لفت سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ في خطبة عرفة النظر إلى أن المملكة هبت إلى نصرة اليمن بكل ما يمكن من قوة ليخلصوا اليمن السعيد من ظلم الظالمين وعدوان المعتدين عندما استهدفهم الأعداء وقصدوهم بالشر والبلاء. وقال سماحته " إن الجماعة الحوثية جماعة مجرمة آثمة ظالمة تحمل فكراً خبيثاً سبوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفروا خليفتي المسلمين أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - في منابرهم وفي مجتمعاتهم يسبون الصحابة ويلعنونهم ويقولون فيهم ما الله به عليم من الكذب والافتراء، وقالوا في عائشة - رضي الله عنها - كذباً وزورا ".
وتابع يقول " جماعة الحوثي جماعة منحرفة وخبيثة مناوئة لأخلاق المسلمين مع ما يقومون به من نشر الفوضى في بلاد الإسلام ليستغل أعداء الإسلام ويستغلوا ثروتهم وخيرهم ويهددوا أمن جوارهم.
وكان سماحته قد أشار إلى أن العهد السعودي يتشرف قادته بخدمة الحرمين الشريفين والاعتناء بهما عناية فائقة، مؤكداً أن هذه الدولة تميزت بخصائص عده حيث قامت على الإسلام وتطبيق كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى الله والتوحيد ونبذ الشرك، وأنها تتفق مع دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التي وجدت القبول في الأرض.
وقال " أيها المسلمون ومن خصائص هذه الدولة أنها أقامت شريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مستشهدا بقول الله سبحانه وتعالى " وَلْتَكن مِّنكمْ أمَّةٌ يَدْعونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمرونَ بِالْمَعْروفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمنكَرِ وَأولَئِكَ هم الْمفْلِحونَ ". وكذلك اهتمت بمكافحة الجريمة ومعاقبة مرتكبها، والمحافظة على الهوية الإسلامية والعربية وأصالتها، كما أنها تقوم بحل مشاكل الآخرين عندما تضيق بهم الأمور وتحل المصائب، وتنافح عن قضايا الأمة والإسلام والمسلمين في المحافل الدولية وتقف أمام كل خطر محدق بالأمة "، مؤكداً حرص المملكة على وحدة الأمة الإسلامية فيما يهم الشعوب واستقامتهم.
وأضاف: " إن أعداء الإسلام يكيدون للإسلام ويتربصون به الدوائر ويكيدون لأهله لكي يدمروا الأمة ويقضوا على كيانها فمنهم أعداء خارجين عن دار الإسلام ومنهم أعداء متربصون بالإسلام يلبسون ثياب الإسلام كذباً وزورا، ويرفعون شعارات الدفاع عن الأمة الإسلامية لخداع الجهلة والعوام بالمخططات السيئة والخبيثة وهذا دليل واضح على أنهم لا يريدون للأمة إلا الشر والتمزيق والتشتيت ".
وقال سماحة مفتي عام المملكة: "أمة الإسلام.. لقد نبت بيننا من أبناء السوء من عرفوا بانحراف أخلاقهم وطيش عقولهم شذوا عن جماعة المسلمين وخرجوا عنهم وكفروهم واستباحوا دماءهم بالأعمال الانتحارية فدمروا مساجد الآمنين، ونسبوا قولهم السيء ورأيهم الخبيث إلى الإسلام كذباً وزورا، والله يعلم أنهم لكاذبون يريدون بذلك تأخر الأمة لتكون أمة متخلفة، داعياً إلى التصدي لهذه الفئة الضالة وردها وبيان أخطائها والتعاون لكشف خفاياها لأن وجودها في المجتمع المسلم فيه ضرر عظيم.. تبث أفكاراً في عقول أبنائنا الصغار، وارتكبوا جرائم العدوان فيجب التصدي لهذا الفكر الخبيث.
وتطرق آل الشيخ، إلى ما جاء به الإسلام من نظام عادل بين الناس جميعا، حيث حرم التعدي والظلم، يقول صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل أنه قال: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما.
وقال: " هيأ الإسلام للفرد حياه كريمة يعيش كما أكرمه الله وذلك بإعطاء كل ذي حق حقه، ومن ذلك حق الدماء والأموال والأعراض وما يؤدي إلى التعدي لا سمح الله ولذلك يقول تعالى ((وَلاَ تَقْتلواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّه إِلاَّ بِالْحَقِّ))، ويقول صلى الله عليه وسلم: من قتل معاهدا لم يذق رائحة الجنة، كما حث الإسلام على الأمن فنهى أن يروع المسلم أخاه المسلم أو يشير بالسلاح عليه فيقع في حفرة من النار ".
وأكد أن دين الإسلام دين إيمان وعمل عقيدة وسلوك، فهو إيمان مرتبط بالسلوك وقول وعمل وما ذكر في القرآن الكريم من صلاة وزكاة وصلة رحم كل ذلك دليل على ارتباط الإيمان بالعمل وأن الإيمان وحده لا يكفي إلا بأعمال صالحة تدل على قوة الإيمان وأن هذه الأعمال الصالحة منطلقة من إيمان صحيح.