أعلن وزير الصحة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح رئيس الدورة الأربعين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، مساء أمس الثلاثاء، بقاعة المؤتمرات بفندق "إنتر كونتيننتال" في الرياض، انطلاق فعاليات المؤتمر العالمي لمواجهة مرض السمنة والسكري، الذي يُنَظّمه المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون، والجمعية السعودية لطب الأسرة، والمركز الوطني للسكري، بمشاركة وزارة الصحة وجهات ومؤسسات ومنظمات صحية من داخل المملكة وخارجها، ويستمر لمد ثلاثة أيام. وقال وزير الصحة لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر: إن هذا المؤتمر الدولي المهم، يناقش قضيتيْ السمنة والسكر المترابطتين، اللتين تستفحلان في منطقتنا وتستنزفان الكثير من الجهود الطبية والتكاليف المالية، التي يمكن أن تسخّر في اتجاهات أخرى تُحَقّق قيماً طبية مضافة في مجالات البحث وتطوير الخدمات الصحية للمواطنين.
ولفت إلى أن تقارير منظمة الصحة العالمية بيّنت أنه خلال ثلاثة عقود فقط زاد معدل انتشار السمنة في العالم إلى أكثر من الضعف! وأن مرض السكر مرشح ليكون السبب السابع للوفاة بحلول عام 2030م.
وأضاف معاليه أن المساهم الأكبر في ارتفاع نِسَب هذين المرضين الخطرين، على مستوى العالم، هي دول العالم النامي؛ إذ تبلغ هذه النسَب في هذه الدول ضِعف تلك النسب المرصودة في الدول المتقدمة؛ مبيناً أن نسبة الإصابة بمرض السكر في دول مجلس التعاون الخليجي تراوحت بين 15 إلى 20%.
وزاد وزير الصحة: أن هذا الخطر لا يهدد الحياة البشرية فقط؛ بل يتعداها إلى تهديد موارد الدولة بما يشكّله من عبء اقتصادي؛ حيث يشير تقرير الاقتصاد العالمي عن الأمراض غير السارية لعام 2011م، أن تكاليف معالجة داء السكر حوالى (500) بليون دولار، ومن المتوقع أن يزداد إلى750 بليون دولار في عام 2030 م.
وأشار إلى أن المجتمع الخليجي يقع في القلب من هذا الخطر، وهو مجتمع فتيّ جداً، تقل أعمار غالبية مواطنيه عن 30 سنة؛ مما يؤكد أن هذين المرضين يهددان ثروة مجتمعنا الحقيقية المتمثلة في فئة الشباب؛ لافتاً إلى أنه من المفزع والمحزن في نفس الوقت أن تقع دول مجلس التعاون الخليجي الفتيّة ضمن المراكز العشرين الأولى عالمياً في انتشار السمنة بين مواطنيها؛ الأمر الذي تربطه الدراسات والبحوث في هذا الشأن، وانتشار عدد من الأنماط الحياتية والسلوكيات الغذائية غير الصحية وقلة النشاط البدني في هذه المجتمعات التي تؤدي بدورها لازدياد مخاطر الإصابة بمرض السكر.
وقال الوزير: أدعو الباحثين والدارسين في الجامعات ومراكز الأبحاث إلى أن يبذلوا ما بوسعهم لخدمة أوليات بلدهم والمساهمة في حلها، ويجب على كل القطاعات توفير البيئة المناسبة بما يدعم هذا التوجه؛ حيث سنقوم بتسهيل وصول الدارسين للمعلومات الصحية، كما نعمل مع الشركاء من الجهات الحكومية الأخرى كمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لتوفير الدعم المالي المناسب؛ بما يخدم أولوياتنا الصحية.. وهذا يقودنا إلى أن إنشاء معهد صحي بحثي متخصص على غرار NIH الأمريكي، أصبح ضرورة لتقدم الخدمات الصحية.
وافتتح "الفالح" المعرض المصاحب للمؤتمر بمشاركة أكثر من 40 عارضاً وجهة حكومية وخاصة، وغيرها من الجهات ذات العلاقة بالسمنة والسكري.
ومن جهته، أوضح مدير مكتب الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع رئيس المؤتمر الدكتور سعود الحسن، أن العديد من الدراسات كشفت أن معدل انتشار داء السكري في دول المجلس بلغ مستويات قياسية؛ حيث تُقَدّر النسبة حالياً في المملكة ما بين 12- 24% ، ويرتفع المعدل مع التقدم في العمر؛ حيث يبلغ حوالى (8%) في الفئة العمرية أقل من 35 سنة؛ ليصل إلى (50.4%) في الفئة العمرية من 65 سنة فأكثر؛ لافتاً إلى أن الاتحاد الدولي للسكر بيّن أن عدد المصابين بالسكري في المملكة سيرتفع بحلول عام 2030م من 24% إلى 50%.
وأبان أن المملكة تأتي في المركز الخامس عالمياً والثالث خليجياً في السمنة؛ حيث تشير الإحصاءات إلى أن 36% من سكان المملكة مصابون بها؛ "44% من النساء و26% من الرجال"؛ فيما بلغت نسبة تفشي السمنة بين الأطفال 18%؛ 50% منهم مُعَرّضون للإصابة بالسكري.
كما توضح إحصائية السكان في المملكة لعام 2012 أن هناك 5.7 مليون سعودي مصابون بالسمنة بسبب قلة الحركة، كما أشارت إلى أن 33% من الرجال و50% من النساء لا يمارسون الرياضة.
وأوضح أن عدد الأبحاث التي تم تقديمها للجنة بلغ 83 بحثاً، تم قبول 39 بحثاً منها، وعدد 9 ملصقات علمية، وقد روعي في اختيار البحوث أن تتناول تغطية جميع محاور وأهداف المؤتمر، كما يشارك في تقديم الأبحاث والأوراق العلمية لهذا المؤتمر15 خبيراً ومتحدثاً من خارج المملكة، و8 خبراء من دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة لعدد 17 متحدثاً من داخل المملكة العربية السعودية.