"أصبتُ مرتين دفاعاً عن وطني.. ما أتمناه الآن العودة لمشاركة زملائي المرابطين الذين يدحرون المعتدين عن حدود وطننا الغالي، من ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح".. هذه الأمنية التي كرّرها العريف "مطاعن طميحي" أحد المصابين في الحادث الذي استُشهد فيه العقيد "غشوم" والوكيل رقيب "هزازي"، في رسالة بالغة الدلالة بما يقدّمه جنودنا المرابطين على الحد الجنوبي من تضحيات لأجل تراب الوطن. وقال "طميحي": "الذين يحاولون المساس بأرض وتراب هذا الوطن الغالي؛ لن يُثنيني شيء عن قتالهم، بعد أن يمنّ الله عليّ بالشفاء من الإصابة التي تعرّضتُ لها أمس الأول".
وكشف أن هذه الإصابة تُعَدّ الثانية التي يتعرض لها منذ بدء العمليات العسكرية ل"عاصفة الحزم" ومرحلة "إعادة الأمل"، التي يُنَفّذها عدد من دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ضد ميليشيا الحوثيين والمخلوع صالح؛ مشيراً إلى أنه تَعَرّض في أواخر شهر رمضان الماضي لإصابة طفيفة حينها؛ نتيجة تبادل إطلاق النار مع الأعداء، وبعد أن تَمَاثل للشفاء عاد مشاركاً مع زملائه في الميدان مرة أخرى وبهمة عالية.
وقال "طميحي": "حُزن بداخلي وبداخل جميع زملائي فور تلقينا نبأ استشهاد زميليْنا العقيد الدكتور حسن غشوم، ووكيل الرقيب عبدالرحمن هزازي اللذين استُشهدا في ميدان المعركة، وهما يدافعان عن حدود هذا الوطن في الحد الجنوبي".
ووصف القائد، الشهيد "غشوم"، بأنه قائد بالفطرة يمتلك عدة صفات كالشجاعة والتواضع، ولا تفارقه الابتسامة؛ مقدماً التعازي والصبر والسلوان لذوي الشهيدين.
ويشار إلى أن مدير عام حرس الحدود اللواء بحري عيد بن عواد البلوي، قد شارك في تشيع جثمان الشهيدين "غشوم" و"الهزازي"، عصر الأمس، بجامع خادم الحرمين بجازان وسط جمع كثيف من ذوي الشهداء.
وقام "البلوي" بزيارة للمصابين المنومين في مستشفى جازان العام الرقيب حسن عبدالله صميلي، والعريف مطاعن محمد طميحي، بعد تعرّضهم لإصابات متفرقة أثناء أدائهم واجبهم الوطن بالحد الجنوبي بقطاع الخوبة؛ حيث أبلغهم تقدير ولاة الأمر -حفظهم الله- على ما يقدمونه من تضحيات في سبيل حفظ أمن حدود هذا الوطن الغالي.
وكان المتحدث الأمني لوزارة الداخلية قد صرّح بأنه عند الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة الموافق 12/ 12/ 1436ه، وأثناء سير مجموعة من دوريات حرس الحدود على الطريق المخصص لها بمحاذاة حدود المملكة في قطاع الحرث بمنطقة جازان، تَعَرّضت لانفجار لغم؛ مما نتج عنه تضرر عدد من المركبات ومغادرة مستخدميها منها.
وأضاف، أنه عند شروعهم في مواصلة مهامهم بالدوريات المساندة التي توجهت لنقلهم، تعرضوا لإطلاق نار كثيف من مَواقع مختلفة داخل الأراضي اليمنية؛ حيث بادروا على الفور باتخاذ مواقع واقية، وتبادلوا إطلاق النار مع العناصر المعادية؛ حتى تمت السيطرة على الموقف.
وقد نتج عن تبادل إطلاق النار: استشهاد قائد قطاع حرس الحدود بالحرث العقيد الدكتور/ حسن غشوم عقيلي، ووكيل الرقيب/ عبدالرحمن محمد الهزازي، وإصابة 4 أفراد من زملائهما بإصابات طفيفة.