يسعى الشاب علي بن هادي بن يحيى جحفلي، من أب سعودي وأم يمنية من محافظة أبو عريش، إلى إثبات هويته بعد سنوات عشر قضاها حتى هذه اللحظة بين مكاتب وردهات إدارة الأحوال المدنية بجازان، التي أرغمته على الخضوع لفحص DNA لإثبات نسبه، فيما أوضحت وكالة الوزارة للأحوال المدنية بشعبة الجنسية، أن معاملة الشاب تندرج تحت اسم "سرّي". الشاب علي (24 عاماً) يحمل شهادة الكفاءة المتوسطة يروي قصته ل "سبق": "أنا أحد أفراد عائلة لأب سعودي وأم يمنية مولودة في السعودية وزواجهما تم شرعاً ونظاماً، وأنا أحد سبعة عشر هم إخواني وأخواتي أشقاء جميعهم سعوديون نالوها بناءً على إجراءات بطلبٍ من والدي للاستفادة لنا جميعاً كأسرة وإخوتي أشقاء وشقيقات منهم الموظف الحكومي ومنهم الطلاب". ويضيف علي: "أما أنا فكانت صدمتي عند إجراءات منحي الهوية، على اعتبار أني ابن بالتبني!". ويشير علي: "أبحث عن سبب انحراف مسار إجراءات المعاملة فيما يخصني، لماذا أنا فقط من بين كل عائلتي السعودية؟". وفي طلب استغربه الشاب علي يقول: "اضطررت إلى الخضوع بناءً على طلب من إدارة الأحوال لفحص DNA ولله الحمد ثبتت صحة نسبي إلى عائلتي، علماً بأن أحداًً من أسرتي لم ينكر نسبي؛ ولم يتطرق إليه أحدٌ لا من قريب ولا من بعيد، ولم أجد من يقول إنه يسعى من خلال ذلك الإجراء إلى إثبات شيء عكس ما هو وارد في معاملة والدي التي نال بها جنسية إخوتي وأخواتي".
وينوّه علي: "تعطلت دراستي وأظلم مستقبلي وضاقت الدنيا في عيني واضطررت إلى السفر إلى الرياض تهريباً مثلي مثل الذين يأتون إلى هذا الوطن بلا هوية". بدوره، أوضح الموظف المسؤول في وكالة الوزارة للأحوال المدنية بشعبة الجنسية ل "علي"، أن معاملته تندرج تحت اسم "سرّي"، وأن إطلاعه على مضمونها ضربٌ من المحال. علي طرق باب "سبق" حاملاً معه علاوةً على ما تقدم من مرارات أمراض وعلل منها السكر والضغط والكلى، إضافةً إلى عمليات تدعيم لعظام الساقين بالأسياخ وآلام بلا حدود يبحث عن إجابة مسئول تحمل معها الردود الشافية الوافية لكل تلك الأسئلة المريرة. يُشار إلى أن "سبق" تحتفظ بنسخة من كل تفاصيل وأوراق قضية "علي".