بينما أعلنت طهران بشكل رسمي، اليوم الثلاثاء، مقتل المستشار العسكري في ميليشيا الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين همداني في حلب شمال سوريا، قالت مصادر ومواقع خبرية وثيقة الصلة بالشأن الإيراني: إن "همداني" فشل في عدة معارك، وتكبّدت قواته خسائر فادحة على أيدي الثوار؛ مما اضطر طهران إلى إقالته قبل أيام، في أمر يناقض ما زَعَمه البيان الإيراني حول مقتله، كما قالت ذات المصادر إن هذه الإقالة جاءت على خلفية تقديم "همداني" تقريراً مفصلاً عن الفساد في "حزب الله"، وكيف أصبح قادته أغنياء بسبب السرقات المالية وبيعهم الأسلحة. وزعمت ميليشيا الحرس الثوري في بيان لها -بحسب موقع الهيئة السورية للإعلام- أن اللواء قُتِل في معارك ضد تنظيم "داعش"، في ضواحي مدينة حلب، وأنه كان يؤدي قُبَيْل مقتله مهام استشارية لمواجهة الإرهاب؛ حسب زعمها.
وأضاف البيان، أن "همداني" يعتبر أحد القادة الرياديين في ميليشيا الحرس الثوري، ومن مؤسسي ميليشيا حرس الثورة في همدان، وتولى قيادة الفرقة "27 محمد رسول الله"، ومن ثم تولى قيادة فرقة محمد رسول الله، بعد أن تَحَوّلت إلى فيلق.
وكان "همداني"، القائد السابق لميليشيا الحرس الثوري، قد قاد عدداً من المعارك والعمليات العسكرية إلى جانب قوات الأسد في سوريا؛ إلا أنه فشل فيها وتكبدت قواته خسائر فادحة على أيدي الثوار؛ مما اضطر طهران إلى إقالته قبل أيام.
لكن حساب "دراسات إيرانية" على موقع "تويتر" أورد تغريدة صادمة لكل مَن صدّق أن "داعش" هي من قتلت اللواء "همداني" أمس في سوريا، كما قال إعلام إيران؛ لافتاً إلى خبر "سحام نيوز" -وهو موقع إخباري إيراني شهير- قبل أسبوع كان قد تَحَدّث عن عزل اللواء "همداني" وإعادته لطهران؛ متسائلاً: "كيف قتله داعش أمس؟!".
وأضاف: البعض بتفكيره الضيق لا يستطيع أن يفهم أن مشروع إيران أكبر من "همداني" و"تقوي" و"داعش"و "حالش"؛ باختصار، إيران تقتل حتى ضباطها وأبنائها؛ للوصول لمشروعها؛ مطلقاً تساؤلات كثيرة: "هل تمّت تصفية اللواء همداني بسبب خلافه مع حسن نصر الله؟ وهل اعتراف إيران بأن داعش هي من قتلته دعم إعلامي لداعش؟!".
وذكر أحد المنشقين عن "حزب الله" عبر تغريدات في حسابه في "توتير" قائلاً: "هناك خلافات بين "نصر الله" واللواء "همداني"، واليوم قُتِل "همداني" على يد اعش!".
وفي سلسلة تغريدات المنشق عن الحزب قال: تبادُل الاتهامات بين حسن نصر الله واللواء حسين همداني بسبب الفشل في سوريا، أزعج القيادة الإيرانية التي انحازت ل"نصر الله"، وطار "همداني".
وأضاف: "بعد أن قدّم اللواء حسين همداني تقريراً مفصلاً عن الفساد في "حزب الله" وكيف أصبح قادة "حزب الله" أغنياء بسبب السرقات المالية، تم إقالته".
وتابع المنشق: "همداني قدّم تقريراً لقيادة الحرس الثوري عن سرقات أسلحة حزب الله وبيعه في سوريا وفساد وضعف حزب الله في الحرب السورية".
وأضاف: "إقالة اللواء حسين همداني من قيادة قوات الحرس الثوري الإيراني بحجة ضعف أدائه في سوريا"؛ موضحاً أن "حزب الله" وضَع اللوم على اللواء حسين همداني؛ بسبب التقصير في قيادة الحرس الثوري، وعدم دعم جبهة الفوعة والزبداني، واتهمه بأنه سني"؛ كاشفاً أن "حزب الله" طلب تسريح وإقالة "همداني" من قيادة قوات الحرس الثوري الإيراني المقاتلة في سوريا لأنه سني".
وأضاف موقع "سحام نيوز": "كان همداني يشغل في السابق منصب مسؤول العمليات الخارجية في جهاز استخبارات الحرس الثوري؛ لكنه تَرَك منصبه بعد مشاكل مع "حسين طائب" الذي كان ضمن فريق التحقيق مع زوجة "سعيد أمامي"؛ مشيراً إلى أن "همداني" قد عيّنه "قاسم سليماني" قائد فيلق القدس؛ ليكون المنسق بين لواء "زينبيون" الباكستاني و"فاطميون" الأفغاني والميليشيات العراقية والقوات الإيرانية.
وأكد الموقع، أن "همداني" عُزِل بسبب فشله في إدارة عمليات الحرس الثوري المختلفة في سوريا، وأعيد إلى طهران، ولا يزال "همداني" يشغل حالياً منصب مسؤول العمليات اللوجستية في سوريا.
يُذكر أن ضغط رئيس استخبارات الحرس الثوري حسين طائب عن طريق اللواء محمد باقري على "قاسم سليماني" كان له الأثر في عزل حسين همداني.