يقع المركز الثقافي الإسلامي في حي من أهم أحياء العاصمة الأسبانية مدريد، وبإطلالة على شارع سالفادور ديمادريغا، بواجهة إسلامية فريدة على غرار النمط الغرناطي، حيث يقدم الكثير من الخدمات للمسلمين الذين يرتادونه من كافة بقاع أسبانيا. يوجد في الدور الأول مكتب مدير المركز، الدكتور سعود الغديان وهو رجل ذو سجل حافل في مجال الدعوة وإدارة المراكز الإسلامية السعودية في الخارج، يستقبل زواره بحفاوة كأنه يعرفك منذ فترة طويلة.
يتحول مكتب الدكتور سعود ببساطة لصالون ثقافي متنوع الأجناس والثقافات، خصوصاً في يوم الجمعة، حيث ملتقى أبرز الشخصيات السياسية العربية في أسبانيا منهم السفير السعودي في أسبانيا، وعدد من أبرز الشخصيات من دول عربية وممثلين للدول الإسلامية. يقول د. الغديان لفريق "سبق": "يتشرف هذا المركز الثقافي الإسلامي بتجسيد الرؤية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين؛ ليكون منبرًا ثقافيًا إسلاميًا يحمل على عاتقه الدعوة إلى الدين الإسلامي الحنيف، وإقامة شعائره اليومية، وتوعية المسلمين الجدد بكل ما من شأنه رفع الحس الديني وتصحيح الأخطاء العقدية، ودعوة غير المسلمين من عامة الشعب الأسباني". ويضيف د. الغديان: "المركز الثقافي الإسلامي أنشئ في عام 1992م في عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ووضع لبناته الأولى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حينما كان ولياً للعهد، نائباً لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع حفظه الله والعاهل الأسباني، الملك خوان كارلوس الأول، ليقف شاهداً على تلك العلاقات ومتانتها، وصمم المركز على أحدث طراز معماري فريد، بساحات واسعة، وموقع متميز".
ويؤكد مدير المركز على توفير مجموعة متكاملة من الخدمات، ومنها تقديم خطبة الجمعة وخطب العيدين باللغة الإسبانية، والتعاون الوثيق مع الجامعات الإسبانية؛ لتزويد الباحثين والطلبة بالمعلومات الحقيقية عن الإسلام والمسلمين، وإرساء التعاون بين مكتبة المركز والمعاهد العلمية والجامعات الإسبانية، وتوزيع نسخ القرآن الكريم باللغتين الإسبانية والعربية، كما يحرص المركز بصفة دورية ومستمرة على إقامة سلسلة من الندوات والمحاضرات الثقافية والأدبية، وتشمل أنشطته الاجتماعية على العون والمساعدة والإعانات لأكثر من 200 عائلة. وينفذ في رمضان أنشطة إضافية مثل مشروع إفطار الصائم، وأنشطة ترفيهية وترويحية، ويوفر لمصلين التراويح روضة وحضانة أطفال تعتني بأطفالهم حتى مغادرتهم المركز، خاصة وأن أعداد المصلين تتزايد إلى أكثر من 2544 مصلياً في رمضان المبارك، ويقيم المركز حفل عيدي الفطر والأضحى للأطفال وبرامج ترفيهية لهم.
وشهدت "سبق" عددًا من حالات دخول الإسلام وعقود القران، وكذلك العديد من الخدمات الأخرى التي سترد في تقارير مستقلة.
وينفذ المركز في شهر رمضان دروساً للمسلمين المتحدثين باللغة الإسبانية، وكذلك مسابقات قرآنية رمضانية، جوائزها رحلتي عمرة وزيارة لمسجد رسول الله صلى الله عليه.
ويزور المركز المساجين المسلمين في السجون الإسبانية، والدور الاجتماعية للقاصرين؛ لتفقد أحوالهم، ويضم مركزًا لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وهو الأول من نوعه لمركز إسلامي في إسبانيا، ويشترك فيه عدد كبير من الأسبان الراغبين في تعلم اللغة العربية، وأيضا مركز تعليم اللغة الإسبانية لغير الناطقين بها.
وتزيد المساحة الكلية للمركز عن 13 ألف متر مربع، مما يجعله من أكبر المراكز الثقافية الإسلامية في أوروبا، ومسجد بمساحة ألف متر، ومدرسة لأبناء المسلمين طبقاً للمناهج السعودية تتسع لحوالي 250 تلميذًا، ومكتبة بها أكثر من 30 ألف عنوان، وقاعة مؤتمرات ضخمة تضم مسرحاً مجهزًا بكافة التجهيزات، ويسع ل 500 شخص، ومجهزة كراسيها بأجهزة الترجمة الفورية لثلاث لغات في وقت واحد.
يذكر أن آخر المؤتمرات التي استضافها المركز كانت أعمال المؤتمر ال 11 للإعجاز العلمي في القرآن والسنة 2015 خلال الفترة من 18-20 شعبان الماضي.