عُقدت مساء اليوم الجلسة الثامنة ضمن فعاليات مؤتمر "ظاهرة التكفير: الأسباب - الآثار- العلاج" برئاسة الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، المستشار بالديوان الملكي، عضو هيئة كبار العلماء، عضو اللجنة الدائمة للإفتاء، وتناولت المحور الرابع للمؤتمر "شبهات الفكر التكفيري قديماً وحديثاً ومناقشتها وفق الضوابط الشرعية". وتناولت ورقة الدكتور كرم حلمي فرحات أحمد من مصر "شبهات الفكر التكفيري المتعلقة بالولاء والبراء ومناقشتها وفق الضوابط الشرعية" إحدى شبهات الفكر التكفيري، وهي الشبهة المتعلقة بالولاء والبراء، ومنها شبهة الولاء لجماعة التكفير على أنها جماعة المسلمين, وشبهة الولاء لجماعة التكفير حتى التعصب والتحزب, وشبهة الولاء لجماعة التكفير أنها مصدر الحق دون غيرها, وشبهة الولاء لقائد جماعة التكفير أنه الإمام؛ كما تناول الشبهات المتعلقة بالبراء، ومنها شبهة البراء من المجتمعات المسلمة, وشبهة البراء من المسلمين وتكفيرهم بالموالاة الظاهرة, وشبهة البراء من الكفار وتحريم التعامل معهم, وشبهة البراء من العلماء وتكفيرهم بالشبهة.
وفي بحث الدكتور الوليد بن عبد الرحمن بن محمد آل فريان من السعودية المعنون "الشُّبهاتُ المتعلِّقةُ بعقيدة الوَلاء والبَراء"، تناول الباحث خصائص العقيدة الإسلامية، والجهود المبذولة للعناية بها، والإشارة إلى ما اكتنفها من تيارات وأفكار، وما قُدم من جهود للدفاع عنها، كما بين أهمية عقيدة الولاء والبراء، وأبرز مظاهرهما، وخطورة الشبهات المتعلقة بهما، ثم عرض الشبهات المتعلقة بحقيقة الولاء وناقشها.
وناقش أستاذ العقيدة المشارك بجامعة الدمام، الدكتور أحمد بن عبد العزيز القُصَيّر من السعودية "شبهات الفكر التكفيري في الاستحلال، ومناقشتها وفق الضوابط الشرعية" متناولاً انحراف أصحاب الفكر التكفيري في بيان معنى الاستحلال وحكمه، حيث زعموا أن كل من استحل محرماً فهو كافر كفراً أكبر مخرجاً من الملة، وانحرفوا كذلك في بيان الأمور التي يعرف بها الاستحلال. وبيّن الباحث أن أصحاب الفكر التكفيري لم يتورعوا عن تكفير أحد من المسلمين ممن اتهموه بالاستحلال، حتى ولو كان معذوراً، ولو وُجِد فيه مانع من موانع التكفير، ثم حملهم ذلك على استحلال دماء المؤمنين وأموالهم، فوقعوا فيما كفّروا به غيرهم.
كما عالج الدكتور سليمان ولد خسال من الجزائر في دراسته "المجتمع الإسلامي وشبهة عدم تطبيقه للشريعة الإسلامية" ظاهرة التعامل مع الدول العربية والإسلامية ذات النظم القانونية الوضعية؛ إذ أصبحت ترمى بالتكفير بحجة الحكم بغير ما أنزل الله تعالى، متطرقاً إلى تحديد مصطلح الانحراف الذي يتخذه بعضهم ذريعة للخروج على الحاكم المسلم، على الرغم من تحقق تطبيق الشريعة الإسلامية شكلاً وواقعاً، وناقش البحث مواقف فقهاء الإسلام قديماً وحديثاً، ورجّح المذهب القائل بوجوب الصبر مع ضرورة التغيير بالوسائل السلمية المتاحة والمشروعة، كما عالج البحث تقدير نجاح أو فشل تطبيق الشريعة الإسلامية عن طريق استعمال القوة، وانتهى إلى أن مثل هذا التطبيق لا يكون بالإكراه، مشيراً إلى أن واقع التجارب الإسلامية قديماً وحديثاً أثبت فشل مثل هذا الطرح؛ لأن العنف لا يصنع أمة، ولا يحقق مشروعاً، وإنما قد يولد واًقعا آخر عنوانه الفتنة وخنق الحريات.
وقدم الأستاذ المساعد بقسم القضاء بجامعة أم القرى، ورئيس قسم القضاء، الدكتور محمد بن سعود بن راشد الحربي من السعودية بحثاً بعنوان "استحلال المعصية.. مفهومه وضوابطه" تطرق فيه إلى مفهوم الاستحلال وأنواعه وضوابطه، وأقام الأدلة على أن مستحل المحرم كافر، وبيّن وجه الدلالة من الأدلة. كما ذكر أنواع الاستحلال عند أهل السنة والجماعة، وبيّن ضابط الاستحلال المكفر عندهم، وعرض شبه الاستحلال والرد عليها، وذلك بطريقة محاورة بين مستدل قائل بالاستحلال بسبب شبهة لديه، ومعترض راد على الشبه بأدلة الشرع والعقل السليم.
وقدّم الدكتور عثمان بن معلم محمود بن شيخ علي من الصومال في بحثه "أنواع التكفير وأحكامها: التكفير المطلق وتكفير المعيّن والفرق بينهما" أنواع التكفير، وثمرة الفرق بينهما, وشروط تكفير المعيّن، وموانع تكفيره, وأدلتها من الكتاب والسنة، وتوصل الباحث إلى نتائج وتوصيات مهمة.
أما "الاسْتِحْلال وفق الضوابط الشرعية.. شبهات تتعلق بالاستحلال" فكان عنواناً لورقة الدكتورة هالة بنت محمد بن حسين جستنية من السعودية، تناولت من خلالها شبهات تتعلق بالاستحلال, فبيّنت معنى الاستحلال, وضوابط التحريم, ثم تطرقت إلى شبهات تتعلق بالاستحلال، وناقشتها وفق الضوابط الشرعية؛ كاسْتِحْلال الزِّنَا، والرِّبَا، والْخَمْرِ، وَتَرْكِ الصَّلاةِ والزَّكاة.
وكانت فعاليات المؤتمر قد افتتحها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، راعي جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة مساء أمس في المدينةالمنورة بحضور عدد من الشخصيات العالمية.