ينظم المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي في مقر الرابطة بمكةالمكرمة، يوم غد السبت، مؤتمر "إثبات الشهور القمرية بين علماء الشريعة والحساب الفلكي"، ويستمر ثلاثة أيام. وبيّن الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، أن المجمع اختار موضوع إثبات الشهور القمرية لهذا المؤتمر، ودعا نخبة من العلماء والفقهاء والباحثين الشرعيين وبعض المتخصصين في الحساب الفلكي لمناقشة الموضوع، وقد تلقت أمانة المجمع البحوث وأوراق العمل التي ستتم من خلالها مناقشة موضوعات المؤتمر، وهي تفسير الآيات الكريمة ذات الصلة ودلالاتها، وأحاديث رؤية الهلال رواية ودراية ودلالاتها، واختلاف مطالع الأهلة ومدى إمكانية تعيين مناطق تتحد فيها المطالع، ومدى دقة الحسابات الفلكية، ومدى الاعتداد بالحساب الفلكي في حال النفي وفي حال الإثبات والتقنيات الحديثة للرصد الفلكي ودرجة الاستفادة منها في رصد الأهلة، وحكم ترائي الهلال والآليات المطلوبة في ترائيه وشروط قبول الشهادة بالرؤية وموانعها وحالات رؤية الهلال ومعايير الرؤية. وبيّن التركي أن المجمع الإسلامي في الرابطة يحرص على جمع العلماء والفقهاء لتناول النوازل والقضايا المستجدة في حياة المسلمين، تناولاً يتجلى فيه الاجتهاد الجماعي الذي تمس إليه الحاجة، وتدعو إليه الظروف المعاصرة. وأعرب عن أمله في أن ينجح المؤتمر، وأن يوفق الله العلماء والفقهاء المشاركين فيه إلى تحرير الفتوى الجماعية بشأن موضوعات المؤتمر. ورفع الأمين العام للرابطة الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ولسمو ولي عهده الأمين على رعاية شؤون المسلمين ودعمهما للرابطة وللمجمع الفقهي الإسلامي التابع لها، ومساندة مناشطهما ورعاية ما يعقدانه من مؤتمرات وندوات، داعيا الله العلي القدير أن يثيبهما بعظيم الثواب، ويبقيهما ذخراً للإسلام والمسلمين. من جهته، أكد الأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور صالح البقمي أن الأمانة العامة للمجمع أكملت الاستعدادات لعقد مؤتمر "إثبات الشهور القمرية بين علماء الشريعة والحساب الفلكي"، مشيراً إلى أن أهداف المؤتمر تتمثل في دراسة القضايا التي تمس الحاجة إلى دراستها، وبيان الأحكام الشرعية فيما يواجه المسلمون في أنحاء العالم من مشكلات، مشيراً إلى أن أمانة المجمع دعت مجموعة من أصحاب السماحة والفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء وأعضاء المجمع ونخبة من العلماء والفقهاء والباحثين الشرعيين، وعدداً من العلماء البارزين المتخصصين في علوم الفلك لمناقشة موضوع المؤتمر، مبيناً أنه سيشارك في المؤتمر عدد من الجهات المعنية بهذا الشأن مثل: مجلس القضاء الأعلى، ووزارة العدل، والمحكمة العليا، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وعدد من الجامعات ومراكز الأبحاث المرموقة، من داخل المملكة وخارجها، وقد تلقت الأمانة البحوث التي ستتم من خلالها مناقشة موضوعات المؤتمر. وبيّن الأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي أن المؤتمر سيناقش اثني عشر موضوعاً جعلت في سبع جلسات ستتم دراستها ومناقشتها ومن ثم سيصدر المؤتمر قراراته ومن هذه الموضوعات تفسير الآيات الكريمة ذات الصلة ودلالاتها، وأحاديث رؤية الهلال رواية ودراية ودلالاتها واختلاف مطالع الأهلة، ومدى إمكانية تعيين مناطق تتحد فيها المطالع ومدى دقة الحسابات الفلكية ومدى الاعتداد بالحساب الفلكي في حال النفي وفي حال الإثبات والتقنيات الحديثة للرصد الفلكي ودرجة الاستفادة منها في رصد الأهلة وحكم ترائي الهلال، والآليات المطلوبة في ترائيه، وشروط قبول الشهادة بالرؤية وموانعها وحالات رؤية الهلال ومعايير الرؤية. واستعرض المرزوقي الأهداف التي يسعى المجمع الفقهي الإسلامي إلى تحقيقها، وهي بيان الأحكام الشرعية فيما يواجه المسلمون في أنحاء العالم من مشكلات ونوازل وقضايا مستجدة استناداً إلى مصادر التشريع الإسلامي المعتبرة وإبراز تفوق الفقه الإسلامي على القوانين الوضعية، وإثبات شمول الشريعة، واستجابتها لحل كل القضايا التي تواجه المسلمين في كل زمان ومكان ونشر التراث الفقهي الإسلامي وإعادة صياغته، وتوضيح مصطلحاته وتقديمه بلغة العصر ومفاهيمه وتشجيع البحث العلمي في مجالات الفقه الإسلامي وجمع الفتاوى والآراء الفقهية المعتبرة للعلماء المحققين، والمجامع الفقهية الموثوقة في القضايا المستجدة، ونشرها بين عامة المسلمين والتصدي لما يثار من شبهات وما يرد من إشكالات على أحكام الشريعة الإسلامية. وأفاد أن الوسائل التي يتخذها المجمع لتحقيق أهدافه عديدة منها عقد الدورات التي يجتمع فيها أعضاء المجلس لمناقشة أهم القضايا التي تشغل بال المسلمين وإنشاء مركز للمعلومات لتتبع ما يواجه العالم الإسلامي من قضايا تستدعي الدراسة ووضع معاجم للفقه وعلومه توضح المصطلحات الفقهية، وتيسرها للمشتغلين بالفقه دراسة وعملاً وإصدار مجلة علمية محكمة تعنى بالدراسات الفقهية، وتنقل أهم بحوث المجمع ومناقشاته وقراراته وترجمتها إلى عدة لغات والتعاون بين المجمع والهيئات والمراكز العلمية المشابهة القائمة في أنحاء العالم الإسلامي، والتبادل العلمي والفكري معها وعقد الندوات العلمية عن قضايا العصر ومستجداته، واستكتاب المتخصصين عنها والعمل على ترجمة قرارات المجمع وتوصياته وبحوثه، ونشرها بجميع الوسائل الممكنة، بما فيها شبكة الإنترنت، والقنوات الفضائية، والصحف.