دشَّن وكيل إمارة منطقة جازان الدكتور عبدالله بن محمد السويد اليوم أول محطة توليد كهرباء من الطاقة الشمسية المنفَّذة من قِبل الشركة السعودية للكهرباء، بالتعاون مع شركة شوا شل اليابانية، بحضور الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء المهندس علي بن صالح البراك ورئيس "أرامكو السعودية" كبير الإداريين التنفيذيين المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح والسفير الياباني لدى السعودية شيغرو أندو. وقد بدأ الحفل الخطابي المعَدّ بهذه المناسبة، والمقام بقاعة الاحتفالات في فرسان، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى البراك كلمةً، أكد خلالها أن تدشين أول محطة توليد كهرباء بالطاقة الشمسية في جزيرة فرسان يمثل بداية عصر جديد لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بالسعودية. مبيناً أن المحطة تم إنشاؤها وَفْقاً لمذكرة تم توقيعها مع شركة شوا شل اليابانية لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بسعة 500 كيلو وات، وتم ربط المحطة بشبكة التوزيع الرئيسية بمنطقة جازان، ويبلغ إنتاجها نحو 864 ألف كيلو وات/ ساعة سنوياً. وأفاد بأن إنشاء المحطة يأتي في إطار الجهود المبذولة من قِبل الشركة لإدخال الطاقة النظيفة وتوفير نقل ما يوازي 28 ألف برميل من الديزل إلى جزيرة فرسان. وبيّن البراك أن متوسط النمو في الطلب على الكهرباء بالسعودية بلغ خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من 8%، فيما قفزت أحمال الذروة من 23 ألف ميجاوات إلى أكثر من 48 ألف ميجاوات. متوقعاً استمرار المعدل نفسه خلال السنوات العشر القادمة؛ ما يحتم التوسع في إضافة قدرات توليد جديدة في مختلف المواقع؛ حيث صاحب ذلك زيادة مطردة في استهلاك الطاقة الكهربائية للأغراض المنزلية، ليس فقط على الشركة السعودية للكهرباء لبناء مزيد من المحطات، ولكن ذلك أيضاً يمثل تحدياً أمام شركة أرامكو السعودية لتأمين الوقود المناسب للسنوات القادمة. وأوضح أن الشركة السعودية للكهرباء وضعت ضمن أولوياتها عدداً من الاستراتيجيات، تتمثل في الاستخدام الأمثل للوقود باستخدام وحدات توليد ذات كفاءة عالية، وتحويل معظم المحطات ذات الدورة المفتوحة إلى نظام الدورة المركبة، ورفع كفاءة استهلاك الطاقة وترشيدها وتطبيق برامج لإزاحة الأحمال وتطبيق التقنيات المتوافرة للحد من التلوث والتشجيع والمشاركة في برامج الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، أينما توافرت. وأبان البراك أن الشركة تبنت عدداً من البحوث والدراسات في هذا المجال، وتوصلت إلى تحديد عدد من المواقع يمكن أن تكون مكاناً مناسباً لطاقة الرياح، إلى جانب التنسيق المستمر مع كل من مدينة الملك عبدالعزيز ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة. عقب ذلك ألقى السفير الياباني لدى السعودية شيغرو أندو كلمةً، أعرب خلالها عن سعادته بالمشاركة في هذه المناسبة، مقدماً التهنئة لأهالي جزيرة فرسان بمناسبة تدشين محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، ومبرزاً متانة العلاقات بين السعودية واليابان والتعاون المستمر بين البلدين في مختلف المجالات. منوهاً بموقف السعودية ودعمها اليابان بعد تعرضها للزلزال الأخير. بعد ذلك ألقى رئيس شركة شوا شل اليابانية جون أراي كلمةً، بيّن خلالها أن إنشاء هذه المحطة يأتي ضمن التعاون مع الشركة السعودية للكهرباء، وسيساهم مثل هذا المشروع في تخفيض استخدام البترول من أجل الطاقة، وهذا يساهم في المحافظة على الجمال الطبيعي لجزيرة فرسان. إثر ذلك قدّم رئيس فريق مشروع "الا بي بي" بالشركة السعودية للكهرباء الدكتور عامر السواحة عرضاً عن المشروع، أبرز خلاله مميزات المشروع الذي يأتي ضمن استراتيجية الدولة لتنويع مصادر الطاقة وحفظ الوقود للأجيال القادمة. مبيناً أن الطاقة المنتَجَة من المحطة يتم تسليمها بشكل حصري للشركة السعودية للكهرباء، وتقوم الشركة بعملية التشغيل والصيانة مع بقاء ضمان المعدات لدى شركة شوا شل، فيما تقدم الشركة اليابانية الدعم الفني المطلوب والتقنية المستخدَمَة للألواح الكهروضوئية، إلى جانب تقديم التوصيات الفنية نحو الفحص الفني والتنظيف. وأشار إلى أن شركة شوا شل قامت بتمويل إنشاء المحطة وتنفيذ جميع التركيبات والمعدات والألواح الكهروضوئية، وهي تملك المشروع لمدة 15 عاماً، فيما سيتم تحويل أصول كامل المشروع للشركة السعودية للكهرباء بعد انتهاء فترة ملكية الشركة اليابانية للمشروع. عقب ذلك قام وكيل إمارة منطقة جازان والمسؤولون المشاركون في حفل التدشين بجولة ميدانية على محطة توليد الكهربائية بالطاقة الشمسية، واطلعوا على آلية عمل المحطة.