كشفت حملة تهدف لنشر ثقافة التبرع بالدم بين السيدات، أن نسبة الهيموجلوبين لديهن تراوحت ما بين الارتفاع الموجب للتبرع، أو الانخفاض الموجب للعلاج، وذلك بسبب التدخين أو التدخين السلبي بمجالسة مدخنين. ويتسبب الارتفاع الموجب أو الانخفاض للهيموجلوبين بين أوساط النساء إلى مرض “البولي ثلاسيميا”، وأغلب الأسباب التي تؤدي للإصابة به ليس مشكلة أو خللاً في الدم، ولكن يكون ذلك الارتفاع بسبب عامل خارجي، وأهمها التدخين سواء كان الشخص نفسه مدخناً أو كان الشخص يتعرض للتدخين السلبي.
وجاء الاكتشاف لهذا الداء الذي يهدد صحة السعوديات، ضمن حملة اليوم العالمي للتبرع بالدم، الذي أقيم أمس، بتنظيم من القطاع الصحي بمحافظة عنيزة ممثلاً بمختبر مستشفى الملك سعود، وبنك الدم، وهي حملة للتثقيف والتوعية تحت شعار "شكراً على إنقاذك حياتي"، والتي أقيمت في مجمع عنيزة مول للتسوق، وتفاعل معها شريحة كبيرة من المتسوقين والمتسوقات عبر المعرض، الذي قدم تعريف متكامل بأهمية التبرع وماهية الشروط.
وقال أخصائي الكيمياء السريرية ومشرف قسم التقنية الحيوية ومنطقة التبرع بالدم، فيصل بن خالد البسام: "هناك شح بالقيمة المعلوماتية للتبرع وفوائده للمتبرع والمصاب لدى شريحة كبيرة من الزائرين من الجنسين، بالأخص العنصر النسائي، حيث تبين أن نسبة الهيموجلوبين لديهن تراوحت ما بين الارتفاع الموجب للتبرع أو الانخفاض الموجب للعلاج وعن أهمية نسبة الهيموجلوببن بالأخص لدى المدخنات أو مخالطي التدخين كمدخن سلبي قد يتسبب مرض "البولي ثلاسيميا"، وأغلب الأسباب التي تؤدي للإصابة به ليس مشكلة أو خللاً في الدم، ولكن يكون ذلك الارتفاع بسبب عامل خارجي، وأهم تلك العوامل التي تؤدي لارتفاع الهيموجلوبين في الدم التدخين سواء كان الشخص نفسه مدخناً أو كان الشخص يتعرض للتدخين السلبي".
وأضاف: "من المعروف أن التدخين يقلل من قدرة الخلايا على نقل الأكسجين لأجزاء الجسم المختلفة، فتصدر إشارات للجسم إلى الكلى لكي ترفع من نسبة الهرمون المسؤول عن إنتاج كريات دم الحمراء، فتزداد بالتالي نسبة كريات الدم الحمراء عن معدلها الطبيعي".
وتابع "البسام": "هناك أيضا أسباب مرضية أخرى بخلاف التدخين، فالأشخاص الذين يعانون مشاكل في القلب والرئة يكونون عرضة للإصابة بهذا المرض، بالإضافة إلى أن هناك أمراضاً أخرى تؤثر على نسبة هذا الهرمون الذي تقوم الكلى بإفرازه فترفعه مسببة هذا المرض، وليست لها علاقة بنقص نسبة الأكسجين في الجسم كتليفات الرحم وبعض الأورام التي توجد في الكبد والمخيخ من الممكن أن تتسبب في زيادة نسبة الهيموجلوبين، كذلك في حال وجود مشكلة في نخاع العظام نفسه لحدوث خلل جيني مكتسب تحدث زيادة في أحد مكونات الدم، فإن حدثت الزيادة في خلايا الدم الحمراء تسبب حدوث البولي ثلاسيميا، وقد تحدث الزيادة في أي مكون من مكونات الدم، مسببة أمراضا أخرى سيأتي ذكرها لاحقا".
وأوضح أن هناك أعراضاً ليست دقيقة وتختلط مع أعراض لأمراض أخرى، كالدوخة والصداع، وعدم وضوح الرؤية، وارتفاع ضغط الدم كذلك ارتفاع نسبة اليوريك أسد، أما الأعراض الأكثر دقة فيحدث عرضان متناقضان وهما حدوث التجلطات والنزيف، وأغلب المرضى يكتشفون الإصابة من خلال ملاحظتهم وجود حكة قوية مع آلام شديدة في أطراف الأصابع واحمرار بعد أخذهم حماماً ساخناً.
واستطرد "البسام" قائلاً: "من خلال عمل التحاليل الأولية يجد طبيب الرعاية الأولية أن نسبة الهيموجلوبين مرتفعة، ففي الرجال تكون أكثر من 18.5 وفي النساء أكثر من 16.5، وبعمل تحاليل للهرمون المسبب لإنتاج خلايا الدم الحمراء نجده مرتفعاً؛ فنبدأ بالبحث عن الأسباب وعمل تحليل للجين المسبب ليتم التشخيص الدقيق للمرض".
واختتم حديثه قائلاَ: "أنصح بضرورة الإقبال والتشجيع من قبل الأسرة على الكشف السريري، وعمل صورة دم وعن إمكانية التبرع من عدمه بالأخص من الجانب النسائي، والتبرع ليس قصراً على الرجال فقط، وأشكر مدير القطاع الصحي الدكتور عبد الله الموسى وزملائي بقسم المختبر وبنك الدم على مشاركتهم ودعمهم لإنجاح الحملة".