نجح فريق طبي بمستشفى الملك فهد بجدة، في إنقاذ إحدى ضحايا الحوادث المرورية المعقدة ذات الخطورة العالية؛ حيث جرى استدعاء الأطباء للتعامل مع الحالة رغم أنهم لم يكونوا مناوبين. وتفصيلاً، استقبل قسم الطوارئ بمستشفى الملك فهد بجدة، مريضاً مُحالاً من مجمع الملك عبدالله الطبي، تُوصف حالته بدهس بالسيارة ومعاناة من إصابات متعدّدة شملت معظم أجزاء جسمه وأعضائه الحيوية (كسر مضاعف في الترقوة، كسور بالأضلاع 1-2-3 بالجهتين، استسقاء هوائي بسيط بالجهتين مع تجمُّع دموي بالجانب الأيسر، كدمة بالرئتين، كدمة بالكبد من الدرجة الثانية، كسور متعدّدة بالحوض، كسر مضاعف مفتوح في القدم اليمنى مع تسلخ في الشريان الأبهر الصدري النازل).
باشر الحالة فريق الجراحة العامة المناوب بقيادة الدكتور هاني العمودي؛ أخصائي أول جراحة عامة، بالبدء مباشرة بإنعاش المصاب بالسوائل والدم والأدوية اللازمة إلى أن استقرت الحالة، وتبيّن بعد ذلك من الأشعة المقطعية وجود تسلخ في الشريان الأبهر الصدري النازل؛ ما استوجب إعادة تقييم حالة المريض ووضع خطة للتدخل الجراحي.
استلزمت الخطة استدعاء استشاري جراحة الأوعية الدموية وتكوين فريق جراحي مؤهل للتعامل مع هذه الحالة الحرجة برئاسة الدكتور حسين باريان؛ استشاري جراحة الأوعية ورئيس وحدة الأوعية الدموية بالمستشفى، والدكتور عمر بالبيد استشاري جراحة الاوعية والدكتور هاني العمودي؛ أخصائي أول جراحة عامة، والدكتور أنس الحربي؛ طبيب مقيم، وتقرر وضع دعامات في الشريان باستخدام الأشعة التداخلية.
وتمّ توفير الدعامة اللازمة عن طريق الشراء المباشر من الرياض في غضون بضع ساعات من تلك الليلة، وتمكّن الفريق الجراحي من وضع الدعامة بالتداخل بالأشعة بنجاح تام.
يُذكر أن مثل هذه الحالة تحمل خطورة عالية على حياة المريض؛ حيث تصل نسبة الوفاة فيها لأعلى من 80 % عالمياً؛ حيث أوضح المدير الطبي بالمستشفى الدكتور فيصل نصار؛ أن هذه الحالة لا تعد الأولى من نوعها التي استقبلها المستشفى وتعامل معها فريق طبي جراحي على هذا المستوى؛ بينما كان قد تمكّن الدكتور باريان؛ سابقا من تركيب دعامات مماثلة لعددٍ من الحالات الحرجة المماثلة لهذه الحالة.
وقال رئيس قسم الجراحة الدكتور أسامة فيدة، إن حالة المريض بدأت بالتحسُّن -بفضل الله وعونه- اعتباراً من اليوم الثاني عقب التدخل الجراحي، وأشاد بروح الفريق الطبي الذي شارك في إجراء هذه العملية؛ حيث لم يكونوا من ضمن الفريق المناوب في ذلك اليوم؛ بل تم استدعاء الأطباء من منازلهم.
واختتم: "هذا العمل يُحسب للكفاءات الطبية الوطنية التي يفخر بها مستشفى الملك فهد بجدة، وهذا الإنجاز هو عملٌ يجسّد مرة أخرى مدى تفاني العاملين بالمستشفى في عملهم سواء كانوا على رأس العمل أو يُستدعون من منازلهم".