رغم استبعاد فكرة عمل "إرهابي"، أخذت واقعة سفر عامل النظافة الهندي حبيب حسين في دورة مياه طائرة الخطوط الجوية الهندية، بعداًً أمنياًً خطيراًً، في ضوء الترتيبات الأمنية على الطائرات بعد محاولة المتهم النيجيري عمر فاروق عبدالمطلب، تفجير طائرة الركاب الأمريكية، حيث وصف مكتب أمن الطيران المدني الهندي الواقعة بأنها "اختراق أمني" وصنفتها الشرطة الهندية بأنها " إهمال جنائي خطير" من قبل طاقم الطائرة أدى لحدوث الواقعة. ولم تستبعد الشرطة حدوث توقيفات في الخطوط الجوية الهندية. وكان الهندي حبيب حسين، قد سافر من السعودية إلى بلاده يوم 24 ديسمبر الماضي، مختبئاًً في دورة مياه طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية. حيث تم اكتشافه بعد 45 دقيقة من الإقلاع. وقالت صحيفة "ذا تايمز أوف إنديا" إن مكتب أمن الطيران المدني الهندي يحقق في الحادث بوصفه " اختراقا أمنياًً " لطائرة الخطوط الجوية الهندية، وقال أحد كبار مسؤولي مكتب الأمن للصحيفة: " إن الواقعة تبعث القلق بشكل كبير، حيث تفتح الباب لدخول عناصر غير مرغوب فيهم على متن الطائرات، أولاًًً يدخلون ضمن الطواقم الأرضية، ثم يختبئون على متن الطائرة". وصنفتها الشرطة الهندية بأنها "إهمال جنائي" من جانب طاقم الطائرة أدى لحدوث الواقعة." وقال الضابط بيجي جوزيف من الشرطة الهندية: "حسب القواعد المعمول بها قبل إقلاع الطائرات في الرحلات الدولية، يجب التأكد من عدد الركاب وحتى عدد الطاقم الجوي، وفحص الطائرة بشكل دقيق، لكن هذا الإجراء تم إهماله تماماًً من قبل طاقم شركة الخطوط الهندية". وأضاف جوزيف: " إن دورة المياه المشغولة تعني أن وجود ضوء أحمر فوق بابها، وعدم تنبه أحد لذلك قبل إقلاع الطائرة يعني إهمالاًً خطيراًً " ولم تستبعد الشرطة توقيف بعض العاملين بالشركة على خلفية الواقعة. من جانبها ترفض شركة الخطوط الجوية الهندية نظرية "الاختراق الأمني"، وقال المتحدث باسم الشركة جيتاندرا بارجافا " لا يسمح لأحد بالصعود على متن الطائرة إلا من لديه تصريح بذلك، وهم من طواقم النظافة أو الصيانة الأرضية الذين يتم تفتيشهم في المنطقة الأمنية بالمطار، ويعلن الطيارون قبل الإقلاع ضرورة مغادرة كل طواقم الخدمة الأرضية، وليس هناك ممارسات من قبيل فحص دورات المياه أو أسفل المقاعد للتأكد من عدم وجود ركاب مختبئين، وعلى سلم الطائرات يقوم الطاقم الجوي بمراجعة أوراق صعود الركاب طبقاًً للعدد المحدد للرحلة، وهذا ما تفعله كل شركات الطيران". وأضاف: " إنه بعد أن قام الطاقم بفتح دورة مياه الطائرة من الخارج، وهو إجراء يتم في حالات معينة، وتم اكتشاف حسين بداخلها، تم تفتيشه جيداًًً وتأكد الطيار أنه لا يمثل تهديداًً أمنياًً، لذا أكمل الرحلة إلى مطار جايبور الدولي، ولم يعد إلى مطار المدينةالمنورة" . ورغم استبعاد فكرة عمل إرهابي يواجه حبيب حكماً بالسجن لمدة خمس سنوات وغرامة قدرها 50 ألف روبية " نحو 4 آلاف ريال سعودي " بسبب مخالفته قانون جوازات السفر الهندي.