استنكر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب محاولات إيران استغلال حادث تدافع الحجيج في منى أمس في النيل من سمعة المملكة. وقال "آل طالب" في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: "من السخرية المريرة أن يصطنع النواح على "شهداء منى"من له تاريخ إجرامي في الإلحاد في الحرم بقتل وتفجير فيه وإدخال أسلحة وترويع للحجاج وتهديد للحجيج ومحاولات لصد الناس عنه".
وأضاف: "من عجائب متصنعي البكاء على أرواح المسلمين ومظهري الحرص على دمائهم أنهم هم الذين يبعثون عشرات الميليشيات في العراق وفي اليمن وسوريا لقتل مئات الألوف من المسلمين وتهجير الملايين ولتخزين المستودعات الضخمة للأسلحة في كثير من بلاد المسلمين وهم الذين يغرسون الكراهية في نفوس المخدوعين بهم وتلقينهم شعارات تتوعد بالذبح ثلاثة أرباع المسلمين".
وأردف: "كفى الله المسلمين شرهم وهدى المضلل والمغرر منهم، فلأولئك الراقصين على الجراح وهم أشد ما يكونون فرحا لوقوعها، نؤكد أن ورقة التقية قد سقطت وحزم المتشكك فيكم أمره وبان الصبح لكل ذي عينين وميز الله في نفوس كثيرين الحق من الباطل والعدو من الصديق".
وتابع: "إنها لصرخات اليائس وهمهمة المفضوح فما زادتكم الأيام إلا فضحا ولا الحوادث إلا قرحا وأبشروا بما يسر المسلمين ويسوؤكم ويكشف الغمة عن العرب والمسلمين ويكبتكم".
وقال الشيخ صالح آل طالب: "من فجور الخصومة أن يستغل أناس الحدث في التشكيك في الجهود أو الانتقاص من البذل، وقد شهد العالم من عظيم البذل وفائق العطاء".
وأضاف: "المملكة العربية السعودية برجالاتها وأجهزتها ومؤسساتها تبذل جهودا هائلة لخدمة الحجاج والمعتمرين والزائرين منذ عشرات السنين، والدولة تدير موسم الحج بكل كفاءة واقتدار ورعاية تدعو للفخار ولن يضير ذلك أو ينقصه حادث عرضي نجم عن تزاحم أو تدافع بعض الحجاج أو مخالفة لتوجيهات أو تعليمات".
وأردف: "فإذا كان قدر الله أن يختار بعض عباده شهداء في أحسن حال لهم وأشرف مكان، ويبتلي آخرين بإصابة يؤجرون عليها، فإن من غير المقبول أبدا أن تصادر كل الجهود والإنجازات، وأن يكون ذلك مدعاة للتشفي والمزايدات، ومن اللؤم والدناءة التطبيل على مصاب مسلم، واستغلال مصابه لتحقيق مآرب دنيوية أو مكاسب سياسية".
وتابع: "المملكة بحمد الله قادرة على إدارة شؤون الحج بلا مزايدات، ولها السيادة بلا منازع على ما شرفها الله به من خدمة الحرمين الشريفين وقد نص دستورها ونظامها الأساسي للحكم على ذلك والعمارة التي تمت وتتم للحرمين الشريفين ورعايتها ورعاية قاصديهما شاهرة للعيان وقد أحاط الله بيته وضيوفه بالأمن والطمأنينة في أيام يضطرب فيها العالم وتشتعل نار الفتن والحروب، والحمد لله الذي سخر لبلده الحرام حماة صادقين حفظ الله بهم الدين وحفظ الله بهم العباد والبلاد".
وقال "آل طالب": "إذ نحمد الله على نعمائه في تيسير حج مئات الألوف من الحجاج وحفظهم، فإننا حزينون على الحادث الذي قدره الله على بعض الحجاج يوم أمس ولاقوا وجه ربهم في حادث التدافع المؤسف في منى ولا نقول إلا ما يرضي ربنا بلا سخط أو اعتراض على مقاديره".
وأضاف: "ينبغي في الوقت الذي تبحث فيه أسباب وقوع الحادث لتلافي أمثاله مستقبلا ومحاسبة المقصر حاضرا، ألا تهدر جهود عشرات الآلاف من المنظمين وخدم ضيوف الرحمن والذين رافقوا الحجيج في كل خطواتهم تنظيما ومتابعة يؤمنون السبل وينظمون الحشود ويعتنون بالمرضى ويهدون التائه ويرشدون الحجيج ويطعمون الجائع ويسقون العطاش ويعينون العاجز".
وأردف: "فلأولئك الباذلين مهجهم وجهدهم في خدمة الحجيج؛ الشكر والعرفان والدعاء والابتهال لله عز وجل فآجرهم الله وضاعف مثوبتهم، وما يخفي من جهد القائمين بخدمة ضيوف الرحمن أكثر مما يظهر للناس".