لم تكن واقعة التحرش التي شهدتها الطائف، وأظهرها مقطع الفيديو المتداوَل، الأولى التي يتم رصدها، بل سُجّلت قضايا تحرش سابقة دون أن يتم تصويرها، وكانت تُضبط من قِبل الجهات الأمنية، أو أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمحافظة، كذلك حراس الأمن، وذلك داخل مجمع "قلب الطائف". وكانت واقعة التحرش بضابطة أمن داخل المول قبل عامَيْن تقريباً هي الأبرز، والاعتداء عليها من قِبل شابَّيْن لم يتم البت في أمرهما حتى الآن على الرغم من ضبطهما واستيقافهما أياماً عدة، ومن ثم إحالتهما للشرع، لكنهما ظلا طليقَيْ السراح دون أن يصدر بحقهما عقاب رادع، فيما عانت المرأة التي تعرضت للتحرش من تلك الواقعة، وظلت تتردد على الشرطة والمحكمة دون أن تأخذ حقها!
وكانت "سبق" خلال السنوات الماضية قد لفتت للعديد من قضايا المعاكسات والتحرش ضد بعض الفتيات، وخصوصاً ما يقع منها داخل مول "قلب الطائف"؛ فقد رصدت الكاميرات الداخلية العديد من محاولات الإيذاء للمتسوقات والعائلات، وبموجبها تم منع دخول الشباب للمول نهائياً، بعد أن حزمت الجهات الأمنية ممثلة في البحث الجنائي، بمشاركة شُعب وقطاعات أمنية عدة، الأمر بتطويق المول في إجازات نهاية الأسبوع، وتم ضبط العديد من المعاكسين والمتحرشين، وكان من بينهم أجانب، وتم توزيعهم على مراكز الشرطة لاتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم.
وفي الفترة الأخيرة شهد المول دخول العديد من الشباب، وشوهدوا عند المطاعم بكثرة، رغم ما يبذله حراس الأمن من متابعتهم، إلا أنهم يتسللون لداخل المول من بعض البوابات التي تفتقر للرقابة من قِبلهم، وسط مطالبات من قِبل المتسوقين بفرض المتابعة ضد هذه الفئة، وملاحقتهم، والقبض عليهم، منعاً لإيذائهم العائلات، وزيادة تكثيف عمل أعضاء الهيئة داخل المول.
ومن خلال مقطع الفيديو الذي انتشر بمواقع التواصل الاجتماعي، فإن الشابَّيْن يظهران وهما يلاحقان فتاة لم تكن متبرجة، وكانت بمفردها أثناء خروجها من المول؛ كونها كانت تسير ابتداء في أحد زواياه القريبة من فندق آوالف، وربما كانت متجهة نحوه، أو أن يكون بانتظارها سائق بمواقف السيارات، أو قد يكون منزلها أقرب لذلك الموقع.
ومن المحتمل أن يكون الشابان قد لاحقا الفتاة من وقت خروجها من المول؛ كونهما رصداها أثناء وجودهما خارجه في ظل منعهما من الدخول.
ودائماً يشهد الرصيف المحيط بالمول، وعند البوابات، وجوداً كثيفاً للشباب، وخصوصاً في إجازة نهاية الأسبوع، أو خلال الإجازة الصيفية، ويتعمدون إيذاء ومعاكسة الفتيات بعد خروجهن، كذلك يوجَدون بالمواقف السفلية "البدروم"، ويقومون بالتجوال بسياراتهم فيه، ورفع أصوات الأغاني؛ الأمر الذي يدفع الجهات الأمنية لإعادة تلك الحملات السابقة، ومتابعة هذه الفئة التي تنشأ عن طريقها بعض السلوكيات اللاأخلافية والبعيدة عن الآداب، ولا تمثل مجتمعنا المحافظ.
وكانت الجهات الأمنية بمحافظة الطائف قد بدأت مجريات البحث والتقصي حيال شابَّيْن؛ ظَهَرا في مقطع فيديو يتحرشان بفتاة بأحد المواقع، في الوقت الذي لم تُسجَّل فيه بلاغات عن تلك الحالة لدى مراكز الشرطة، سوى أن مقطع الفيديو كان قد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكةالمكرمة، العقيد دكتور عاطي بن عطية القرشي، أن الجهات الأمنية بشرطة المنطقة رصدت مقطع فيديو، يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيه شابان يقومان بتصرفات غير لائقة تجاه فتاة بأحد المواقع، يُعتقد أنه بمحافظة الطائف.
وقال: لم تتقدم الفتاة أو ذووها بأي بلاغ حيال الواقعة، وتم تشكيل فريق عمل لتحليل مقطع الفيديو، وتقصي المعلومات اللازمة عن الواقعة والأشخاص، والعمل على كشف هوية المتحرشَيْن لضبطهما وتقديمهما لجهة الاختصاص.