فتحت مديرية الشؤون الصحية في جازان تحقيقاً موسعاً في واقعة الإهمال وسوء النظافة التي رصدها مواطن من داخل غرفة رقم 470، ووثقها في ثلاثة مقاطع فيديو نُشرت لاحقاً عبر موقع اليوتيوب، فيما سيطال التحقيق أطرافاً عدة منها أصحاب وظائف ومراكز قيادية بالمستشفى، ومنهم مديرو ورؤساء أقسام التمريض، والأمن والسلامة، والنظافة والصيانة. صرح بذلك ل"سبق" مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام الصحي في صحة جازان، سراج عمر دخن، مؤكداً أن العقوبات تنتظر كل من يثبت تقصيره وضلوعه في الإهمال، ومشيراً إلى أن المقصر سيُحاسب وفق أنظمة تأديب الموظفين المعمول به في وزارة الصحة. وأضاف سراج أن إدارة مستشفى الملك فهد شكلت لجنة للتحقيق في حادثة التصوير التي أدت إلى انتهاك خصوصيات بعض المرضى المنومين بالقسم. وكانت "سبق" قد نشرت تقريراً حول رصد مواطن يوم الثلاثاء الماضي، عبر ثلاثة مقاطع فيديو نشرها على موقع اليوتيوب، سوء نظافة داخل إحدى غرف مستشفى الملك فهد المركزي بجازان. وقال المواطن، الذي كان يتحدث بصوته في المقاطع، إن ما جرى حدث بعد مضيّ خمس ساعات من نزف أحد المرضى في الغرفة 470 في قِسْم الباطنية، وعرض في المقاطع أجهزة وأبواباً وأرضيات وشراشف ملطخة بالدماء، وبعض المرافقين وهم يحاولون تنظيف الغرفة بمساعدة أحد عمال النظافة.
وعرضت المقاطع سريراً تالفاً لأحد المرضى، وتجول المصور داخل الغرفة، واتجه إلى تصوير كبار السن المنومين، وهو يردد عبارات التذمر والتساؤل عن ميزانيات الوزارة وغياب اهتمامها عن مستشفى جازان المركزي. ومن جانبها أوضحت إدارة مستشفى الملك فهد المركزي في جازان أن تناثر الدماء بالغرفة جاء نتيجة لانفجار دوالي مريض تم إنقاذ حياته، مشيرة إلى أن الفريق الطبي كان مشغولاً بإنقاذه، ونافية بقاء الوضع لمدة خمس ساعات، فيما توعدت بأنها ستلاحق مصوِّر المقاطع، الذي لم تعرف هويته بعد؛ لانتهاكه خصوصية المرضى. كما أوضح بدوره ل"سبق" المشرف العام على المستشفى الدكتور حسن يحيى الشعبي، أن أحد المرضى المنوَّمين بالغرفة كان يعاني مرضاً مزمناً في الكبد نتيجة التهاب كبدي؛ مما يؤدي إلى تكوُّن دوالي بأسفل المريء، مبيناً أنها معرضة للنزف والانفجار دون سابق إنذار. وقال الشعبي: "طريقة خروج الدم تسمى قيء مقذوف، يقذف لمسافات أطول؛ ما أدى إلى ظهور الدم على الأجهزة الطبية داخل الغرفة". وأشار الشعبي إلى أن الفريق الطبي كان مشغولاً بإنقاذ المريض، وهو ما يأتي في الأولوية، ويليه تنظيف المكان بعد إنقاذ حياة المريض، والذي تم بالفعل بعدما أجريت له عملية منظار، كما جرى كيّ منطقة الدوالي، وإيقاف النزيف. ونفى الشعبي ما ذُكر في المقاطع حول مضي خمس ساعات على حال الغرفة بعد نزيف المواطن، وعن الكرسي الممزق قال: "الكرسي مصنوع من مادة البلاستيك المقوى، والمادة الخام ما زالت جيدة". واتهم الشعبي مصور المقاطع قائلاً: "المصور انتهك خصوصية المرضى الآخرين والممرضات، إلا أنه لم يتم التعرف على هويته"، مؤكداً فتح تحقيق في واقعة التصوير.