أكد الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي، أن هيئة السياحة والتراث الوطني في المملكة العربية السعودية أحدثت نقلة مهمة في هذا القطاع الذي أصبح -خلال فترة وجيزة- ثاني أكبر قطاع موفّر للفُرَص الوظيفية لشباب المملكة العربية السعودية. وقال "الرفاعي" عقب مشاركته في اجتماعات وزراء دول سياحة مجموعة العشرين الذي انعقد في أنطاليا التركية أمس: "وجدنا أن تجربة المملكة العربية السعودية في تأسيس قطاع السياحة ودمج قطاع التراث الوطني إليه في وقت لاحق، نموذجاً مثالياً يُحتذى، وتجربة حققت نتائج قوية وملموسة خلال فترة وجيزة، وهذا الأمر لم يكن ليتحقق لولا إيمان الحكومة السعودية العميق بقضية السياحة وأثرها المباشر على حياة الإنسان، والعمل الدؤوب والمتواصل الذي بذله رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان على مختلف المجالات".
وأضاف: "قرار الحكومة السعودية بدمج قطاع التراث الوطني مع قطاع السياحة، يُعتبر لفتة ذكية، تعكس حرص الملك سلمان بن عبدالعزيز، على إبراز مكوّنات وطنه المتعددة وحضارته المتفردة للعالم، وقرار الدمج سيكون حتماً معززاً لقطاع السياحة وفاتحاً لآفاق أكبر".
وأردف: "للهيئة تجربة جيدة في إطلاق برنامجيْ الحِرَف والصناعات التقليدية، وكذلك المعارض والمؤتمرات".
وكشف عن إعجاب وزراء سياحة مجموعة العشرين بالعرض الذي قدّمه الأمير سلطان بن سلمان لهم، عن تجربة المملكة في تطوير أواسط المدن، وتأسيس برنامج وطني للحرف والصناعات اليدوية، وتأسيس شركات مملوكة للدولة لتطوير الوجهات السياحة، وتنفيذ المشاريع التي يحتاج لها السائح بسرعة فائقة.
وقال "الرفاعي": "وزراء سياحة دول مجموعة العشرين أُعجبوا بتجربة المملكة العربية السعودية في تأسيس قطاع نموذجي مرِن وفعال؛ وفق تجربة إدارية متفردة.. هذه التجربة التي لم يتجاوز عمرها 15 عاماً، وهي مدة قصيرة جداً في عمر الأمم".
وأضاف: "تم توطين الوظائف، وتوفير فرص العمل، إلى جانب تهيئة البيئة المناسبة للمستثمرين؛ من خلال التشريعات التي أصدرتها الحكومة السعودية في الفترة الماضية".
وأردف: "حتى وقت قريب كانت مفردة السياحة في المملكة وبعض البلدان العربية غير مرحّب بها؛ أما الآن فإننا نشاهد شباباً سعوديين قد انخرطوا في قطاعات السياحة، وهو أمر يعكس ثقافتهم التي نشأوا عليها، ونحن في المنظمة وجميع الدول أعضاء مجموعة العشرين ننظر ببالغ التقدير لهذه التجربة التي بدأت تُحَقّق نتائج ملموسة على أرض الواقع".
وقال "الرفاعي": "هناك تحديات كثيرة تواجه القطاع؛ وفي مقدمتها: عدم الاستقرار الأمني، والحروب التي انتشرت في كثير من البلدان العربية؛ وبرغم هذه الأوضاع؛ فإن المنظمة رصدت نمواً كبيراً في هذا القطاع، وتحديداً في دول الخليج العربي التي تشهد استقراراً أمنياً وتوفراً في الخدمات التي يبحث عنها السياح".
وأضاف: "قطاع السياحة قطاع عنيد لا يستسلم بسهولة إطلاقاً للتحديات، وهو قطاع نَشِط وفعال وموفّر للفرص الوظيفية الكبيرة".
وأردف: "وزراء سياحة مجموعة العشرين يعلمون أن من شأن القطاع أن يكون ركيزة أساسية لخلق الوظائف عالمياً؛ إلا أنه من غير المتوقع أن توظّف السياحة أناساً بدافع خيريّ؛ فالصناعة تحتاج إلى عاملين مؤهلين يُجيدون العمل وفق الثقافات المحلية لكل مجتمع، وهذا لن يتأتى إلا بالتدريب المكثّف، وهو ما تعمل عليه المنظمة".
وحول توفير الفرص الوظيفية للشباب من السياحة؛ كشف "الرفاعي": "في عام 2014، شَمِلَ قطاع السياحة أكثر من 265 مليون وظيفة حول العالم؛ بما يعادل 8.9% من مجموع الوظائف (1 من كل 12 وظيفة)، كما ساهمت في 9% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وهو رقم كبير يعكس أهمية هذا القطاع".