نظَّم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني خلال العام الماضي لقاءات تحضيرية في جميع مناطق السعودية، طافت أرجاء الوطن، وصاحبها تنظيم ندوات ولقاءات حوارية في النوادي الأدبية والجامعات حول التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية، وشارك فيها أكثر من نحو 1500 من العلماء والدعاة والمثقفين وأساتذة الجامعات والإعلاميين والمختصين والمهتمين بالشأن العام والشباب، يمثلون مختلف الأطياف الفكرية في المجتمع. ورُصدت في تلك اللقاءات المئات من الآراء والمداخلات والتوصيات من كل المشاركين والمشاركات حول هذه المشكلة، وطُرحت العديد من الآراء حول مواجهتها وحماية المجتمع منها. وناقشت تلك اللقاءات التطرف.. واقعة ومظاهره، العوامل والأسباب المؤدية إلى التطرف والتشدد، المخاطر الدينية والاجتماعية والوطنية للتطرف وسبل حماية المجتمع من مخاطر التطرف والتشدد. وطُرحت من خلالها العديد من الآراء والأفكار التي شارك في صياغتها المتحاورون في تلك اللقاءات، والتي خلصت إلى أن الأسرة هي الحاضن الأول والمؤسسة الأولى للتربية والتنشئة، وأنه ينبغي التركيز على البرامج الإرشادية والتوعوية، التي تعين الأسر على القيام بدورها في تحصين أبنائها وتنشئتهم تنشئة صالحة بعيدة عن التطرف والإرهاب.
وقد خصص المركز اللقاء الرابع من لقاءات الحوار الوطني الذي عُقد في عام 2004م في المنطقة الشرقية، تحت عنوان "قضايا الشباب: الواقع والتطلعات"، سبقه عقد ست وعشرين "26" ورشة عمل تحضيرية في جميع مناطق السعودية، شارك فيها 650 شاباً وفتاة، تتراوح أعمارهم بين 16 – 25، بواقع 25 شاباً و25 فتاة لكل منطقة. وقد رُوعي في اختيار الشباب تمثيلهم لشرائح المجتمع الشبابي في السعودية على اختلاف مراحلهم الدراسية للحوار حول قضايا الشباب.
وأفرد لوسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد في بناء الوعي وثقافة الشباب المركز محور خاص في حوارات اللقاء الوطني التاسع، الذي عُقد في نهاية شهر ربيع الأول من عام 1433ه في منطقة حائل، تحت عنوان "الإعلام السعودي.. الواقع وسبل التطوير: المنطلقات والأدوار والآفاق المستقبلية"، والذي ناقش فيه المشاركون والمشاركات من مختلف مناطق السعودية المحور الخاص بمسؤولية الإعلام الجديد في معالجة القضايا الوطنية، وتم التركيز على واقع الإعلام الجديد ودوره المؤثر في مناقشة القضايا الوطنية، وكيفية الاستفادة منه في بناء رأي وطني مشترك، إضافة إلى تناول مسؤولية المشاركين فيما يطرحونه في وسائل التواصل الاجتماعي. وكان من أولى توصيات ونتائج اللقاء الوطني التاسع ضرورة إعداد رؤية وطنية للإعلام السعودي، تتضمن القوانين، والتشريعات المنظمة للحريات المنضبطة والمسؤولة، تُراعى فيها الثوابت الشرعية، والوطنية، وتستوعب المستجدات، وتحفظ الحريات، وتسهم مخرجاتها في صياغة ميثاق شرف إعلامي من خلال تشكيل فريق عمل من المشاركين والمشاركات والجهات ذات العلاقة، بتنسيق من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، يعمل على تحديد المبادئ الأساسية التي ينبغي إدراجها في هذا الميثاق، وبما يعزز الوحدة الوطنية والأمن الفكري لأفراد المجتمع، ويسهم في المحافظة على السلم الاجتماعي وبناء الوطن والمحافظة على مكتسباته.
كما خصص المركز اللقاء السادس للخطاب الثقافي السعودي، الذي عقد في شهر جمادى الأولى من عام 1434ه في مدينة الدمام، للحوار حول الحراك الثقافي في مواقع التواصل الاجتماعي، وشارك فيه نخبة من المفكرين والإعلاميين والشباب والناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي. وتوصل اللقاء إلى عدد من النتائج، كان من أهمها أن مواجهة سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي بالحجب لن تحل المشكلة بل قد تفاقمها، وإنما ينبغي تطوير وتفعيل الأنظمة الموجودة لمحاسبة من يتجاوز الثوابت الدينية والوطنية، أو المتعلقة بالأشخاص والمؤسسات؛ وذلك لتلافي السلبيات، وحماية الحريات. وتم تخصيص بعض الأنشطة، مثل مقهى الحوار وقافلة الحوار الموجهة للشباب والشابات، لنشر ثقافة الحوار بين أبناء المجتمع الواحد، وتدعيم روابط الوحدة الوطنية. كما خصص المركز عدداً من البرامج التدريبية التي تنفذها أكاديمية الحوار للتدريب واستطلاعات الرأي العام للشباب والشابات في إطار جهوده المستمرة في مجال التدريب المجتمعي لتدريب الشباب على مهارات الاتصال والحوار التي استفاد منها العديد من المواطنين في نحو 46 مدينة ومحافظة.