كشف بلاغ تقدّم به عمّ فتاة (15 سنة) إلى شُرطة محافظة الطائف أمس، عن إقدام زوجة والد الفتاة على تعذيبها منذ سنوات، مستخدمة في ذلك وسائل وأدوات بشعة كالضرب والحرق والكي بالنار. وتشير التفاصيل إلى أن الفتاة التي تدرس بالمرحلة المتوسطة، لاقت العذاب ألواناً؛ ما بين ضرب وحرق وكي بالنار، بخلاف الإهانات، من زوجة والدها بعد أن طُلِّقت والدتها منه. ولم تجد الفتاة من يُدافع عنها في ظل تهديد زوجة أبيها لها مرات عديدة، إلا أنها فجّرت ذلك الصمت والخوف بشجاعة بالغة، عندما هاتفت شقيق والدها، وأبلغته بأنها تُعذّب. واتفق معها عمها على أن تخرج من المنزل، لإنقاذها، وبعد خروجها توجّه بها لمركز شرطة الشرقيةبالطائف، وهُناك تقدّم بالبلاغ مُصطحباً معه "الضحية" بمُساعدة مُمثل عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، عادل بن تركي الثبيتي. وكان الثبيتي قد تلقّى اتصالاً من عم الفتاة، ووجّهه بتقديم بلاغ لدى الشُرطة؛ ليتم اتخاذ الإجراءات المعمول بها في قضايا العنف الأسري. واستُدعي الأب وزوجته "المُتهمة"، وفتح ملف التحقيق بعد أن تم إرسال الفتاة لمُستشفى الملك فيصل بالطائف. وأوضح الكشف الطبي على الفتاة وجود بعض الآثار للحروق والضرب في أنحاء مُتفرقة من جسدها. وأوضح مُمثل الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالطائف، عادل بن تركي الثبيتي، ل"سبق" أن الجمعية تلقّت البلاغ، وتم التعامل معه وفق النظام، مُثمِّناً دور الشُرطة المُتمثّل في مركز الشرقيةبالطائف، في سرعة التجاوب والتعامل مع نداء الجمعية فيما يخص الحالة المُعنفة. وأكّد الثبيتي أن الجمعية ستتابع الحالة مع الشُرطة ولجنة الحماية الاجتماعية بالمحافظة، ومن ثم سيُعد تقرير مُفصّل عنها، ويعرض على رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، الدكتور مفلح بن ربيعان القحطاني، لأخذ التوجيه. وأشار الثبيتي بأنه لم تتضح بعد الأسباب والدوافع التي أدّت لذلك العُنف، مبيناً أن الفتاة سُلّمت لشقيق والدها "عمها"، الذي أحضرها للشُرطة، باعتبار أن بقاءها لديه هو المكان الآمن لها حالياً، لحين انتظار نتائج التحقيقات وما ستؤول إليه.