وجّه إمام المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة، اليوم، المسلمين إلى تقديس الحرم وتعظيم حرمته ومراعاة مكانته وتذكر شرف المكان وجلالته والتزام الأنظمة والتعليمات التي تصدر من الجهات المسؤولة، والبعد عما يعكر صفو الحج أو يخالف مقاصده أو ينافي أهدافه, مشيراً إلى أنه لا يليق بمن دخل في النسك وتلبس بالإحرام وقصد البيت الحرام أن يخرج عن حدود الشرع أو يجعل الحج سبيلاً للخصومات والمنازعات والنداءات والشعارات والنعرات والتجمهرات والمظاهرات والمسيرات، فالحج أجل وأسمى وأعلى من أن يكون مسرحاً للخلافات الحزبية والمذهبية والسياسية، والحج المبرور هو الحج السالم من التجاوزات والتعديات والجنايات. وقال في بداية خطبته: إنه بين الجبال والتلال والمهابة والجلال والبهاء والجمال، وفي البلد الأمين والحرم الآمن تجتمع قوافل الحجيج وتكتمل حشودهم ووفودهم وفي الرحاب الطاهرة يسكبون عبرات الشوق والإنابة ودموع التوبة, والحجاج والعمار وفد الله دعاهم فأجابوا وسألوه فنالوا والحج يهدم ما قبله، ومن حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه والحجة المبرورة ليس لها ثواب إلا الجنة، فهنيئاً لمن ورد مشارع القبول وخيّم بمنازل الرحمة ونزل بحرم الله الذي أوسعه كرامة وجلالة ومهابة. وخاطب إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين، قائلاً: ما أعظم هذه الأيام وما أجلها من مواسم، وغداً يوم عرفه يوم شريف كريم وعيد لأهل الموقف عظيم يوم تعتق فيه الرقاب ويسمع فيه الدعاء ويجاب, وما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبد من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ماذا أراد هؤلاء؟ فإن خير الدعاء دعاء يوم عرفة, فعلى المسلمين أن يظهروا فيه التوبة والاستغفار والتذلل والانكسار والندامة والافتقار والحاجة والاضطرار. وبيّن البدير أنه يستحب صيام يوم عرفة لغير الحاج، وصيامه يكفر السنة الماضية والباقية، ويستحب التكبير عقب الصلوات المفروضات من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق, والمسبوق ببعض الصلاة يكبر إذا فرغ من قضاء ما فاته، ويكبر الحجاج ابتداءً من صلاة الظهر في يوم النحر.