أعلن مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ، الأمير خالد الفيصل، اليوم بمكتبه بمحافظة جدة، الفائزين بجائزة سوق عكاظ، في نسخته التاسعة هذا العام. وعبّر "الفيصل" خلال المؤتمر الصحافي لإعلان الفائزين بجوائز سوق عكاظ هذا العام، عن اعتزازه بالمواطن الذي يقوم بواجبه تجاه الفكر والثقافة والحضارة، مؤكداً أن هذا الأمر ليس غريب على إنسان هذا البلد الذي يستحق التقدير والشكر، ولولا هذه الرعاية لما وصل سوق عكاظ لما حققته اليوم، مثمناً في ذات السياق جهود اللجنة الثقافية برئاسة مدير جامعة الطائف والإشراف على جوائز سوق عكاظ.
وكانت اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ قد اعتمدت في اجتماعها اليوم منح جوائز سوق عكاظ في نسخته التاسعة، بحضور رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الأمير سلطان بن سلمان، ووزير التعليم الدكتور عزام الدخيل، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، وأمين اللجنة الدكتور سعد محمد بن مارق، فيما سيتم تتويجهم جميعاً في حفل الافتتاح الرسمي للسوق في 27 شوال المقبل الموافق 12 أغسطس 2015م.
وأعلن أمير منطقة مكةالمكرمة الفائز بجائزة شاعر سوق عكاظ، التي حصدها هذا العام "هزبر محمود" بعد أن تم اختيار قصيدته الخاصة بسوق عكاظ ضمن 26 شاعراً من المملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية قدموا قصائدهم للمنافسة، وسيحصل الفائز على وسام الشعر العربي المتمثل في لقب (شاعر عكاظ)، ودرع سوق عكاظ لعام 1436 ه، وبردة شاعر عكاظ، وجائزة نقدية قيمتها 300 ألف ريال، فضلاً دعوته لحضور سوق عكاظ وإلقاء قصيدته في حفل الافتتاح.
وأعلن عن الفائز بجائزة شاعر شباب عكاظ، وحصل عليها "حسن طواشي" حيث سينال درع سوق عكاظ لعام 1436 ه، وبردة شاعر شباب عكاظ وجائزة نقدية قيمتها 100 ألف ريال، ودعوة حضور سوق عكاظ وإلقاء قصيدته في حفل الافتتاح.
وتحتل جوائز سوق عكاظ مكانة مرموقة في المشهد الثقافي والعربي بالنظر إلى مصداقيتها وشروطها ومعاييرها وتعاملها مع المبدعين والمتميزين، فضلاً عن قيمتها التي تتجاوز 1.3 مليون ريال، ما جعلها تغطي مساحة واسعة من الإبداع الفني ابتداءً من الشعر، مروراً بالفن التشكيلي، الخط العربي، التصوير الفوتوغرافي، وأصبحت تشكل آمال المتسابقين وطموحاتهم للتنافس فيها من أجل الحصول عليها والتتويج بها.
وأشار الأمير خالد الفيصل في المؤتمر الصحفي إلى التطورات التي سيشهدها سوق عكاظ في الأعوام الخمس المقبلة، موضحاً أنه تم تشكيل فريق عمل لتطوير برامج وأنشطة سوق عكاظ، تبدأ منذ العام المقبل، برئاسة الدكتور بريكان الشلوي، مفيداً أن الفريق بدأ بتنظيم ورش عمل في محافظة الطائف بالتعاون مع رؤساء الأندية الأدبية بهدف تفعيل مشاركتها في سوق عكاظ.
وقال "الفيصل" إن من نتائج ورش العمل التي نظمها الفريق إضافة برنامج المساجلات الشعرية إلى البرنامج الثقافي لسوق عكاظ، وهو عبارة عن منافسة لاحتضان مواهب الشباب الشعرية باللغة العربية الفصحى، مبيناً أن فريق العمل نفذ ورش عمل مع المسرحيين والفنانين التشكيليين والإعلاميين، بهدف التعرف على رؤيتهم لمستقبل سوق عكاظ، لتتم صياغة خطة تطويرية - بإذن الله - للمشاركة مع الجميع.
وأبان أن اللجنة الإشرافية ناقشت مع وزير الثقافة والإعلام، إطلاق أكاديمية عكاظ للشعر العربي التي تم الإعلان عنها، ومسؤولية الإشراف على تأسيس الأكاديمية وإدارتها ومشاركة الجهات ذات العلاقة.
ولفت الانتباه إلى أن فكرة الأكاديمية أن تكون مختصة بالشعر العربي الفصيح، وتنهض بدراساته وأبحاثه بدءاً من جمع وتدوين وتحقيق الموروث منه في المخطوطات المحفوظة محلياً ودولياً ونشر مؤلفات شعرية من دواوين وأبحاث بوسائل النشر المختلفة، علاوة على تنظيم الأنشطة والبرامج الشعرية مثل الندوات والمسابقات والمحاضرات والملتقيات الأدبية، ليصبح عكاظ المرجعية العربية الأقوى في الشعر، يحتفى فيه بأهم الأصوات الشعرية العربية الكبيرة، ويهتم بالترجمات الشعرية، ويحتضن الشعراء الشباب، ويقيم المسرحيات الشعرية.
وأضاف أن اللجنة الإشرافية ستستفيد من التجارب العربية والدولية في إنشاء الأكاديميات التي تهتم بالشعر، ومن أشهرها أكاديمية الشعر في أمريكا والنمسا ومصر وأبوظبي، مبينا أن سوق عكاظ جاء واحدة من المبادرات العملية المطبقة على أرض الواقع لتنمية الإنسان معرفياً وثقافياً وعلمياً وفنياً وتراثياً، إلى جانب مبادرات أخرى لرعايته صحياً واجتماعياً واقتصادياً.
وقال: "نتطلع إلى أن يكون سوق عكاظ جزءاً من أجزاء كثيرة تنتشر على امتداد البلاد العربية والإسلامية، تسهم جميعها في تحقيق نهضة حضارية حقيقية تنتج الإنسان (القوي الأمين)، قوياً بعلمه وثقافته، وتمكنه العلمي في كل ما يعمل، مدرباً بشكل جيد، ماهراً فنياً، متعافياً ولائقاً بدنياً، وقادراً على أداء مهماته بإتقان، وأميناً بإتقانه وتقواه وصدقة وأمانته وتفانيه وتعاونه وإيجابيته وتفهمه وتحمله المسؤولية، وبفكره الوسطي ومبادراته ومشاركته الاجتماعية وطموحه وتفتحه الذهني".
وشدد على أن يجعل من سوق عكاظ صورة مشرقة للنهضة الحضارية التي تعيشها المملكة في المجالات الاجتماعية والعلمية والاقتصادية، بخطى ثابتة لنقل المجتمع السعودي، إنساناً ومكاناً إلى (العالم الأول)، بالتمسك بالثوابت الدينية من جهة، والانفتاح على العلوم والمعارف الجديدة.
وأوضح الأمير خالد الفيصل أن سوق عكاظ ليس شعراً وثقافة فقط بل تجارة واقتصاد، وسنركز على تحقيق عوائد اقتصادية مجزية للمجتمع المحلي من خلال المبادرات والأفكار الجديدة للغرف التجارية والصناعية، سواءً في القرى المحيطة بموقع السوق أو في عموم محافظة الطائف، من خلال دعم قطاع السياحة في محافظة الطائف، وتوفير فرص العمل للشباب، ومساعدة الحرفيين والأسر المنتجة والمزارعين على تسويق أعمالهم ومنتجاتهم على الزوار.
وأكد أننا سنعمل في سوق عكاظ عاماً بعد آخر وأعيننا على التطور كل عام، بعد أن أسسنا قاعدة من النجاح والتميز على النطاق المحلي أولاً، ولن يتحقق من دون مشاركة حقيقية وفاعلة من المثقف السعودي ومتابعة دقيقة من الإعلام المحلي، مشيداً سموه بالدعم الذي تلقاه السوق من القطاع الخاص والحكومي، معربا عن أمله في تواصل عطاءهم للأعوام المقبلة.
ومن جانبه قام الأمير خالد الفيصل بتكريم صحيفة "سبق" ممثلة بالزميل عبدالله الراجحي مدير التحرير بالمنطقة الغربية؛ لكونها الراعي الإعلامي الإلكتروني لسوق عكاظ.