نجح أحد العمالة الوافدة في انتشال جثتي عاملين مصريين سقطا في بئر جوفية، صباح أمس، وذلك بعد محاولات استمرت قرابة ست ساعات متواصلة بدءاً من العاشرة صباحاً، وحتى الرابعة عصراً في إحدى المزارع بمركز العويلة غرب محافظة رنية. وأشارت التفاصيل التي حصلت عليها "سبق" إلى أن الجثتين لعاملين مُقيمين مصريين يعملان سوياً بمزرعة في مركز العويلة على بعد 60 كيلومتراً غرب رنية, وكان أحدهما قد نزل أسفل بئر جوفية مليئة بالمياه لتزويد جهاز "موتور شفط المياه" بكمية من البنزين، وذلك بواسطة حبال يُمسك بها الآخر بالأعلى.
وانقطع أحد الحبال ليفقد العامل توازنه بالأسفل، ويسقط في البئر وهو يستنجد ويصرخ بزميله, الذي بدوره ألقى بنفسه في البئر مُحاولاً إنقاذ زميله، قبل أن يصل لأسفل قاع البئر المليئة بالمياه, إلا أن محاولته باءت بالفشل بعد أن سيطرت المياه العميقة على العامل الغريق, حتى صارع هو الآخر الخطر، وأخذ يستنجد ويصرخ.
وفور تلقي الجهات الأمنية البلاغ باشرت الموقع، وحاولت فرق مدني وسط رنية والأملح انتشال الجثتين من قاع البئر، إلا أن عدم وجود غواص في فرق رنية حال دون ذلك.
واستطاع أحد العمالة الوافدة النزول إلى قاع البئر بعد أن أحضر عربة مُتخصصة في حفر الآبار الجوفية، وتمكن من انتشالهما بعد مُضي ست ساعات من سُقوطهما, قبل أن يجري نقلهما لثلاجة الموتى بمستشفى رنية العام، فيما فتحت الأجهزة الأمنية والأدلة الشرعية تحقيقاً في الواقعة.
وقال شهود عيان ل "سبق": إن المتواجدين في الموقع انتظروا حضور فرق الدفاع المدني المتخصصة في عملية الإنقاذ, إلا أن المفاجأة التي أذهلت الجميع هي أن المحافظة بأكملها لا يوجد بها أي غواصين متخصصين في مثل هذه المواقف الصعبة.
وأشاروا إلى أن أحد أفراد الدفاع المدني تبرع بالنزول في البئر، إلا أنه طالب بإخراجه بعد انقطاع الأكسجين عنه، من جراء كميات البنزين التي علت البئر، على حد تعبيرهم.
وأكدت مصادر "سبق" أن ذوي الغريقين رفضا دفنهما في المملكة، مُطالبين بتسليمهما لبلادهما هناك, ومن المُتوقع أن يتم ذلك في غضون الأيام المُقبلة.
وحاولت "سبق" الاتصال بالناطق الإعلامي بمنطقة مكةالمكرمة، الرائد عبد الله العمري، لكن جميع محاولات الاتصال باءت بالفشل.