يُصادف تاريخ 14 نوفمبر من كل عام يوم السكر العالمي، حيث تركز المنظمات العلمية والمؤسسات الصحية على التوعية بهذا المرض الخطير، وتشير الدراسات العلمية إلى انتشار هذا المرض بين أوساط المجتمعات الخليجية وخصوصًا بالمملكة العربية السعودية، حيث ينتج منه أمراض عديدة وخطيرة منها أمراض القلب والشرايين وأمراض عمى العيون ويؤدي للإصابة بالفشل الكلوي. وحول هذا الموضوع أكد أستاذ التغذية بجامعة الملك سعود الدكتور غدير الشمري في تصريحٍ خاص ل"سبق"، أن على العالم العمل بشكل جماعي لوقف انتشار هذا المرض الخطير وإلا سيصل عدد المصابين به بحدود 640 مليونًا في عام 2040، وهو السبب السابع في حدوث الوفيات في العالم، مبينًا أن مضاعفات المرض باتت خطيرة جدًا على الصحة وتلعب دورًا كبيرًا في استنزاف الاقتصاد الوطني بسبب حدوث الإصابة بأمراض الكلى والعيون وبتر الأعضاء وأمراض القلب.
وأوضح "الشمري" أن هناك إشكالية كبيرة جدًا تتمثل في أن هناك عددًا كبيرًا من المصابين بمرض السكري ولكن لم يتم تشخيصهم مما يعني استمرار مضاعفات المرض وتأثر بعض الأعضاء المهمة بالجسم بهذا المرض مثل القلب والعيون والكلى، مشيرًا إلى أن مرض السكري الذي يصيب الكبار من أهم الأمراض التي يمكن الوقاية منها بسهولة، وخصوصًا عندما نعرف أن قبل الإصابة بداء السكري للبالغين هناك مرحلة تسمى مرحلة ما قبل السكري، ممكن تحديد اختبار لتحليل الدم للكشف عنها، ليكون لدى المريض وقت كافٍ للوقاية قبل الإصابة بمرض السكري.
وقال: مرض السكري هو مجموعة من الأمراض ممكن وصفها بارتفاع مستوى سكر الدم (الجلوكوز) أعلى من المستويات الطبيعية، وسبب هذا المرض إما عدم كفاية إنتاج هرمون الأنسولين بالجسم أو بسبب إفراز الجسم لكمية كافية من الأنسولين ولكن هناك مقاومة من خلايا الجسم لهرمون الأنسولين وبالتالي ترتفع نسبة السكر بالدم.
وأضاف: للسكري أنواع منها ما يصيب صغار السن وهنا يجب عليهم استخدام الأنسولين بطرق متعددة حسب توجيهات الطبيب المعالج ويسمى مرض السكري النوع الأول، وهناك مرض السكري النوع الثاني وهو الأكثر شيوعًا ويصيب البالغين وسببه الإصابة بالسمنة وخصوصًا بتراكم الدهون الخطيرة حول منطقة البطن، والزيادة بالعمر مع الخمول البدني، بالإضافة لمرض السكري الذي يصيب بعض الحوامل ويتم الشفاء منه بعد مرحلة الحمل وهو خطير ويستلزم عناية طبية.
ولفت "الشمري" إلى أن إشكالية السكري بدأت تزداد وخصوصًا أن هناك دراسات تؤكد إصابة الأطفال بنوع السكري الذي يصيب البالغين نتيجة لتغير نمط الحياة والخمول البدني والتغذية السيئة لهذه الفئة، ما يستلزم وجود برامج تبنى على خطط علمية ممكن أن تحدث تأثير إيجابي على أرض الواقع، خصوصًا أن ما تم القيام به بالسابق قد لم يؤدِ الهدف منه بسبب ازدياد الإصابة بهذا المرض الخطير كل سنة.
ودعا أفراد المجتمع السعودي للانتباه لسلوكياتهم وعاداتهم الغذائية والاجتماعية التي تلعب الدور المهم في الإصابة بمرض السكري. وأن على الجميع السعي لتغيير هذه السلوكيات إلى سلوكيات صحية تتمثل في اختيار الأطعمة الصحية وبالكميات الملائمة لعمر الشخص ونشاطه البدني.
وختم "الشمري" محذرًا المجتمع من إشكالية ارتفاع الإصابة بالسمنة وخصوصًا الدهون الضارة حول منطقة البطن حيث إنها دهون لديها القدرة على التأثير السلبي لمستوى سكر الدم، وعلى المصابين بالسمنة مراجعة المتخصصين لمراقبة مستوى سكر الدم وزيادة نشاطهم البدني وتناول الأنواع والكميات الصحية من الأغذية المختلفة، مع اختيار طرق الطبخ المناسبة والتي تقلل من حجم السعرات الحرارية بالأغذية، وكذلك الاستمرارية في تغيير أسلوب الحياة وتنظيمها بالشكل الذي يحقق نتائج إيجابية.