وصلت التعليقات على الوسم الخاص بحريق مدارس براعم الوطن بجدة في "الهاش تاق" الذي أنشأه المغردون على شبكة التواصل الاجتماعية "تويتر" إلى ما يزيد على 30 ألف تعليق وإعادة نشر في غضون ساعات قليلة تمثل عمر الحادثة المأساوية. وقد تابع مستخدمو "تويتر" أحداث الحريق الهائل، على "هاش تاق" ، حمل عنوان #jeddahfire، وسجَّلوا فيه أخبار الحريق أولاً بأول نقلاً عن بعض وسائل الإعلام التي غطَّت الحدث أو بعض مستخدمي "تويتر" الموجودين في موقع الحدث.
وكشف الناشط الاجتماعي المتخصص في شبكات التواصل الاجتماعية عبدالعزيز الشعلان عن أول تغريدة أشارت للحريق من المغرد حسام محمد، وهو أحد المقيمين بجدة، ووردت بشكل غير مباشر؛ حيث كتب "الآن سحب سوداء كثيفة جداً في جدة. اللهم احفظ جدة وأهلها من كل سوء"، وكان توقيت التغريدة عند الساعة 12:55 ظُهْراً.
وسجّل "الهاش تاق" تطورات الحريق، إضافة إلى طلب الدعاء للمعلمتَيْن ضحيتَيْ الحادث وللمصابات فيه، كما كان أبرز الصور التي تفاعل معها المغردون، وعبروا عن تأثرهم منها، صورة للمصور خالد مطر، نشرتها "سبق"، لأحد آباء الفتيات وهو يضم طفلته الناجية من الحريق؛ حيث عبر عنها الدكتور سلمان العودة بقوله: "جدة تبكي، وبراعمها تحترق.. رجف قلبي حين رأيت أباً يحضن ابنته بلهفة بعد نجاتها". كما وصف المعلمتَيْن المتوفاتَيْن بالشهيدتَيْن.
وشهد الهاشتاق مشاركة مؤثرة لإحدى الطالبات اللاتي درسن سابقاً على يد المعلمة غدير كتوعة، التي كانت إحدى ضحايا الحريق؛ حيث كتبت: "اتصلت بجوال أستاذة غدير فور سماعي للخبر؛ لأني ما صدقت أنها هي التي توفيت. كان نفسي أن أسمع صوتها!! الله يرحمها!!". وقالت إنها درست على يدها طوال مراحل التعليم العام، ووصفتها بالمعلمة الرائعة والعظيمة. معبرةً عن حزنها لوفاتها. كما كتب شقيق إحدى الطالبات الناجيات من الحادث عن "سماع دوي أشبه بالانفجار"، مؤكداً أنه جرى تحطيم النوافذ من قِبل الطالبات للهروب، كما بين أن المدرسة أجرت قبل أسبوع عملية تدريب للإخلاء. وكتب فهد المطيري عن شقيقته التي رمت نفسها من الدور الثاني هرباً من الحريق، والتي تعرضت لكسور متفرقة.
وشارك المغردون في عملية البحث عن بعض الفتيات اللاتي فُقدن في الحادث، وحاولت "سبق" التواصل مع ذوي المفقودات؛ للتأكد من سلامة بناتهن عبر أرقام التواصل المنشورة، إلا أنها لم تجد ردًّا منهم.
وتساءل المغردون عن المسؤول عن هذه الفاجعة، وكيف ستتم محاسبته، وطالبوا اللجنة التي شُكّلت من قِبل أمير منطقة مكةالمكرمة بتوجيه أصابع الاتهام للمسؤول وتحميله النتائج مباشرةً، ووضع حلول عاجلة؛ لضمان عدم وقوع الفاجعة مرة أخرى لا قدر الله.
كما ناقش المغردون انعدام الاهتمام بمخارج الطوارئ والإشراف على الأمن والسلامة في مباني المدارس الحكومية والأهلية، وكذلك تثقيف جميع أعضاء المنظومة التعليمية حول الأمن والسلامة؛ لتفادي كثير من الأخطاء التي حدثت خلال حريق جدة من القفز من أدوار مرتفعة إلى الأرض، ونحوه.