اعتصم بضع مئات من النشطاء في وقتٍ مبكرٍ من صباح اليوم، بالقرب من مبنى وزارة الدفاع المصرية في منطقة كوبري القبة بشمال القاهرة، مطالبين بتنحي المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد. وحطم عددٌ من المعتصمين حواجز حديدية في الشارع المؤدي إلى المبنى وأقاموا باستخدام جانبٍ منها بوابة تفتيش لتأمين الاعتصام واستخدموا الجانب الآخر كوسيلة للاشتباك إذا تطلب الأمر. ووقفت أعدادٌ كبيرة من قوات ترتدي زي الجيش وتستخدم ناقلات جند عسكرية أمام المعتصمين للحيلولة دون تقدمهم صوب الوزارة. وكانت شاهدة عيان من "رويترز" ومحطة تلفزيون ذكرتا أن مئات المحتجين تجمعوا مساء الجمعة بالقرب من المبنى وردّدوا هتافات ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وأظهرت لقطات بثتها قناة الجزيرة مباشر- مصر، المحتجين يرفعون علم مصر ولافتات عليها عبارات تقول إحداها "يسقط يسقط حكم العسكر". كما ردّدوا هتافا بنفس العبارة وهتافاً اخر يقول "يا طنطاوي خاف الله دورك (في السقوط) جاي إن شاء الله" في إشارة إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي الذي توعده هتاف آخر بمصير الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وأعلن شخص يقود الهتاف اعتصام المحتجين. وقال "أعلنا الاعتصام حتي يسقط النظام". ويشارك في الاعتصام الذي بدأ قرب مبنى وزارة الدفاع عدد كبير من أنصار أبو إسماعيل. وشارك ألوف الإسلاميين في مظاهرات يوم الجمعة في ميدان التحرير وفي مدن مختلفة احتجاجاً على ما يقولون إنها محاولة لإعادة الحرس القديم الذي حكم مصر في عهد مبارك إلى السلطة. وثارت مخاوف الإسلاميين ومصريين آخرين بعد قرار لجنة الانتخابات الرئاسية يوم الخميس إدراج اسم أحمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد مبارك في القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة بعد يومين من استبعاده منها. وقال أكرم غزاوي عضو المكتب الإعلامي لحزب النور السلفي ل "رويترز": إن سبب الاعتصام هو "تصعيد أعمال البلطجة السياسية التي يمارسها المجلس العسكري بأيدي اللجنة الانتخابية". بينما قال حسن محمد حسن (23 عاما) ولا يعمل ولا ينتمي لتيار سياسي "اعتصمت معهم لأنه لم يتغير شيء (منذ سقوط مبارك)". وأضاف أن شعار الثورة كان "عيش (خبز).. حرية.. عدالة اجتماعية" ولم يتحقق منه شيء. وأظهر الخلاف على مَن تتوافر فيه شروط الترشح مدى هشاشة التحول الديمقراطي خلال المرحلة الانتقالية المزمع انتهاؤها منتصف العام كما أثار التساؤلات بشأن إذا ما كان المجلس العسكري سيتدخل في السياسة بعد نقل السلطة والى أي مدى إذا تدخل. وقال رجل ملتح طلب ألا ينشر اسمه وهو منشغل بإعداد بوابة التفتيش "المجلس العسكري يقوم بإفشال متعمد للثورة (التي أسقطت مبارك)". وأضاف "على المجلس العسكري الاستجابة لمطالب الشعب وإلا ستكون كارثة". ويقول المجلس العسكري إنه ملتزم بتسليم السلطة يوم 30 يونيو / حزيران. ومما يزيد من عدم اليقين في العملية السياسية أن الرئيس الجديد سيتسلم السلطة دون نص على صلاحياته في ظل خلاف بين الإسلاميين من جهة والليبراليين واليساريين من جهةٍ أخرى بشأن معايير لجنة كتابة الدستور الجديد للبلاد. وقتل أكثر من مئة في مواجهات بين نشطاء وقوات ارتدى بعضها زي الجيش منذ سقوط مبارك الذي حكم مصر لمدة 30 عاماً. وافترش عدد من النشطاء رصيف الشارع بجوار مباني جامعة عين شمس بادئين الاعتصام. وقالت الناشطة نوارة نجم "جئنا إلى وزارة الدفاع مثلما فعلنا حين ذهبنا لمبارك في قصر العروبة (يوم سقوطه)". ويطالب المعتصمون بإلغاء المادة 28 من الإعلان الدستوري الذي أصدره المجلس العسكري في مارس / آذار العام الماضي والتي تتيح حصانة للجنة الانتخابات الرئاسية من التقاضي.