تشهد الساعة الثانية عشرة من منتصف هذه الليلة انطلاق أولى رحلات قطار المشاعر المقدسة بكامل طاقته الاستيعابية البالغة 72 ألف حاج في الساعة الواحدة. وأوضح مدير عام مشروع قطار المشاعر المقدسة بوزارة الشؤون البلدية والقروية المهندس فهد بن محمد أبو طربوش أن القطار سينقل على متنه نصف مليون حاج خلال ست ساعات، وذلك من مشعر منى مروراً بمزدلفة وصولاً إلى عرفات، بالإضافة إلى نقل مليون حاج أيام التشريق.
وتعد الطاقة الاستيعابية للقطار الأعلى عالمياً, حيث يلبس هذا العام حلة جديدة من خلال السلالم المتحركة والمصاعد الكهربائية عند محطتي القطار " منى 1 و2، ومحطة مزدلفة 1 و2 " ؛ تسهيلا لحركة المشاة أثناء انتقالهم بين المحطات والساحات.
وبين المهندس أبو طربوش أن الأعمدة الحديدية التي يسير عليها قطار المشاعر تبلغ 1500 عمود، تدار بواسطة شبكة كهربائية ذات ضغط منخفض , وتحمل الأعمدة عشرين قطاراً، كل قطار يسحب 12 عربة بطول 200م وتتسع كل عربة ل25 حاجاً على الأقل، بحيث ينقل القطار الواحد ما لا يقل عن ثلاثة آلاف حاج.
كما يسحب قطار المشاعر أكثر من ثلاثين ألف سيارة من شبكة الطرق داخل المشاعر، وهي السيارات التي يستخدمها حجاج الداخل من مواطنين ومقيمين، بالإضافة إلى حجاج الخليج، وحجاج البر من الخارج.
وقال مدير عام مشروع قطار المشاعر المقدسة بوزارة الشؤون البلدية والقروية " كان القطار يعمل بثلث طاقته الاستيعابية العام الماضي في حج 1431ه خلال المرحلة الثانية من مراحل تشغيله، إلا أنه هذا العام ينطلق بكل طاقته، مساعداً الحجاج لقضاء نسكهم براحة وطمأنينة، ومسهلاً عمليات النقل والتنقل بين المشاعر المقدسة".
وأفاد أن قطار المشاعر يتوقف في تسع محطات في كل مشعر ثلاث محطات مرتفعة عن الأرض طول الواحدة منها 300م، ويتم الوصول إليها عن طريق منحدرات للدخول والخروج منفصلة، بالإضافة إلى سلالم متحركة ومصاعد كهربائية، ويوجد في كل محطة ساحتان لانتظار الحجاج تستوعب كل واحدة منها حوالي ثلاثة آلاف حاج مزودة بكل وسائل السلامة وتلطيف الجو، وساحة انتظار أسفل المحطة يتم تفويج الحجاج إليها تباعاً.
وفُصلت محطات التوقف لثلاث مناطق انتظار، يفصل بينها باب أوتوماتيكي، ومنطقة أخرى من الجهة المقابلة، بالإضافة إلى ذلك توجد منطقة انتظار أخرى أسفل المحطة للمساهمة في تنظيم عملية تدفق وتفويج الحجاج إلى المحطات، وملحق بها مبنى الإدارة والتقنية في نهاية الرصيف، مما يجعل إجمالي طول المحطة حوالي 350م، ومتوسط عرض المحطات 36م.
وفي نهاية محطة عرفات تقع منطقة تخزين القطارات وورش الصيانة بمساحة تبلغ 2.632.000 متر مربع، وهي عبارة عن مدينة متكاملة تحتوي على العناصر الرئيسة للمشروع، منها مبنى مركز التحكم والتشغيل والمبنى الإداري ومبنى سكن العاملين ومستودع تخزين القطارات وورشة الصيانة الخفيفة وورشة الصيانة الثقيلة وورشة غسيل وتنظيف القطارات ومستودعات المواد وقطع الغيار ومحطة كهرباء الضغط المنخفض.
وأكد المهندس أبو طربوش أن مواقع المحطات اختيرت بمشاركة جميع الجهات ذات العلاقة مثل وزارة الحج والأمن العام، بما يضمن سهولة الوصول إليها وانسيابية الحركة وتغطيتها لأماكن وجود الحجاج المستهدفين بشكل سليم، مبيناً أن القطار يسير بخط مزدوج بطول حوالي 20 كلم، يبدأ من منطقة التخزين شرق عرفات وينتهي بمحطة الجمرات على طريق الملك عبدالعزيز جنوب منشأة الجمرات الحديثة بمحاذاة الدور الرابع منها 18.5 كلم على جسر علوي.
وأوضح أن المشروع استخدم حوالي 500 ألف متر مكعب من الخرسانة، وحوالي 53500 طن من الحديد المسلح في الجسور لتنفيذ أعمال المشروع مفيداً أن القاطرات تتقاطع في عشرة مواقع، خاصة عند الطرق الرئيسة بفتحات عرض 50 70 متراً؛ لضمان انسيابية الطرق القائمة.
وكشف المهندس أبوطربوش أن قطار المشاعر يحكمه نظام عالي الدقة في التفويج والتصعيد لضمان السرعة في النقل، بالإضافة إلى أنظمة الأمان لسلامة الحجاج، وذلك في السلالم والمصاعد.
وأكد مدير عام مشروع قطار المشاعر المقدسة بوزارة الشؤون البلدية والقروية تنظيم الرحلات وخدمات النقل بما يتناسب مع أوقات الاستخدام، حيث يتم النقل في أوقات الذروة " التصعيد والنفرة " بنظام مجموعات من ثلاث محطات مغادرة إلى ثلاث محطات وصول، أما في باقي الأوقات فيتم العمل بنظام المترو العادي " التوقف في كل المحطات , مشيراً إلى أن العمل يتم بنظام التفويج والتحكم بالحشود على غرار ما تم في منشأة الجمرات الحديثة، حيث سيستخدم العد الإلكتروني للداخلين والخارجين من المحطات، وتتم المراقبة بالكاميرات الحاسوبية الحرارية.