استمرت ردود الأفعال حيال قضية رؤية هلال شوال مساء الاثنين الماضي، في أعقاب البيان المثير للجدل للجمعية الفلكية بجدة، الذي نشرته"سبق" وتحتفظ بنسخة وردتها من الإيميل الرسمي للجمعية، بعد تنسيق مسبق مع مسؤوليها، قبل أن تتناقله وسائل الإعلام من قنوات فضائية وصحف عربية وخليجية ومواقع الإنترنت، التي حوّره بعضها وأضافت معلومات لم تنشرها "سبق" ولم تذكرها الجمعية الفلكية، ومنها معلومات مغلوطة تم تداولها، وذكر فيها أن الثلاثاء هو المتمم للثلاثين من شهر رمضان وأن الأربعاء هو الأول من شوال. ردود الأفعال العنيفة دفعت بعض مسؤولي الجمعية للتناقض مع بيانها خلال 48 ساعة، حيث نشرت صحيفة "عكاظ" اليوم نفي نائب رئيس الجمعية الفلكية في جدة عضو المشروع الإسلامي لرصد الأهلة شرف السفياني، أحاديث تداولها عدد من وسائل الإعلام الإلكترونية والمقروءة، ذكرت أن يوم الثلاثاء الماضي هو المتمم لشهر رمضان، وأن يوم الأربعاء (أمس) هو أول أيام عيد الفطر، وأن الرؤية كانت لكوكب زحل وليست للهلال. وجاء تناقض نائب رئيس الجمعية واضحاً في جزئية رؤية كوكب زحل، حيث أشير في البيان الذي تحتفظ "سبق" بنصه إلى ترجيح أن ما تم رصده مساء ليلة التحري كوكب زحل. من جهته، أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، في تصريح نشرته صحيفة "عكاظ" أن دخول وخروج شهر رمضان ودخول شوال كان صحيحاً، وأشار إلى ما ورد عن الديوان الملكي باعتبارات شرعية. وشدد المفتي على أن التعليقات التي تتضمن تشكيكاً للناس، باطلة ومردودة ومخالفة للشرع. وخلص آل الشيخ إلى التأكيد على التوقف عن هذه البلبلة التي تشكك في رؤية الهلال ودخول الشهر، مبيناً "ضرورة التوقف عن ذلك لعدم التشويش". وتواصل الهجوم على الجمعية الفلكية بجدة ولم يقتصر الأمر على تعليقات القراء، حيث أكد رئيس قسم الفلك في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسن باصرة لصحيفة "عكاظ" عدم إمكانية اللبس بين الكواكب والهلال، وقال: "الأخير حجمه أكبر، إضافة إلى أن المترائين ذوو خبرة تمتد لثلاثين عاماً"، مبيناً "رؤية الهلال إن صحت، فهي دلالة على امتلاك الرائين قدرة بصرية خارجة عن النطاق العادي، الأمر الذي يدعو متخصصي أعصاب العين إلى بحث علمي جديد في فيزياء العين!". ووصف الجمعية الفلكية التي أدلت بتصريحات بثت على مواقع إلكترونية عن احتمالية أن الرائين لم يروا الهلال، بل إنهم رأوا كوكب زحل ب "مجموعة هواة لا علاقة لهم بقسم الفلك في جامعة الملك عبدالعزيز"، وأشار "الناس يتحينون الفرصة للكلام، خصوصاً أنهم اعتمدوا على دراسات حسابية هذا العام ولم تأت حسب توقعاتهم، وهو عدم ظهور الهلال". وفي تعليق ل"سبق" قال عضو مجلس الشورى الأستاذ حمد القاضي إنه ليس من حق أي جهة فلكية أن تجتهد بعد أن ثبتت رؤية الهلال بشهود عدول وأقرتها أعلى سلطة شرعية "المحكمة العليا". وأضاف: أحسن سماحة مفتي المملكة عندما أوضح صحة رؤية هلال شوال وأن التشكيك مخالف للشرع بعد ثبوت الرؤية شرعاً. وقال القاضي: حتى نائب رئيس الجمعية الفلكية التي صدر من بعض أعضائها التشكيك، أبان أن ما نُشر كان هدفه التشكيك، وأن الصحيح ما ثبت شرعاً . وختم القاضي تصريحه قائلاً: فلنطمئن على صيامنا وعيدنا، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" وقد صدق رئيس قسم الفلك بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة عندما أوضح أن من خلطوا بما يسمى الجمعية الفلكية، بين الهلال وزحل، مجرد هواة لا علاقة لهم بعلم الفلك إذ لا يمكن اللبس بين الكواكب والهلال . وكانت "سبق" نشرت بيان الجمعية المثير للجدل، وجاء فيه: "المراصد الفلكية المتطورة لم تعجز عن رصد الهلال مساء يوم الاثنين، ولكن ليس دورها إيجاد جرم سماوي غير موجود، وهنا يكون الإشكال الحقيقي". إضافة إلى ترجيح الجمعية أن ما شوهد هو كوكب زحل. الجدير بالذكر أن البيان المثير للجدل أحدث ردود فعل واسعة على مختلف الأصعدة الإعلامية والشرعية والفلكية في السعودية والدول الخليجية والعربية، ولا تزال تبعاته مستمرة.