كشفت الجمعية الفلكية بجدة أن المذنب "س/ 2014 - كاتالينا" المكتشف منذ عامين ربما سيكون مشاهَداً بالعين المجردة في السماء فجراً بالقرب من الكواكب والقمر أواخر نوفمبر ومطلع ديسمبر. وأضافت الجمعية بأنه وفقاً لبعض القياسات، فإن نواة المذنب يبلغ قطرها تقريبا بين 4 و20 كيلومتراً، ويشير مساره إلى أنه قادم من سحابة أورت في الجزء الخارجي من نظامنا الشمسي. لافتة إلى أنه خلال أواخر نوفمبر الجاري قد يصل اللمعان الظاهري للمذنب " 5" أو " 6"؛ ما يعني بلوغه حدود الرؤية بالعين المجردة عند رصده من موقع مظلم بعيد عن أضواء المدن.
وأشارت الجمعية إلى أنه عملياً سوف تبدأ متابعة المذنب من منتصف نوفمبر 2015، وبنهاية الشهر سوف يقع بالأفق الشرقي مباشرة فوق موقع شروق الشمس. مؤكدة أن سلوك المذنبات غير متوقع؛ فمن الممكن أن تصبح ساطعة جداً أو خافتة جداً، وفي بعض الأحيان يمكن أن تتفكك إلى أجزاء.
وأبانت أن المذنب حالياً منخفض نحو الأفق الشرقي؛ لذلك تصعب رؤيته، ولكن سوف تتحسن رؤية المذنب ابتداء من الأسبوع الأخير من نوفمبر، وطوال شهر ديسمبر. ومع بداية العام 2016 سيكون المذنب لا يزال في قبة السماء، وسيكون مشاهَداً في سماء فجر يناير 2016، وتدريجياً سوف ينتقل لسماء المساء.
وأكدت الجمعية الفلكية بجدة أن المذنب يتحرك ببطء في قبة السماء، ولرصده هناك حاجة لاستخدام المنظار الثنائي العينية، إلا إذا حدث فيه سطوع مفاجئ، يجعله مرئياً بكل سهولة.
وتُظهر الأرصاد الحالية للمذنب ذيلاً بطول 800.000 كيلومتر. وخلال شهر نوفمبر 2015 عند النظر للمذنب من خلال المنظار الثنائي العينية من المحتمل رؤية ذيل قصير له، في حين عند الرصد بواسطة تلسكوب صغير ستكون الرؤية أفضل.
وأبانت أنه يجب الإشارة إلى أنه عند رصد المذنب من خلال التلسكوب لن يتمكن الراصد من رؤية اللون الأخضر للمذنب كما يظهر في الصور؛ وذلك لأن تلك الصور التُقطت بكاميرات شديدة الحساسية للألوان أكثر من عين الإنسان، وعند استخدام التلسكوب في نوفمبر 2015 ربما يمكن "لمح" طبقة الكوما التي تحيط بنواة المذنب. ويرجع سبب اللون الأخضر إلى الغازات في المذنب، مثل غاز ثاني أكسيد الكربون.
ولفتت الجمعية إلى أنه - بحسب التسلسل الزمني - سيقع المذنب في 15 نوفمبر 2015 في أقرب نقطة من الشمس "الحضيض"، وسيكون قريباً جداً من الشمس؛ إذ سيتحرك بين مداري الزهرة والأرض، وسيكون المذنب على مسافة 0.82 وحدة فلكية من الشمس، ويتحرك بسرعة 166.000 كيلومتر في الساعة عندما يكون في الحضيض.
وخلال الفترة من 23 نوفمبر إلى 30 نوفمبر سيبدأ المذنب "كاتالينا" حسب التوقعات يصبح مرئياً في سماء السعودية والمنطقة العربية.
وسيكون المذنب في 7 ديسمبر 2015 قريباً من كوكب الزهرة وهلال القمر ظاهرياً في قبة السماء فجراً، وربما يكون المذنب في ذلك الوقت مرئياً للعين المجردة، وسوف تكون فرصة للتصوير. وبحلول 31 ديسمبر 2015 يصل المذنب لموقع ظاهري قرب النجم "السماك الرامح"، وهذه ستكون فرصة ثانية للتصوير.
بينما يتوقع في الأول من يناير 2016 أن يعبر المذنب قريباً جداً "ظاهرياً" من نجم السماك الرامح، وسيكون النجم مرجعاً للعثور على المذنب.
وفي 17 يناير 2016 سيعبر المذنب من مسافة 110 ملايين كيلومتر من الأرض، وهذه المسافة بعيدة جداً عن الأرض مئات المرات أبعد من القمر؛ لذلك لا يوجد خطر اصطدام المذنب بالأرض مطلقاً.
الجدير بالذكر أن المذنب "كاتالينا" اكتُشف في 31 أكتوبر 2013، واعتُقد في البداية أنه صخرة أو كويكب معدني، ولكن أرصاداً إضافية أثبتت أنه مذنب جليدي.