تدشن الملحقية الثقافية السعودية في الإمارات مساء اليوم السبت، معرض "صفحات من التاريخ" للمؤرخ جابر بن عبدالله الغامدي، بمناسبة الاحتفاء باليوم الوطني السعودي الخامس والثمانين. يرعى المعرض سفير خادم الحرمين الشريفين في الإمارات، الدكتور محمد بن عبدالرحمن البشر.
ويرصد المعرض الأول من نوعه سيرة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ، خلال حقبة زمنية توارثها أبناؤه البررة، وتواصلت صفحاتها حتى بيعة الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، في مشهد وثائقي إعلامي هادف يعرض رحلة اليوم الوطني، ويُعرف من خلال الصحافة قصة توحد الدولة وتطورها.
وأوضح المؤرخ جابر بن عبدالله الغامدي أن هذه الصور تعدُ سلسلة من الرصد التاريخي الوثائقي الذي يرصد جهود الدولة في نواحٍ متعددة، والذي دأب طيلة حياته على تكريس جهوده لجمع الوثائق الصحفية منذ القدم، مشتملاً على عديد من أقدم الخطابات والصور التي تنير المشهد التاريخي أمام الأجيال السعودية المتعاقبة.
وأشار أنه مؤمن بهذه الرسالة التي أكدت فعلاً مدى الحاجة لمثل هذا التوثيق الإعلامي الذي يضع أبناءنا من الجيل الحالي أمام حقائق لم يجدوها على مقاعد الدراسة.
وقال في حديثه ل "سبق": "يستعرض هذا العمل كلمات مهمة من حياة ملوكنا وقادتنا فيما يخص يومنا الوطني، وتفاصيل دقيقة غابت مع الزمن، في ظل عدم وجود نسخ مؤرشفة يمكن العودة لها حين الحاجة.
وأشار أن العمل يُعد رسالة وطنية تجدد عهد الولاء والانتماء، وتبعث في نفوس النشء الفخر بهذه القيادة التي جعلت من العقيدة الإسلامية السمحة منهجاً تسير عليه أبد الآبدين". وأضاف المؤرخ الغامدي، أن المملكة العربية السعودية غنية بملامحها السياسية، وكنوزها الثقافية، وموروثها الذي يرفع الرأس، وخدماتها التي تُقَدَّمها للإسلام والأمة الإسلامية والعربية، ومن واجبنا أن نوفر كل المعلومات والحفاظ عليها؛ لتستفيد منها الأجيال لاحقاً. وأشار أنه مع بداية تأسيس مكتبة الملك فهد بالرياض عام 1408 ه، كان يبحث عن المخطوطات والكتب الوثائقية، وما يتعلق بتاريخ المملكة العربية السعودية، مضيفاً: "استطعنا بذلك أن نقدم عملاً للوطن، حيث اهتممنا بالصحافة، وكونا أرشيفاً كاملاً للصحف منذُ تأسيسها قبل أكثر من 60 عاماً، والآن لدينا أرشيف كامل، يضم تاريخ المملكة خلال العقود الستة منذُ تاريخ المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله –".
وأكد: "جمعنا كُل ما كُتب ابتداءً من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز قبل أل 65 عاماً، حيث وثقت جهود الحكومة الرشيدة في الحج والتطور في خدمة ضيوف الرحمن وصولاً لعهد اليوم، كذلك التوسعات التي طالت الحرمين الشريفين، وكل ما يتعلق بمجالات التعليم والصحة والتعليم العالي والرياضة، من حيث أول البعثات في عهد الملك عبدالعزيز عام 1437ه، مشيراً أن الأرشيف الكامل الذي جمعه ووثقه يبدأ مع أول صحيفة سعودية وهي "البلاد" مروراً بالصحف الأخرى، ومنها "سبق" باعتبارها الأبرز إلكترونياً.
وأضاف "الغامدي" "هناك تواصل بيني وبين جهات حكومية متعددة، ومنها بالأهمية دارة الملك عبدالعزيز، وكذلك بعض القنوات الفضائية ومن أبرزها القناة السعودية، مؤكداً أن العمل الذي قام به هو جهد خاص وذاتي منه، وأن ذلك نابع من حبه للوطن".
وأشار أنه استطاع تجهيز أكثر من 150 ملفاً، تمثل تاريخ المملكة العربية السعودية، وتبرز جهود الوزارات ومن بينها "وزارة الحج"، مبيناً أن الفترة الحالية في الصحافة تختلف عن السابق من حيث كثرة وزيادة المواد الصحفية الوطنية والتي تطالعنا بها الصحف، مضيفاً أنه شارك في معرض اليوم الوطني بجدة، وأنه سيشارك ضمن فعاليات معرض الكتاب الدولي القادم بالشارقة، وبعض المناسبات الأخرى.
وأعرب عن شكره للملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين بدولة الإمارات، الدكتور صالح الدوسري، ومدير الشؤون الثقافية، الدكتور محمد المسعودي، والذي أتاح له الفرصة في المشاركة بالمعرض، وقال: هذا أقل شيء يمكن أن أقدمه للمملكة العربية السعودية من حيث إبراز تاريخها المجيد، كما شكرَ "سبق" والتي اعتبرها صوت الوطن. يذكر أن ندوة الثقافة والعلوم بدبي تستضيف في تمام الساعة السابعة من مساء اليوم السبت، فعاليات الاحتفاء باليوم الوطني السعودي الخامس والثمانين، الذي تنظمه الملحقية الثقافية السعودية في دبي، برعاية سفير خادم الحرمين الشريفين في الإمارات العربية المتحدة، الدكتور محمد بن عبدالرحمن البشر، وبحضور جمعٌ كبير من طلاب وطالبات المملكة الدارسين والدراسات في مدارس وجامعات الإمارات. أوضح ذلك الملحق الثقافي السعودي في الإمارات، الدكتور صالح الدوسري، مشيراً إلى الاستعدادات التي بذلتها الملحقية والهيئة الإدارية بمتابعة وزارة التعليم السعودية؛ حيث يلتقي الوطن مع أبنائه في الإمارات لتجديد العهد والولاء في ذكرى التوحيد بدعائم راسخة لهوية، شامخة، يدعمها الوفاء لكل القيم النبيلة التي أرستها حكومتنا الرشيدة يحفظها الله. ورفع "الدوسري" نيابة عن زملائه بالملحقية التهاني إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، والحكومة الرشيدة، والشعب السعودي الكريم. وأضاف: "نحن هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، البلد الشقيق، ووطننا الثاني نحتفي بيوم الوطن مع أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات السعوديات، مستلهمين كل ما من شأنه رفعة الوطن وغرس قيمة الوطنية في عيون أبنائه وبناته الملحقين ببعثة خادم الحرمين الشريفين، أو الدارسين من الطلاب والطالبات في مراحل التعليم المختلفة، بالإضافة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة وأكاديمية الشرطة".
وكشف "الدوسري" عن برنامج الاحتفاء بذكرى التوحيد والتي تلامس الجانب الوطني خصوصاً والجانب الإنساني عموماً في رصد شامل يتضمن أوبريتاً وطنياً يجسد روح الحب والولاء، يضم لوحات فنية مختلفة تحمل في طياتها آيات العرفان والتقدير للمملكة، ورسالة فخر بشعبها العظيم، وتوثيق المشاعر النبيلة في ملاحم شعرية ومشاهد فنية تترجم جهود الدولة نحو حماية مقدرات الوطن وحمايته، ومشاهد أخرى لرجال الأمن وجنودنا البواسل، ومعرضاً للمعالم التراثية الشامخة، ومعرضاً تشكيلياً من إعداد ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى عرض حي بعنوان "سلمان الوفاء"، ومسرحية وطنية هادفة بمشاركة عدد من المواهب الفنية، بالإضافة إلى إصدار خاص من مجلة الراصد الثقافي بهذه المناسبة.