وافق مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس اللجنة الإشرافية على سوق عكاظ الأمير خالد الفيصل، على مشروع تطوير خيمة سوق عكاظ، والذي يأتي ضمن سلسلة مشاريع التطوير السنوية للسوق. وأوضح المدير التنفيذي لسوق عكاظ الدكتور راشد الغامدي، أنه سيتم تنفيذ مشروع تطوير الخيمة الحالية؛ لتكون إضافة جديدة لبرامج السوق ونشاطاته الثقافية التي تشمل المحاضرات والندوات الشعرية؛ حيث ستكون حاضنة لجميع البرامج والأنشطة الثقافية؛ فضلاً عن حفل الافتتاح الرسمي الذي يستضيف نخبة من الشخصيات الثقافية والفكرية من داخل وخارج المملكة؛ مشيراً إلى أن أمير منطقة مكة يتابع تفاصيل تنفيذ مشروع تطوير خيمة سوق عكاظ؛ معتبراً أن تطوير مشروع الخيمة يأتي ضمن سلسلة المشاريع لسوق عكاظ سنوياً.
وبيّن "الغامدي"، أن المساحة الإجمالية لموقع مشروع خيمة سوق عكاظ الحالي يبلغ 7000 متر، ضمن إجمالي مساحة الأرض التي تملكها السوق، والبالغة تسعة ملايين متر مربع؛ فيما تبلغ مساحة الخيمة 2572 متراً، وهي عبارة عن مدرجات مواجهة لصخرة عكاظ التاريخية؛ فيما ستتم تغطية المدرجات والمنطقة المواجهة للصخرة بخيمة تم تصنيعها وتوريدها من شركة يابانية متخصصة.
وأفاد المدير التنفيذي لسوق عكاظ أن مشروع الخيمة يتكون من ثلاثة أجزاء، يمثل الجزء الأول المبنى الرئيسي، ويشمل الدور الأرضي الذي يحتوي على 3061 مقعداً؛ فضلاً عن قاعات انتظار، ومكاتب، وخدمات مساندة، وقاعات محاضرات ومناسبات؛ فيما يحتوي الجزء الثاني على عشرة أبراج موزّعة على المبنى الرئيسي، بارتفاعات تترواج بين ستة أمتار إلى 33 متراً، وهي أبراج يحتوي بعضها على الأنظمة الميكانيكية والكهربائية اللازمة لتشغيل المبنى الرئيسي، كما أنها تدعم الشكل المعماري المناسب لأهمية المشروع؛ أما الجزء الثالث وهي الخيمة فهي تغطي المبنى الرئيسي بالكامل مع المنطقة المقابلة لصخرة عكاظ، وترتكز على دعائم معدنية.
وقال: "من المقرر أن يحتضن مسرح خيمة سوق عكاظ هذا العام، حفل الافتتاح الذي يشمل عدداً من الفقرات؛ من بينها: تكريم الفائزين بالجوائز، وهم: هزبر محمود من (العراق) شاعر عكاظ، وحسن طواشي شاعر شباب عكاظ من (السعودية)؛ حيث سيتقلدان بردة عكاظ، كما سيقدمان القصائد التي فازا بها، كما سيتم تتويج الفائزين بأصحاب المراكز الأولى في جائزة التصوير الضوئي، وهم: حسان مبروك العتيبي من (السعودية)، وأحمد عبد الله الشكيلي من (عمان)، وأحمد ذباح الشمري (السعودية)، والفائزين بالمراكز الأولى الثلاثة في جائزة لوحة وقصيدة، وهم: ناصر إبراهيم الضبيحي، ومنيرة صالح الحبسي، وسكنة حسن علي من (السعودية)، والفائزين بالمراكز الأولى في مسابقة الخط العربي، وهم: حيدر عبدالله زياد من (العراق)، وإبراهيم عبدالعزيز مصطفى من (الأردن)، وعبدالمحسن محمد نصر من (مصر)".
وحول حفل افتتاح سوق عكاظ في نسخته التاسعة، أوضح المخرج فطيس بقنة، أن الحفل سيكون مختلفاً عن كل عام من ناحية الشكل والإخراج المسرحي؛ حيث سيقدم شاعران شابان برنامج الحفل الافتتاحي والرسمي للسوق، وهما حيدر عبدالله الحائز على لقب شاعر شباب عكاظ في العام 1434ه، والشاعر الشبا مفرح الشقيقي؛ مما سيعطي الحفل صورة مختلفة ومفاجئة إذا ما تمت مقارنته بجميع الأعوام السابقة؛ ملمحاً إلى أن حفل الافتتاح سيخرج من عنق البرتوكولات الخاصة بالاحتفالات الرسمية -مشيراً إلى وجود أوبريت- وبطريقة فنية مختلفة تماماً؛ حيث يستغرق الحفل كاملاً قرابة ساعة وعشرين دقيقة.
وبيّن: "يشهد حفل الافتتاح أيضاً، عرض مسرحية "سراة الشعر والكهولة" التي تجسّد شخصية الشاعر لبيد بن ربيعة، وكتبها الكاتب المسرحي صالح زمانان ويخرجها فطيس بقنة، ويجسّد شخصية لبيد بن ربيعة الممثل الأردني منذر الرياحنة، ومن بطولة الفنانين السعوديين ذوي الخبرات على المسرح، وهم: إبراهيم الحساوي، وتركي اليوسف، ونايف خلف، وخالد الصقر، وشجاع الشباطي، وغيرهم".
وبحسب مخرج المسرحية فطيس بقنة؛ فإن أغاني الجوقة في المسرحية ستكون من قصائد الشاعر لبيد بن ربيعة؛ فيما وضع ألحانها الموسيقي خالد العليان؛ متوقعاً أن مسرحية هذا العام ستكون مختلفة كلياً عما قُدّم في الأعوام الماضية؛ من حيث المعالجة في النواحي البصرية والمضمون الفني والتوثيقي؛ مشيراً إلى أن السبب في ذلك يعود إلى عامل التهيئة الفعلية للعمل المسرحي بشكل عام، الذي كتب بعناية واهتمام؛ حسب تأكيده.
وأكد "بقنة" أن مسرحية لبيد بن ربيعة (سراة الشهر والكهولة) حَظِيَت هذا العام بمجموعة نخبوية من النجوم من الممثلين؛ فضلاً عن طاقم الإنتاج من منفذين ومهندسين ومصورين ومهندسي إضاءة وصوت؛ حيث تم الاستعانة هذا العام بطاقم يحمل تجارب عالمية؛ خصوصاً في الأوبرا والمسرح الإيطالي؛ معتبراً أن الزخم الفني الكبير سيكون -بإذن الله- سبباً في نجاح العمل وحصوله على إعجاب الزائرين والضيوف؛ مؤكداً أن العمل جارٍ على قدم وساق للتحضير للبروفات النهائية؛ حيث سيكون العرض في المسرح المفتوح.
واختتم بقوله: "وتقدم مسرحية لبيد بن ربيعة في أربعة فصول، استخدم الكاتب فيها الفنتازيا والشخصيات المركبة التي تعبر عن تطورها من خلال الحوارات والاستعراض الإيحائي في تناول الشاعر، كما يتميز هذا العمل المسرحي بطرح العديد من القضايا الثقافية في العالم العربي؛ مرتكزاً على ثنائيات الشرق والغرب، والماضي والحاضر، والحقيقة المحضة والأسطورة العربية الباهرة، التي تحرر الإنسان عبر روحانية خالصة؛ فتنقله إلى عوالم أخرى، وتسمح له بكسر "الزمان"؛ فاتحة مصراعيها على أسئلة وابتكارات وألغاز.