رفض كتاب صحفيون الضجة التي أثيرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن المشجعات اللاتي ظهرن في مباراة السوبر السعودي بين الهلال والنصر التي أقيمت في لندن، مؤكدين أن هؤلاء الفتيات لا يمثلن إلا أنفسهن وأن ما جرى بحقهن أمر غير معقول ويمثل جريمة سب وقذف يجب أن يعاقب صاحبها، فيما يرى كتاب آخرون أنه كان يجب تطبيق الأنظمة المعمول بها في المملكة بشأن الدخول والملابس على ملعب تم استئجاره من قبل اتحاد القدم السعودي. يمثلن أنفسهن وفي مقاله "حسبة عابرة للقارات" بصحيفة "عكاظ" يقول الحربي "لم يكن ينقص المعلقين على صور مشجعات مباراة السوبر السعودي بين الهلال والنصر التي أقيمت في لندن سوى مطالبة اتحاد كرة القدم بانتداب فريق حسبة ".
ثم يؤكد الحربي أن "الفتيات اللواتي حضرن المباراة.. بالتأكيد لا يمثلن أحدا.. بل يمثلن أنفسهن.. لقد حضرن أصلا إلى هنا خصيصا كي يمثلن أنفسهن فقط وذواتهن وليس أي أحد آخر.. لذلك فإن حجم ما قرأناه في وسائل التواصل الاجتماعي من قذف واتهامات وتشنيع هو أمر غير مسؤول وغير معقول وغير مقبول ويتخطى حدود الذهول.. لأن لا شيء يستدعي كل هذا الضجيج وكل هذه البذاءات.. فصور المشجعات في المباريات الدولية لا تنقطع، أما صور المشجعات السعوديات فقد ظهرت أكثر من مرة في المباريات التي يلعبها المنتخب أو الأندية السعودية خارج البلاد".
سب وقذف أما الكاتبة الصحفية سمر الحيسوني، فاعتبرت أن ما جرى على مواقع التواصل جريمة سب وقذف يجب معاقبة أصحابها، وفي مقالها "الخائضون في أعراض المسلمين!" بصحيفة "المدينة" تقول الحيسوني "ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بألفاظ غير لائقة في حق بنات وسيدات سعوديات لخروجهن بدون حجاب لدرجة التعدي على أعراضهن وأهاليهن بكلمات لا تليق بنا كمجتمع إسلامي يعرف حدود دينه وشريعته، فظهور نساء متبرجات لا يعطي الحق لأي شخص كان الخوض في أعراضهن فعقوبة القذف أعظم وأكبر من عقوبة التبرج، قال تعالى: (والَّذِينَ يؤْذونَ الْمؤْمِنِينَ والْمؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبوا فَقَدِ احْتَمَلوا بهْتَاناً وإِثْماً مبِيناً) والمعنيّون بالوعيد في هذه الآية هم الذين يستطيلون في أعراض المسلمين ظلماً وعدواناً وقال جلّ وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمونَ الْمحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمؤْمِنَاتِ لعِنوا فِي الدّنْيَا والآخِرَةِ ولَهمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)".
وتضيف الكاتبة "يجب معاقبة كل من فعل هذا الفعل الشنيع والخوض بأعراض الناس وتحمل القاذف مسؤولية هذه الجريمة في حالة رفع دعوى ضده. وأخيراً يجب علينا أن نتقى الله والعلم بأن رمي المحصنات من الكبائر التي يعاقب عليها كل من يقوم بهذا العمل، فهناك العقاب الرباني ومن ثم العقاب القانوني مثل السجن والجلد والتعويض المادي".
المتلصص وتعتبر الكاتبة الصحفية بشائر محمد أنه تم التلصص على هؤلاء الفتيات في ملعب لندن، وأن المشكلة تكمن في هذا التلصص والتصوير وفي مقالها " سوبر لندن والخصوصية السعودية" تقول الكاتبة "ما حدث في سوبر لندن من تلصص وتصوير للفتيات السعوديات اللواتي حضرن المباراة، هو في الحقيقة خصوصية سعودية بامتياز، وأعتقد أن المصور الكامن لهؤلاء الفتيات سعودي الفكر والهوى، هناك البعض من أبنائنا اعتاد على التلصص بشكل عام بحثا عن منكر للنهي عنه أو تغييره، وكأن الشرط النبوي برؤية المنكر -لا البحث عنه- لم يعجبه، وتزداد الحالة حدة مع النساء".
أنظمتنا ولندن وفي المقابل يلقى الكاتب الصحفي سليمان العطني باللوم على منظمي المباراة، لأنه كان يجب تطبيق الأنظمة المعمول بها في المملكة بشأن الدخول والملابس على ملعب تم استئجاره من قبل اتحاد القدم السعودي، وفي مقاله " السوبر والهوية" بصحيفة "الاقتصادية" يقول العطني "هل يسوغ إقامة اللقاء في أرض غير سعودية أن يتم تناسي وترك الأنظمة المعمول بها في الداخل خاصة أن الملعب تم استئجاره من قبل اتحاد القدم السعودي؟ فله كامل الحق والصلاحية في التعميم والتوضيح لمن سيحضر بأن المباراة تعكس هوية المجتمع السعودي وثقافته؛ لذا فتسري عليها الأنظمة والنظام المتبع داخليا، فهل تغير شيء واستجد ما يجعل الممنوع في الداخل مسموحا ومتاحا خارج الحدود؟ وهذه تحتاج إلى وقفة؛ فدخول البعض بشكل لا يعكس الهوية السعودية أمر يحسب على المنظم فالعمل على تلافي هذه الأخطاء أمر مهم لاستمرار إقامتها خارج الوطن وإلا فالملاعب هنا أجمل وأكثر استيعابا وأقل تكلفة، فدعوا لعبة الفقراء لهم واستمتعوا بسواها".