اتهمت الجزائرية حميدي كوثر سعاد، مكتب الطوافة بمطار جدة، بتمزيق الصفحة الأولى من جواز سفرها، أثناء أدائها فريضة الحج هذا العام، واتهامها بالتزوير من قبل شرطة الحدود بمطار المدينةالمنورة. وقالت صحيفة "الخبر" الجزائرية الأربعاء، إن الحاجة كوثر (31 سنة) التي تنحدر من بلدية بوروبة بالعاصمة، عاشت " كابوسا" بمطار جدة بعد انتهائها من أداء مناسك الحج، فقد توجهت كوثر رفقة زوجها إلى البقاع المقدسة بتاريخ 24 أكتوبر 2011، وذلك على الرحلة رقم 8100 من مطار هواري بومدين إلى مطار جدة، وهناك تم فحص جواز سفرها من قبل شرطة الحدود قبل تسليمه إلى مكتب الطوافة، ليبقى بحوزتهم طوال مدة إقامتها في البقاع المقدسة، وهي 36 يوماً. ولكن عندما أرجع لها من قبل نفس المكتب استعداداً للعودة إلى أرض الوطن بتاريخ 30 نوفمبر، تفاجأت بصفحته الأولى وهي ممزقة، حينها استفسرت عن الأمر من ممثل عن البعثة الجزائرية، الذي استدعى بدوره شرطياً سعودياً، ولأن الساعة كانت تشير إلى الثانية صباحاً، أخبرها هذا الأخير بأن الوقت متأخر وقد تضطر للتأخر عن الرحلة المبرمجة في الثامنة صباحاً بمطار المدينةالمنورة إذا ما أرادت تسوية وضعيتها. وتنقل الصحيفة عنها: "لا أخفي عليكم أنه لم يكن بوسعنا فعل أي شيء، ولم أجد تفسيراً لتمزيق جواز سفري سواء من الشرطة السعودية أو القنصلية الجزائرية هناك، وما كان عليّ سوى التحايل للدخول إلى مطار المدينةالمنورة، وعند المدخل، قام باكستاني بمراقبة جواز سفري، ولأنني أتقن اللغة الإنجليزية استطعت التحايل عليه، وتجاوزت أول مرحلة من التفتيش، إلا أنه وعند نقطة شرطة الحدود اكتشف أمري، ليتم إحالتي على مكتب خاص بالتزوير غير أنني رفضت، ووقعت مشادات كلامية بيننا، حيث قلت لهم إن تمزيق جواز سفري يمس بسيادة الجزائر، حينها قام ممثل عن البعثة بالاتصال بالقنصلية التي جاء ممثل عنها، واتهم شركة الطوافة بتمزيقه؛ ما أثار غضب شرطي الحدود، ليتدخل مسؤول شرطة الحدود، وبعد مد وجزر، سمح لي بالصعود إلى الطائرة قبل أن يبادرني بالقول إنني أول شخص يسمح له بالسفر دون جواز سفر". وركبت الحاجة كوثر وزوجها الطائرة بمطار المدينةالمنورة، في رحلة العودة إلى الجزائر رقم 4629 بتاريخ 30 نوفمير، ولم يكن يشغل بالها هذه المرة سوى احتمال تعرضها لعراقيل قد تواجهها بمطار هواري بومدين، وعند وصولها إلى أرض الوطن، عرضت على شرطة الحدود مشكلتها، ليتم تحرير محضر سماع روت فيه جميع التفاصيل تمهيداً لتحويله إلى الجهات المعنية. وذكرت المعنية أنها تتخوف من استغلال الصفحة الممزقة لجواز سفرها في أغراض غير شرعية بالسعودية، وهي اليوم تأمل من السلطات الجزائرية فتح تحقيق في القضية. ونقلت الصحيفة عن رئيس مركز المدينةالمنورة للبعثة الجزائرية سعيدي أحمد، أنه فعلاً مزق جواز سفرها بمطار جدة بعد أن سلمته لمكتب الطوافة، وأنه بعد استفسار الأمر تم إخباره من قبل المسؤولين عن المكتب أنه مزقت صفحة من جواز السفر، عوض تمزيق صفحة من دفتر الحاج التي تحول إلى مصلحة المالية لتحصيل نقود تكلفة الحج، وهو ما لم يجد له تفسيراً، باعتبار ما حدث يمس بالسيادة الجزائرية. ونقلت الصحيفة عن سعيدي أحمد: "إن جميع السلطات السعودية على علم بالموضوع، وقد تم مراسلة وزارة الحج هناك، إلا أنه لم يتم تلقي أي جواب لحد الآن، كما تم إخطار القنصلية الجزائرية بالسعودية. وفي نفس السياق، ذكر رئيس مركز المدينةالمنورة للبعثة الجزائرية، أنه استغرب لما حدث لهذه الحاجة، وأنه لأول مرة تسجل حالة من هذا النوع، رغم أنه يعيش أجواء الحج منذ 15 سنة. كما أبرز أن الحاجة غادرت البقاع المقدسة إلى الجزائر بعد تدخل الفرع القنصلي على مستوى البعثة، حيث استفادت من رخصة تصريح بضياع الجواز.