عكست مطالبة السفارة السعودية بدكا للمواطنين المتجهين إلى بنجلاديش بتوخي الحذر، مدى خطورة الوضع القائم في هذا البلد بعد تثبيت الحكم بإعدام خمسة من قتلة مؤسس البلاد مجيب الرحمن. ودعت السفارة السعودية، اليوم السبت 21 نوفمبر، المواطنين القادمين إلى بنجلاديش إلى توخي الحيطة والحذر بعد أن أعلنت حكومة بنجلاديش إتخاذ إجراءات أمنية طارئة استعداداً لما قد يحدث بعد إصدار المحكمة العليا حكمها النهائي ضد المتهمين في اغتيال مؤسس بنجلاديش مجيب الرحمن. كما دعت المواطنين السعوديين الموجودين في بنجلاديش إلى مراجعتها أو الإتصال بالسفارة على الأرقام 8829125 / 8829128 / 8826989 (مفتاح الدولة / 008802)، مشيرة إلى إمكانية الإتصال أيضا برئيس القسم القنصلي على الجوال رقم 01937068089 ورئيس قسم شؤون الرعايا على الجوال 01733992983 لتسجيل جوازات سفرهم وتزويد قسم شؤون الرعايا بالسفارة بأرقام الإتصال بهم وأماكن إقامتهم حتى تتمكن السفارة من خدمتهم ورعاية شؤونهم إنفاذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة. وجاء هذا التحذير، بعدما فرضت السلطات البنغالية حراسة مشددة على المواقع الإستراتيجية في البلاد، خشية رد فعل أنصار المتهمين الذين ثبت عليهم حكم الإعدام. وقضى الحكم الذي صدر الخميس الماضي بالإعدام على خمسة متهمين باغتيال مجيب الرحمن في انقلاب عسكري وقع منذ 34 عاماً، ووضع نهاية لأول حكم ديمقراطي في البلاد مهيئاً الوضع لسلسلة من الانقلابات الأخرى. ولقي مجيب الرحمن مصرعه مع معظم أفراد عائلته في الإنقلاب الذي وقع في 15 أغسطس 1975، علماً بأن ابنته الشيخة حسينة التي تترأس الحكومة الحالية نجت وأختها الشيخة ريحانة من هذا المصير، لوجودهما حينئذ خارج البلاد. ولدى النطق بالحكم هتف المئات من أنصار الشيخة حسينة وحزب رابطة عوامي الذي تنتمي إليه "العدالة تتأخر ولكنها تأتي". وكانت محكمة في دكا قضت في 1998بالإعدام على 15 رجلاً معظمهم ضباط سابقون بالجيش ولكن محكمة أعلى درجة لم تؤيد الحكم على ثلاثة منهم. ومن بين الباقين وعددهم 12 رجلاً فر 6 وتوفي أحدهم خارج بنجلاديش بينما يقبع الخمسة الباقون في السجن في انتظار تنفيذ الحكم. ولم تبدأ محاكمة قتلة مجيب الرحمن سوى بعد انتخاب ابنته الشيخة حسينة رئيسة للوزراء للمرة الأولى في 1996، لكن تعقيدات قانونية أبطأت من سير المحاكمة التي توقفت بعد تولي منافستها البيجوم خالدة ضياء رئاسة الحكومة في 2001.