صدر عن "دار طوى للنشر" في لندن كتاب "أيام في البحرين... قراءة في عين العاصفة"، وهو أول كتاب يتحدث عن أزمة البحرين الأخيرة، يروي فيه الكاتب الصحافي أحمد الطويان مشاهداته ومتابعاته للأحداث التي هزّت الخليج العربي في توثيق لما عايشه في تلك الأثناء، وذلك خلال مهمته الصحافية في تغطية الأخبار التي عصفت بمملكة البحرين خلال شهر مارس المنصرم. وقال الكاتب الطويان ل"سبق": شاهدت بعيني وسمعت بأذني وحاولت أن أنقل حقيقة ما جرى" . ويضيف الكاتب: "البحرين تعرّضت لمؤامرة حقيقية، وأستغل المتآمرين فئة من الشعب، وضخموا المطالب الحياتية لتصبح مطالب سياسية تستهدف استقرار الخليج ولفرض واقع جديد في المنطقة يخدم إيران". وأكّد الطويان: "أن البحرين ظلمها الإعلام الغربي الذي استغرب الجميع تحويله الضحية إلى مجرم والقاتل إلى مظلوم! وشدّد على أن إيران تحاول إيهام الجميع بأنها حامية الشيعة، ولكن الواقع هي تعادي العرب من منطلق عنصري، والعرق مقدّم على الانتماء المذهبي في تعاملها مع أي إنسان، فأحمدي نجاد يمارس عنصرية هتلرية حقيرة، مدّعياً الدفاع عن قضايا العرب، ولكن يجب أن يستوعب الدرس فالبحرين بسنتها وشيعتها عربية خليجية، والمؤامرة كشفت". الكتاب فيه ستة فصول، تتضمّن قصصاً واقعية ورصداً سياسياً، وتميز مدخل كل منها باقتباس للشاعر والوزير الراحل الدكتور غازي القصيبي، ويسلّط الكاتب في قراءته الضوء على الإرث التاريخي والحضاري لمملكة البحرين، ويقول: "تجمّع البحرين بين قدر الجغرافيا وحكمة التاريخ". ويضيف: "إذ يعود تاريخ مملكة البحرين إلى أكثر من 5000 عام عندما كانت مركز حضارة دلمون، التي كانت مسيطرة على الخطوط التجارية بين الحضارة السومرية وحضارة وادي الإندوس "السند". ويشير إلى سبب تسمية البحرين "ففي القرن الميلادي الأول كان يطلق على البحرين "تايلوس" عندما اكتشفها نيرخوس مع تصاعد النفوذ الإغريقي وتزايد قوة الإغريق، وكانت تايلوس مركز تجارة اللؤلؤ وسميت جزيرة المحرق باسم "أرادوس". الجدير بالذكر أن مدينة عراد لواقعة في محافظة المحرق الآن أخذ اسمها من ذلك المسمى". ثم ينتقل إلى حقيقة مجريات الأحداث في تلك الفترة المصيرية التي لم يعانِ منها الشعب البحريني فحسب، بل كافة شعوب المنطقة في الخليج العربي، ويقدمها من خلال رؤية مهنية موضوعية وحيادية لكافة مشاهداته التي اختبرها بنفسه، حيث يصف مشاهداته منذ لحظة الهبوط في مركز الحدث، وذلك في الأسبوع الثاني للاضطرابات التي اكتسحت المنطقة ليتفاجأ بخواء ضرب المطار الذي كان يعج نشاطاً وحيوية. يصف الطويان: "نزلتُ إلى مطار البحرين الدولي من طائرة شبه خالية قادمة من دبي. المطار بلا روح ورجال الجوازات والأمن متأهبون"، ويتابع: "كان الأسبوع الثاني للاضطرابات. لا شيء يدعو إلى الابتسامة، كنت متهيئًا للظرف الاستثنائي الذي اضطرتني ظروف عملي لمواجهته، وعلى رغم من ذلك تأبى النفوس المجبولة على الأخلاق العربية الأصيلة والفطرة الطاهرة إلا أن تُعبر للزائر عن مشاعر المودة والفرحة بمقدم الضيف". ويتنقل الصحافي الطويان في مشاهداته لوصف المكان الذي يعد رمزاً لمملكة البحرين والذي استغله البعض لترويج دعاية مغرضة عن ما أطلقوا عليه تجاوزات القيادة في البحرين . ويستهل الفصل الثالث الذي أطلق عليه دوار اللؤلؤة بقوله: "في دوار اللؤلؤة، كان أبو لؤلؤة المجوسي حاضرًا، بالتحريض والتآمر ، هكذا يرى معارضو الاعتصامات" ويتابع: "ويمكن القول إن ما حدث طوال شهر كامل في مملكة البحرين، ليس تظاهرات سلمية، تبحث عن إصلاحات سياسية واقتصادية، بل عمل منظم له ارتباطاته الخارجية ويعتمد على أساليب عسكرية احترافية تفوق إمكانات المواطنين المدنيين العزل، ويهدف إلى قلب نظام الحكم وتدمير البنية الاقتصادية للبلاد؟". ويؤكد الطويان في كتابه اللحمة الخليجية في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وذلك من خلال مشاهداته في فصله الرابع الذي حمل عنوان "العمق الخليجي: خليجنا واحد"، ويشير : "في الشدائد، تظهر معادن البشر، وفي الأزمات تتضح الحقائق وتسقط الأقنعة.وهكذا الحال في الأحداث المؤسفة التي شهدتها مملكة البحرين طوال نحو شهر من الزمان.