قال الكاتب الصحفي والمحلل البريطاني كون كولن: إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد محكوم عليه بالسقوط بعد أن نفضت السعودية يدها منه هذا الأسبوع، وهو ما يؤشر إلى إعادة ترتيب الأوراق والتحالفات في منطقة الشرق الأوسط. وفي مقاله بصحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية الخميس قال كولن: إن سقوط النظام في سوريا لن يكون أمراً يبعث على السعادة، لكنه حين يسقط سيترك أثراً دائماً في إعادة ترتيب العالم العربي والمنطقة؛ ففي الوقت الذي تستمر به القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في قتل وترويع المتظاهرين فإنها تعلن شهادة وفاة النظام قبل الأوان. وأضاف الكاتب: إن استخدام الدبابات والقناصة ضد المدنيين العزل نجح فقط في زيادة العزلة الدولية لنظام بشار؛ ليصبح بقاؤه في حكم سوريا لأول مرة منذ بدء الانتفاضة موضع شك. وقال الكاتب: إن لكل أزمة سياسية نقطة اللاعودة، وبالنسبة لنظام بشار كانت نقطة اللاعودة هي حين نفضت السعودية يدها من النظام السوري؛ ليتبعها بقية دول الخليج. ويرى الكاتب أن نظام بشار يمكنه أن يعلن عدم تأثره بسحب سفيرَيْ الكويت والبحرين، لكن سحب السفير السعودي من سوريا أمرٌ مختلف تماماً؛ فمع انشغال مصر بأحوال ما بعد الثورة أصبحت السعودية هي القوة الوحيدة البارزة في العالم العربي، وهي القوة التي يمكن أن تدعم أنظمة، وتكسر أنظمة، وهي التي أعانت البحرين على تجاوز أزمتها. ويقول كولن: في السنوات الماضية دعمت السعودية النظام السوري؛ لأنه كان يمثل ضغطاً دبلوماسياً على إسرائيل، في سبيل التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يُنهي الصراع، أما الآن فإن آلاف شرائط الفيديو التي خرجت تكشف الفظائع التي يرتكبها النظام السوري؛ لذا لم يَعُدْ السكوت مجدياً مع النظام السوري؛ حيث كشف عن أساليب انتقامية في التعامل مع شعبه. ويرى الكاتب أن قرار الرياض بقطع علاقاتها مع دمشق يعكس اشمئزاز السعودية من معاملة النظام السوري معه شعبه. وعن نتائج سقوط نظام بشار يقول كولن: "سقوط نظام بشار سيقضي بالتأكيد على تلك العلاقة بين سوريا وإيران، ويُعيد ترتيب التحالفات بالمنطقة على المدى الطويل".