استطاع مواطن أُصيب قبل 23 عاماً بشلل نصفي نتيجة خطأ طبي أن يشارك في ثلاث بطولات دولية، حقق فيها المركز الأول والمركز الثاني في رياضة الكاراتيه، بعد توفيق الله، ثم إصراره ومثابرته وإرادته القوية، ولسان حاله يقول: "يمكننا أن نتغلب على المصاعب بالفكر لا بالجسد". وعلى الرغم من أن لعبة الكاراتيه ليس لها مَوْطن في الخليج العربي لذوي الاحتياجات الخاصة إلا أن ذلك لم يثنِ عزيمة بطل الكاراتيه الكابتن رشيد بن سالم البرية في أن يحقق حلمه، وأن يحصل على المركز الأول أمس؛ ليرفع عَلَم السعودية عالياً ضمن أبطال من دول مختلفة سبقوه في هذه الرياضة، كبلجيكا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا.
وقال الكابتن رشيد البرية ل"سبق": إنني أشعر بالفخر والاعتزاز وأنا أرفع علم السعودية في محفل دولي، عزف فيه السلام الملكي السعودي، في ثالث بطولة أشارك فيها.
وتابع: أصبت بالإعاقة الحركية نتيجة خطأ طبي عام 1413ه، وذلك بعد إجراء عملية جراحية، إثر إصابتي بتقوس في العمود الفقري، فقطع الطبيب خلال العملية النخاع الشوكي بالخطأ - سامحه الله - وكان عمري حينها 13 عاماً، ولكن الحمد لله لم تشكل عائقاً لي في حياتي. وأضاف: كنت أحب رياضة الكاراتيه، ولكن هذه الرياضة ليس لها مَوْطن في الخليج العربي لذوي الاحتياجات الخاصة؛ ما دفعني للالتحاق بأحد الأندية في دولة الأردن. وقد تعاقدت مع مدرب هناك على حسابي الخاص لتدريبي بهدف المشاركة في البطولات الدولية.
وتابع: بعد التدريب استطعت الحصول على المركز الثاني في بطولة أقيمت في روما في إيطاليا في رمضان العام الماضي، وشاركت في بطولة كانت قبل 69 أسبوعاً في إسبانيا، وحققت فيها المركز الثاني، والبطولة الثالثة أمس التي حققت فيها المركز الأول بفرنسا بفضل الله تعالى، ثم التشجيع الذي حظيت به من أشقائي، خاصة شقيقي عبدالرحمن البرية، وأصدقائي، وكذلك من ممثلي في قسم السعوديين في السفارة السعودية بباريس غازي القحطاني وعبدالرحمن خديد العتيبي.
وأوضح: كل هذه البطولات كنت أسافر فيها على حسابي الخاص من بريدة مقر سكني على السيارة وصولاً إلى محافظة القريات شمالاً، ومن ثم للأردن، ومن الأردن أسافر بطائرة مع المدرب للمشاركة باسمي بوصفي سعودياً مع النادي الأردني. والحمد لله، أُعتبر اللاعب الخليجي والعربي الذي يحقق هذه المراكز، وأتمنى أن أجد دعماً من الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتذليل الصعاب أمامي للمشاركة في بطولة العالم، التي ستقام في النمسا بعد خمسة أشهر.