يتلألأ نجم "الشعرى اليمانية" في مساءات هذه الأيام في سماء المملكة والعالم العربي، وفقاً لما ذكرته الجمعية الفلكية بجدة التي أشارت إلى أنه يمكن تحديد موقعة بالنظر إلى كوكبة الجبار "الجوزاء"، بالأفق الجنوبي الشرقي وإلى أسفل يسارها يسطع نجم "الشعرى اليمانية" بشكل مبهر ومميز. وأوضحت الجمعية أن النجم المعني هو نفسه المذكور في القرآن الكريم في سورة النجم في قول الله تعالى: "وأنه هو رب الشعرى"، وهو النجم الوحيد الذي ذكر في القرآن بالاسم باستثناء الشمس. ويعتبر نجم "الشعرى اليمانية" من ألمع النجوم في السماء، حيث يبلغ لمعانه الظاهري "- 1.46"، فيما يبعد عن الأرض مسافة نحو 9 سنوات ضوئية، وتبلغ درجة حرارة سطحه 9700 درجة كلفن؛ لذلك فإن النجم يظهر بلون أبيض مزرق، لكنه عادة عندما يكون منخفضاً نحو الأفق يتلألأ بقوة وبشدة، ويمكن ملاحظة ذلك أيضاً من خلال المنظار الثنائي العينية، وكل النجوم تقوم بذلك، لكن "الشعرى" في غاية البريق؛ لذلك فإن هذا التأثير يكون واضحاً. ويرجع السبب في لمعان "الشعرى اليمانية" المميز إلى سطوعه الفعلي وأنه قريب إلى الكرة الأرضية، وهو ثاني أقرب نجم إلى الأرض بعد الشمس، إضافة إلى أن الضوء القادم منه يعبر خلال كمية من الغلاف الجوي وهي مليئة بالغبار والملوثات، وهذا ما يعطيه ألوانه المتغيرة المشهورة كأنه جوهرة متألقة معلقة في السماء. وقالت الجمعية: "من خلال العين المجردة يظهر كنجم واحد، لكنه في حقيقة الأمر هو نظام ثنائي مكون من نجمين، النجم الرئيسي نجم ابيض مزرق يسمى "الشعرى اليمانية أ"، والثاني قزم أبيض خافت يسمى "الشعرى اليمانية ب"، ويفصل بين النجمين مسافة متغيرة بين 8.1 و 31.5 وحدة فلكية، وهي تقريباً نفس المسافة التي تفصل بين الشمس وكوكب أورانوس. ودعت الجمعية إلى تأمل النجم المعني وبريقه المميز، حيث يمكن مشاهدته بسهولة بالعين المجردة بعد الساعة الثامنة مساءً في الأفق الشرقي حسب أفق كل منطقة، ويكون بعد ذلك مرصوداً طوال الليل من أي مكان، وخلال الأشهر القادمة، ومع مرور الأيام سيباكر شروقه عما هو عليه الآن.