حذَّر إمام المسجد النبوي، الشيخ حسين آل الشيخ، في خطبة الجمعة اليوم، المسلمين من سفك الدماء، وقتل الأبرياء، وانتهاك الحرمات، وقال لعموم الأمة الإسلامية: "اعلموا أن الله بالمرصاد لمن بغى وتجبّر وتسلّط واعتدى على المسلمين والمعصومين"، مستدلاً بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال فيه: "ما من ذنب أجدر أن تُعَجَّل لصاحبه العقوبة في الدنيا معما يدخّر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم". وأضاف أن الشريعة الإسلامية قد حرصت على كف الأذى وحرَّمت إيصال الشر والبلاء إلى الناس، ومن هنا نعلم خطورة قتل الأبرياء وسفك الدماء وانتهاك الحرمات، فليحذر المسلمون من خطوات الشيطان، وليتوبوا إلى الرحمن. وبدأ آل الشيخ خطبته بشرح مضامين الآية الكريمة: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي}، قائلاً: "لقد تضمّنت هذه الآية الأمر بقاعدة العدل الذي يعني القيام بحقوق الخالق وافية وذلك بإخلاص التوحيد له، وبإفراده بالعبادة والخضوع له. كما تطرّق إلى الإحسان ومعانيه الفاضلة، من إحسان العبد لربه، والإحسان بالتقرّب إلى الله بالمندوبات، كما أوصى بصلة الأرحام والشفقة عليهم. وتحدَّث آل الشيخ عن النهي عن الفحشاء والمنكر والبغي في الآية الكريمة، قائلاً: "يأتي النهي في هذه الآية عن أصول الشرور ومنابعها بالنهي عن الفحشاء كالزنا والسرقة ونحوهما، كما بيّن النهي عن البغي الذي هو الظلم بجميع صوره بالتجبّر على الخلق وسفك الدماء والاعتداء على الأموال". وفي مكةالمكرمة، أوصى إمام وخطيب الحرم المكي الشريف، الشيخ أسامة خياط، المسلمين بتقوى الله عز وجل وطاعته وخشيته ومراقبته في كل الأحوال. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجدالحرام: "إن للحفاظ على شباب الأمة أعظم الآثار في صيانة كيانها وإعلاء صروح نهضتها، لتأخذ مكانها اللائق بها بين الأمم، ولتكون كما أراد الله خير أمة أُخْرِجت للناس". وأوضح أن ذلك لا يكون إلابكمال العناية بهم؛ لأنها من أقوى البواعث على امتلاك القلوب والأخذ بمجامع النفوس، وكما تكون هذه العناية والرعاية غرساً لصحيح العقيدة وحراسة لشرائع الدين بالعلم والعمل وبذر المحاسن الأخلاق وتعويداً على صالح العادات، تكون أيضاً بحسن تعهّدهم في باب المصاحبة والمجالسة والمعاشرة؛ لأنها من أعظم الأسباب، فيما يكون من تقدّم أو تأخّر ونجاح أو إخفاق وقلق أو اطمئنان. وأضاف: "لما كان للصاحب أو الجليس أثره العميق في نفس صاحبه وجليسه، فإن من الحكمة البالغة الاحتياط في أمره والتريّث في وصل حبل ودّه؛ حتى تُبلا أخباره، ويتميّز معدنه، ويوثق بدينه وخلقه"، مستشهداً بقول النبي صلى الله عليه وسلم:"المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل", مشيراً إلى أنه إذاكان الجليس ممن يسدّ الخلّة، ويغفر الزلة، ويستر العورة، ويقيل العثرة، ويقود جليسه إلى الخير، ويرغِّبه فيه، ويعينه عليه، ويُزيّن لهالطاعة، ويقبّح له المعصية، ويحول بينه وبينها بتذكيره بما تعوّد عليه من ذلّ وخزي وعقاب في الدنيا والآخرة، فذلك هو الجليس الصالح الذي يسعد به جليسه، وتحسن بمجالسته عاقبته، وأما إذا كان الجليس ممن يزين القبيح، ويحسِّن السيئ من الأقوال والأفعال والعقائد الفاسدة والمحن الضالة، ويحثّ على الانضواء تحت لوائها، والتردي في وحدتها، فذلك هو الجليس السوء الذي يشقى به جليسه؛ لأنه كان وبالاً عليه إذا أطاعه وأسلم إليه انقياده، فانتهى به إلى البوار وعذاب النار، فقرع سنّ الندم حين لا ينفع ندم . وأفاد خياط أن المصاحبة يجب أن تكون خالصة لوجه الله بعيدة عن الأهواء بأن تسمو في رحاب الإيمان محكومة بسلطان العقيدة ونظام الشريعة بما فيها من أوامر ونواهي يستوحيها المؤمن في كل اتجاهات قلبه وحركات وسكنات جوارحه، لافتاً إلى أن لتطور وسائل العصر، لا سيما الإعلام الحديث بشبكات معلوماته وقنواته، وما اشتملت عليه من مواقع تواصل وغرف محادثة وغيرها، أثره في الانتقال بمعنى المجالسة والمصاحبة إلى معاني جديدة لم تكن معروفة من قبل، وأضحى لهذه المجالسة التي تكون عبر هذه المواقع من قوةالتأثير ما يربو على غيرها لاتساع دائرة استخدامها، وتنوّع وتعدد ثقافات ومشاربوبلدان مستخدميها، مما يفرض عبئاً ثقيلاً ومسؤولية مضاعفة على عاتق الآباء والأمهات والعلماء والدعاة والمربّين والمربّيات وغيرهم من ذوي الشأن في سبيل الحفاظ على شباب الأمة وتحصينهم .