المئات إلى شارع الجيش باتجاه ديوان عام المحافظة للاحتفال أمامه. وكان ليبراليون تضامنوا مع الإخوان المسلمين في جولة الإعادة بعد خلافات تسبب فيها التنسيق من جانب الإخوان مع المجلس العسكري بعد سقوط مبارك. وقال محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والفائز بجائزة نوبل للسلام وكان من أبرز دعاة التغيير أثناء حكم مبارك "خالص التهاني للدكتور محمد مرسي. حان الوقت لنعمل جميعاً كمصريين في إطار توافق وطني لبناء مصر قائمة على الحرية والعدالة الاجتماعية". وكتب المرشح الرئاسي السابق خالد علي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "هزيمة شفيق هي هزيمة لنظام مبارك. الثورة مستمرة". وكتب النشط وائل غنيم الذي أعلن تأييد مرسي قبل يومين "أول رئيس مصري مدني منتخب في تاريخ مصر الحديث. الثورة مستمرة". وقال عضو مجلس الشعب المحلول ممدوح إسماعيل وهو سلفي لرويترز: "هذه أول خطوة للأمام لتحقيق نظام مدني... سيحاولون إفشاله وأدعو الشعب للالتفاف حوله لتحقيق أهداف الثورة". وكتب المرشح الرئاسي السابق والعضو القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين عبد المنعم أبو الفتوح في صفحته على تويتر "انتخاب رئيس مدني مجرد خطوة نحو استكمال مطالب الثورة. ثورتنا مستمرة حتى تسليم كامل للسلطة وتحقيق أهدافها: عيش (خبز).. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية". وكان أبو الفتوح جاء رابعاً في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.