طالب الكاتب وكبير المحررين في صحيفة الشرق الأوسط مشاري الذايدي السلطات السعودية بحجب موقع "تويتر" حتى يتم القضاء على "داعش" خاصة بعد موجة التجنيد التي يشنها التنظيم ضد الشباب السعودي عبر استغلاله موقع التواصل الاجتماعي، التي كان آخرها القصة المؤلمة لفرار أربعينية بأطفالها الثلاثة إلى مواقع "داعش". وقال الذايدي في مقاله الذي حمل عنوان "امنعوا تويتر من هذا": بصراحة، لو تمت السيطرة على تويتر، وأشباه تويتر، لما بلغت داعش هذا المستوى من التضخم والتوسع. قلت هذا الكلام مراراً، هنا في هذا المكان، وغضب من كلامي كثر من عشاق السوشال ميديا، لكن الأيام تثبت كل يوم صحة هذه الخلاصة.
وأضاف: تخيلوا كلفة العمل العسكري والأمني الذي تسببت به داعش للعالم كله، ومئات المؤتمرات واللجان المستنفرة لتجديد الخطاب الديني، والكلام عن المؤامرات الخفية لشتى المخابرات الدولية لدعم داعش. لسنا بحاجة لهذا كله، فمن أجل تحجيم داعش ومنع ماسورة التجنيد والتحشيد، المطلوب، حالياً، فقط إقفال هذه الماسورة التي اسمها: تويتر.
وتساءل قائلاً: هل تريد أن تقول إن مراهقاً جاهلاً، أو شاباً من أحلاس الشوارع، يعي تاريخ كلمة خلافة وفقه الأحكام السلطانية، والسياسة الشرعية، ويعرف من هو الماوردي والشاطبي، وكتباً مثل سراج الملوك للطرطوشي، وغياث الأمم للجويني، وتفاصيل مثل دار الحرب ودار الإسلام، وولاية المتغلب، وشروط الإمامة الكبرى والصغرى، وعهود الأمان، والمصالح المرسلة، والعلاقات بين المسلمين وغيرهم، وعشرات التفاصيل المؤسسة لكيفية فهم السياسة من منظور الميراث المسلم الممتد لألف وأربعمائة عام؟!
وأردف: فتيان وفتيات، ومرضى داعش، جهلة يمتلكون جرأة الجاهل، ولديهم خيالات مريضة، لا حل معهم إلا بالقانون والقوة، وليس بفتح الحوارات العقيمة. لكن حتى يتم النصر، فإنه يجب إغلاق الماسورة التي يتدفق منها السم الداعشي، فمن خلال الإنترنت، وفي مقدمته تويتر، يتفشى وباء داعش، وإلا فكيف نستوعب أن أرملة في قرية نائية، تصل لمرابع داعش، عابرة المطارات والحدود، وهي ربما لم تخرج قبل من حدود قريتها؟! تويتر هو من وفر الوسيلة.
وأضاف: لست أعرف كيفية منع النزيف، ولست أدري عن فعالية قوانين محاربة الجرائم المعلوماتية، لكن الأكيد أن منع داعش وأمثالها من ثمرات الإنترنت بات مسألة حياة أو موت.. سيقولون لك، إن داعش والقاعدة هي نتيجة القمع السياسي، وفقدان الحرية، وإن المنع ليس هو الحل، والجواب: هذا هراء، بل المنع هو الحل، مثلما تمنع المجنون أو الطفل من العبث برشاش كلاشنيكوف مزخر.
وختم قائلاً: أوروبا كلها، والعالم العربي، أدركوا، ومع كل خبر عن انضمام شاب أو شابة أو حتى أسرة كاملة لداعش، أن البداية كانت من الإنترنت وتويتر. فماذا بقي؟!. السعودية حذرت مؤخراً من 3 ملايين تغريدة داعشية على تويتر، وأكثر من مليون وسبعمائة ألف مقطع فيديو إرهابي، وقال عبدالمنعم المشوح رئيس حملة السكينة في السعودية، التي تكافح الفكر الإرهابي، للعربية نت، إن تويتر كان رقم واحد في مساعدة السعوديين المنضمين لداعش. وقال مارك والاس، رئيس مشروع مكافحة التطرف في أوروبا، للشرق الأوسط، إن أكثر من 40 ألف حساب داعم لداعش موجود على تويتر.