أصدرت الأمانة العامة للهيئة العالمية للعلماء المسلمين بياناً حول مأساة اللاجئين السوريين، مؤكدة أن الضمير الإنساني العالمي والمحافل الدولية ومنظمات حقوق الإنسان وجميع الدول ملزمة بتدارك الكارثة الإنسانية ورفع المعانة عن هؤلاء المهجرين. وطالبت "الهيئة" المسلمين، دولاً وشعوباً، بمناصرة الشعب السوري المكلوم، والتخفيف من آلامه وإيواء المشردين، وتلبية احتياج المحتاجين.
ودعت الشعب السوري إلى الوعي بمخطط تهجيره وإحلال آخرين مكانه، مشيرةً إلى أن البقاء في البلد ومواجهة الظلم أجره عظيم، وشددت على أن الحل يكمن في نزع أساس الفتنة من السلطة.
وفيما يلي نص البيان الصادر عن "الهيئة": الحمد لله القائل: (إنما المؤمنون أخوة)، والصلاة والسلام على نبي الرحمة والهدى القائل:(المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يخذله)، والقائل: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). وبعد:
فإن الأمانة العامة للهيئة العالمية للعلماء المسلمين تابعت بحزن عميق الوضع المأساوي المؤلم للطوفان البشري الهائل من المهجرين السوريين الذين أرغمتهم على الخروج من ديارهم ممارسات النظام الظالمة وآلته الحربية المدمرة، والبراميل المتفجرة الطائشة التي يرميها عليهم بطائراته في كل مكان، والتهجير القسري لأهل السنة بهدف تغيير البنية الديمغرافية للبلد، كل ذلك جعل الناس يفرون من ديارهم هائمين على وجوههم في الأرض يبتغون السلامة والأمن في بلاد المهجر فركبوا قوارب الموت عابرين البحار أملاً في النجاة فتعرضوا للكوارث والمذلات، فمرض منهم العديد ومات منهم الكثير، وزاد معاناتهم اصطحابهم للأطفال والمستضعفين من الرجال والنساء.
وأمام هذه الكارثة الإنسانية الكبيرة التي أصابت عشرة ملايين مهجراً في داخل سوريا، وأربعة ملايين في خارجها فإن الأمانة العامة للهيئة تؤكد على ما يلي:
1/ تناشد الضمير الإنساني العالمي والمحافل الدولية ومنظمات حقوق الإنسان وجميع الدول تدارك هذه الكارثة الإنسانية ورفع المعانة عن هؤلاء المهجرين.
2/ تطالب المسلمين دولاً وشعوباً مناصرة هذا الشعب المكلوم، والتخفيف من آلامه
وإيواء المشردين، وسد احتياج المحتاجين، ورحمة هؤلاء الضعفاء، وتذكرهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من لا يرحم لا يرحم).و(الراحمون يرحمهم الرحمن).
وقوله عليه السلام: (ما من أمريء يخذل مسلماً في موضع ينتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته).
3 / تدعو الشعب السوري الأبي إلى التفطن واليقظة لمخطط عدوهم الذي يعمل على تهجيرهم من بلادهم وإحلال الموالين له مكانهم، وتدعوهم للصبر والمصابرة، وعدم تمكينه من ذلك فالبقاء في البلد لمواجهة هذا الطغيان ثوابه عظيم وأجره كبير.
4 / تؤكد الهيئة على أن الحل الشامل للقضية السورية التي طال أمدها لن يتحقق إلا في انتزاع أساس الفساد والطغيان وهو نظام الأسد، وعلى جميع الدول الصادقة والمحبة للسلام التعاون والتناصر الصادق في ذلك.
نسأل الله العلي القدير أن يكشف الغمة عن هذه الأمة، ويهيئ لها من أمرها فرجاً، ومن ضيقها مخرجاً، ويعجل لها بالنصر.
إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.