تناول "قول في الثمانيات" في حلقة اليوم قضية صفقات انتقال اللاعبين بحبكة درامية مميزة، خرجت بالمشاهد من النمطية التي اعتاد المتلقي مشاهدتها في عدد من المسلسلات. ونجح الفنان القدير راشد الشمراني من خلال شخصية "أبوهلال" أن يكشف المستور، ويفضح حجم الأموال المهدرة على بعض الصفقات المحلية، و"السمسرة" التي قصمت ظهر الرياضية السعودية، عبر تقمصه دور وكيل أعمال اللاعبين والمعتمد من ال"فيفا"، ممارساً إسقاطاً قوياً على بعض السلوكيات الخاطئة التي قد تطيح بأهم نجوم الكرة، وحالة التشبع التي ربما تفضي بالعديد من النجوم والمواهب إلى الغرور. وصور الفنان الشمراني تصرف عدد من الوكلاء العابثين عن جهل أو استغلال للنجوم الموقعين معهم، ومن ذلك الثلاثي ذيب وإبراهيم وشجاع الذين جسدوا دور بعض الرياضيين غير المدركين لمفهوم الاحتراف الحقيقي، حتى أصبحوا سلعاً بيد وكيل اللاعبين الاستغلالي الذي قادهم للهاوية، ولا سيما عندما انتهج "أبو هلال" خطاً درامياً راوح فيه بين دوره "العربجي" ونهمه للمال والشهرة، في شخصية وكيل أعمال اللاعبين، مواصلاً عشوائيته في إقحام نفسه في كل شيء. ووجه الشمراني رسائل قيمة للقائمين على الرياضة السعودية في كيفية استثمار المواهب وتصريف الأموال بشكل جاد ونافع للمجتمع، بدلاً من تسليمها لمن لا يقدر قيمة المجتمع ولا يفهم في الرياضة، كما هو الحال لدى بعضهم ممن على شاكلة "أبو هلال". ويبدأ بتدريبهم ويجبرهم على توقيع عقود معه ويمنعهم من الذهاب لمنازلهم، ويشارك بهم في مباريات وعمل الدعاية اللازمة لهم بالقوة، ثم احتكاره لهم وبيعهم في مزاد بيع اللاعبين المحترفين؛ لكي يكسب من ورائهم، في إسقاط قوي عن حجم الأموال التي يجنيها وكلاء اللاعبين والرياضيين. ويواصل العسيري بثبات مشواره في تناول بعض القضايا الاجتماعية بإنتاجه مجموعة من الأعمال في السنوات الأخيرة في عدد من المحطات.