كشف الدكتور منصور الطبيقي الأستاذ المساعد في قسم علم الأدوية بكلية الطب بجامعة جدة أنه أنهى وزملاؤه وكيل كلية الصيدلة بجامعة القصيم الأستاذ المساعد الدكتور أحمد الميمان والصيادلة من وزارة الصحة سعد الحميد, فايز عمير العتيبي, كمال قرشي, فهد الغريب, أحمد الصقر وأحمد الصامطي دراسة مهمة عن استخدام المضاد الحيوي التيجاسيكلين في ثلاثة مستشفيات كبرى تابعة لوزارة الصحة في منطقة مكةالمكرمةوالقصيم والأحساء ونشرت في المجلة الاستوائية للعلوم الصيدلانية العدد الأخير في ضوء التحذيرات التي صدرت من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية وتلتها هيئة الغذاء والدواء السعودية عن ارتفاع نسبة الوفيات الناتجة من استخدامه في المرضى. وذكر الدكتور الطبيقي مصمم الدراسة المعتمدة من وزارة الصحة, أن الدراسة راجعت الملفات الطبية لجميع المرضى الذين استخدموا هذا المضاد الحيوي في عام ونصف العام من واقع الملفات الإلكترونية والورقية ووثقت علاج سبعة وثلاثين مريضًا به, جرى تنويمهم في هذه المستشفيات وتم مراجعة الحالة السريرية لهؤلاء المرضى والخطة العلاجية والأمراض المصاحبة والأعراض الجانبية للأدوية وحساسيىة الجراثيم لهذا المضاد من واقع نتائج المختبر وفترة التنويم.
وتوصلت الدراسة إلى أن الاستخدام الأكبر للدواء كان في حالات تسمم الدم والصدمات التسممية الدموية والالتهابات الرئوية والاخماجات المختلطة داخل البطن وهي حالات مرضية خطيرة وتعالج داخل العناية المركزة كما حصل مع هؤلاء المرضى, وكان العلاج ضمن التوصيات والبروتوكولات العلاجية وبالجرعات المعتمدة.
كمحصلة علاجية للمرضى الذين تم إعطاؤهم التيجاسيكلين 16 مريضًا تعافوا (خمسة استخدموا الدواء مفردًا وخمسة آخرون استخدموه مع مضادات أخرى وستة آخرون تم إيقاف المضاد لهم وتعافوا على مضادات أخرى). وفي الجانب الآخر 21 مريضًا (57 %) توفوا وهم يستخدمون التيجاسيكلين تسعة منهم استخدموا المضاد مفردًا و12 مع مضادات أخرى. وبينت الدراسة أيضًا وجود مقاومة لهذا المضاد من البكتيريا السالبة مثل (أسينيتو باكتر بوماني والإي كولاي) مع وجود فعالية أيضًا لهذا المضاد ضد هذه الجراثيم في مرضى آخرين وجراثيم أخرى مقاومة للمضادات الحيوية.
وأضاف الدكتور الطبيقي أن الحالات التي توفوا كانوا في حالة مرضية حرجة ويعانون أمراضًا مزمنة مصاحبة وفي سن متقدمة, ولكن لابد من رفع درجة التيقظ من استخدام هذا المضاد وجعله الخيار الأخير كما أوصت به المنظمات العالمية والتشجيع على رفع التقارير عنه إلى هيئة الغذاء والدواء السعودية باستخدام نماذج التبليغ عن الأعراض الجانبية للأدوية ومراجعة استخدامه داخليًا في المستشفيات بعد حصول الوفيات في لجان المضاعفات والوفيات وأن يستخدم هذا العلاج في الاستطبابات المرخصة فقط. كما أوصى بتشجيع الأبحاث عن الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية ومقاومة البكتيريا لها لأنه أحد الهواجس الطبية الكبرى.
وأوضح الدكتور الطبيقي أن الدراسة واجهت صعوبات جمة في استخراج المعلومات الطبية من واقع بعض الملفات المرضية والفحوص الورقية في أحد المستشفيات المشاركة وطالب بضرورة تطبيق الملف الإلكتروني للمريض وأن يقوم الأطباء بتدوين المعلومات الخاصة بالمرضى إلكترونيًا كخطة العلاج ووصف الأدوية وطلب جميع الفحوص التشخيصية إلكترونيًا لأن ذلك يحافظ على حق المريض ويحفظ تاريخه المرضي المهم جدًا "مدون بطريقة جيدة" ويقلل من حدوث الأخطاء الطبية ويساعد الباحثين أيضًا في المساعدة في تقديم الرعاية الطبية للمرضى والاستفادة من المعلومات القيمة في تحسين الرعاية الصحية.